"٦ مارس "
أحتاجُ حقًا لمن يُطمئنني ويَخبرني أن هذه الأيام سَتمر وسأكون بخير، فأنا لم أعد قادر على مواساتي.
فصلِي الأخير
لنْ أتحدثَ كثيرًا اليوم فليس لديَّ وقت لأُضيعهُ معكْ
فقطْ سأروِي لكَ ما أَنا عليهِ الآن وما أنوِي فِعله.تناولت فطورِي في الصباحِ الباكرِ والآن أَحتسِي ذلك المشروب البنيِّ الدَاكنِ الذِي لم يعُد يُجْدِ معِي أَي مفعولٍ فالصداعُ بَاتَ صدِيقِي المُفضَّل يأتينِي كُل يومٍ
وَلا يقطع رحمهُ البتَّة
أجلِسُ أمامَ تِلكَ المُفكرةِ التِي بِتُّ أُشفقُ عليها من كثرة ما تحَمَّلتهُ من تَأوُّهاتً لم تستطعْ أَحبالِي الصوتِيةُ إخراجَها؛ لأُدوِنَ الفصلَ الأخِير من مسيرِتي التِي اقتربَ أجلُها ، أحضرتُ مِعطفِي أشْتَمُ بعضَ الدِفء من أكمامِهِ المُهتْرِئةِ وأمسكت بالقلمِ وتركتُ العنانَ لقلبي يُمْلِه ما عجزَ عن بَوحِه طِيلَة معاناتِه.أنهيتُ كلَّ شيءٍ وخرجتُ إلي شرفتِي حيث ضجيج المدينة الذي لا يهدأُ أبدًا
تمتمتُ ببعضِ الكلماتِ ونظرتُ للسماء نظرةً لم يُدركهَا سِوانا
تَلَوْتُ الشهادتيْن وألقيت بنفسي من ارتفاع كافي لألقي حتفِي

عزيزي القارئ:
أعلم أن ما ستقرأه الآن سيكون بعد أن وارَى جَسدِيَ الترابَ ولكنِي لم أُكنْ لأختار تلك النهاية السيئة لروايتي كنت مثلك أكلُ وأمشي في الاسواق أضحك،أمزح ،أعيش كل لحظة بشعورها الخاص ولَذَّتِها الطيبة حتي دمَّرتني الحياة وسَوَّدت قلبي الذي لم تشُوبه شائبة أصبحتُ فتاتًا اجتمع ليُكملْ حياتَه بأيِّ شكلٍ كان، الموتُ هو أمنيتي التي أدعوها عن ظهر قلب في ركعاتي،لمَ تأخرت؟ كنت بحاجة إليك لتربِّت عليَّ وتضمد جرحي حتي أخبرك أني لست علي ما يُرام لست ذلك المبهِج الفضوليّ المغامِر بل أنا ذلك المنبوذ الوحيد كيأجوج ومأجوج لجُرمٍ لم أفعله،فَلتَكتُبْ علي شاهِد قبري يرقد هنا فتي حاول مواجهة الحياة لكنها لم تسمح له سوي بِبِضع دقائق لِيُلْقِ السلام ويرحل بِصَمت فالجحيم يَنْتَظِره ..

والسَلامْ
كتبها فتيً شنَّ حربًا ضِدَّ الحياةِ وبات مهزومًا لكنها كانت أبخل من أنْ تعقِدْ معَه معاهدةَ سلامٍ.
من اليوم سوف أكتب لك وأعلم أنك سوف تقرأ وتبتسم، أنا غادرت؛ بسبب خوفي من الغياب غادرت لأجل قلة تمسكك بحبال الحب، لم أنسى يا عزيزي عمري معك، لم أنسى ضحكت عينك التي جعلتني أعيش من جديد، لم أنسى فرحت قلبي عندما تحدثت وقولت أنني أحبك، أصعب رحيل في حياتي شبيه من رحيل غربتي عن أهلي، غيابك غُربا يا عزيز قلبي، انتظرت منك التمسك وأن تقول لا ترحلي عزيزتي إنني أحُبك، كان كثيرًا من الناس يتحدثون ويقالون يا فتاة إنه لم يحبك يوم، لكنني تعلقت بك كثيرًا مثل تعلقي بأبي، لقد أذيتني كثيرًا عزيزي، رغم ذلك أتمسك بك كثيرًا أنتظر يوم أن تسمي ابنتك على اسمي وتتذكرني وهل سوف يزيد العمر وأنظر لك من بعيد وأنت سعيد في أيامك الجديدة؟ أنا أحببتُ وهويتُ وانتهيتُ نعم انتهيتُ عزيزي.
العناق علاجٌ لشخصٍ يرغب بالبكاءِ ولا يستطيع، لشخصٍ كتم بداخلِه آلاف مِن الحروفِ ولمْ يقدرْ لسانُه علىٰ البوحِ.
ما بالك يا صاح! أجدك حزين دائمًا وكأن جبال تقع علىٰ قلبك.
_الحياة يا صديقي لا تهدأ بِمُشكلاتها وكثرة أوجاعِها وتعاظم الألم بداخلي حتىٰ يكاد يصل حد السماء، ولِمَ السعادة والفرح ومن نشاركهم فرحنا ومن هم سببه ليسوا بموجودين معي، أخذتهم الحياة مني بطرق كُثر، أكثرهم رعبًا لي «الموت» أتعرف معنىٰ أن يكون سبب فرحك وضحكاتك ليس له وجود، لا وجود لبسمته الهادئة ولا غضبه القاتل وعقله الرزين وقلبه المُطَمئِن الحنون وحضنه الدافئ، وآه من ذلك الحضن ودِفئه، لكن لم يعد هناك وجود لكل ذلك، تحت التراب، سرقته الحياة مرة مني، لكنها سرقت روحي معه أيضًا، مات هو مرة واحدة وأنا هنا أموت بكل ليلة من ذلك الفراق المُفجع لقلبي المحطم لأشلاء، والكثير والكثير من الألم المُكَمن بي يا صاح، لكن سأظل دومًا أخبر الجميع أنني بخير ولا أحد سيلاحظ أنني لم ولن أكن بخير، فلا بأس ليست هذه المرة الأولىٰ.
سأخبرك بحقيقةٍ مخفيةٍ بين الأحرفِ: إني أُحبُّك كثيرًا رغم كُرهِ القارات لهذا الحُب، وشجارِ المسافاتِ، وصراخِ الطرقات، وأنينِ الأشجار، وقبحِ نفوسِ البشرِ، صدقني فعلت ما بوسعي لأنتزعكَ من سويداءِ فؤادي، ولكنني أخفقت.
متاهة الهلاك.

أصبحَ عقلي أشبهَ بِالمتاهةِ، وأصبحتُ مثلَ الطيرِ الفاقدِ لِسربهِ، يبحثُ عنه بِعالَم ليس بِعالمهِ، عالم جميع أماكنهِ تؤدي إلى الهلاكِ "الهلاك فقط".
أعتذر عن تأخري في الرد أوقاتاً كثيرة، ورؤيتي للرسائل من الخارج ثم اطفاء الهاتف دون أن أعيركَ اهتمامًا، عن عدم إكمالي للحديث والسكوت فجأه، أعتذر عن أنك ترىٰ منشوري الآن وانا قد أخبرتك انني سأجيب عليكَ بعد قليل ولكن مرّ الكثير ولم أجب، أنتَ تعلمُ أنني لست ميالاً للتجاهل، ولكنني متعب قليلاً، اشتقتُ إلى حديثنا المتواصل ولكنني مرهقٌ من الكلام، ظني بكَ أنك تعذرني، وإن لم تعذرني فأنا أعذُركَ لِعدم عذري، إن لن تتحملني لا تهجرني، أنا مازلتُ أحبكُ كثيراً ولكنّ طاقتي تغدر بي الآن..
لماذا هو؟
سؤال لم أجد له جوابًا إلىٰ الآن رغم أنه ليس مكتمل الصفات
بسيطٌ جدا الىٰ الحد الذي استطاع فيه أن يملك قلبي يملكُ الكثير من الأضداد لا أدري ما الذي جعلني أقعُ بحبهِ رغمَ أنهُ لم يبدو بكل ذلِك الجمالِ في البداية
لا أدري حقًا كيفَ وقعتُ بحبهِ
كيف جعلني هائمةً به ولا أفكر بسواه اغناني عن الجميعِ رغم ازدحام ِ محيطي
والحقيقةُ أنهُ ليسَ من الرواسخِ ولا بثابتٍ أنْ تشوبَ الصمتَ شائبةُ الهدوءِ فهناكَ بعضَ الكلماتِ الهامسةِ التي يفوحُ منها عبقُ قوتِها في محاولةٍ يائسةٍ للتنفيسِ عن عِظَمِ كربِها؛ وأنَّ ليسَ كُل مَن ينطقونَ بالصمتِ ملازمينَ لهُ، حتى وإن اتَّفقُوا على الهدوءِ واتَّسمُوا بهِ تباينوا في مصدرِهِ وقوةَ رجاءِه من بينِ حذافيرَه.
وإنْ نظرتَ إلى أهلِهِ وأمعنتَ في صورِهم تجدهُم قومًا قد اضطربَتْ أنفاسُهم وخارَتْ قواهُم وأتعبهُم أنْ يَروا حماسةَ عفويتهم وقوةَ عفوِهم تقودُهم إلى كلماتِهم الممزقةِ بالبغضاءِ وصمتُهم الطابقُ على صدورِهم، أجهدَ مسامِعَهُم إرتفاعُ أصواتَ اليأسِ بداخلَهم وتهاويها، وكمَّدَ شعورَهم تلاقي دروعَهُ في ارتطاماتٍ واضطراباتٍ نفسيةٍ شديدة، وكأنَ صمتُهم احتوى بداخله كلماتٍ تجردت من البوحِ والتي سيكونُ هلاكهم بها محتمٌ إن لم تخرجَ من بينِ أضرعتهم.
وكأنَ مُزدرى صمتهم محتواهُ «كانَ أمسُنا أملًا مشرقًا، تمنينا لو يدومُ فأبى، وانطلقَ في جميعِ بقاعِنا الحاضرُ ملوِّحًا بيأسِهِ غازيًا كل موضعِ تطوءُهُ قدماهُ فما وجدنا منهُ سوى هزيمةً مزريةً، وبالجبنِ اختفت بداخلِنا كلماتِنا واتخذنا الصمتَ مغلوبينَ بهِ ولو أننا عرفنا سوى الشفقةِ لشكونا».
«تمرُ الأيام يومًا بعدَ يومٍ، وساعةً بعد ساعة، وأنا أقف فوق هاوية الأحداثِ أشاهدُ حربي المندلعة، وكأنها فيلم سينمائي جديد أمسكُ بين يدي علقمُ هزماتي المُر، وكأنه أشهى المُقبلات، فلا تسألني يومًا من أين جائتكَ تلكَ الطعناتِ».
ثم ماذا؟
ثم إن الربيع لأتٍ، يتجاوز جبالًا من الثلوج تتزاحم فوق أفئدتنا، كنور الشمس الذي يخترق العديد والعديد من الأشياء حتى يصل إلينا؛ ليبدد ظلام أمسنا...💙
"إنها زائلة"
مرحبًا هذا اليوم سأكون أنا طبيبُك النَفسي، أعلم ما الذي بداخِلكَ من خَيبة، أعلم جيدًا سبب الهِدوء والتعب الذي في ملامِحك، ومرور الايام ثقلٌ على كاهِلُكَ أتمنى أنن لا يَمُر حديثي معك مرور الكرام، يا عزيزي جميعُنا نعلم أن الحياة تتكون على مبدأ التخلي، وإنها زائِلةٌ، وايضًا نعلم أنن جميع الظروف مؤقتة أيًا كانت فرحٌ،حُزْنٌ، لكِن غالبًا لا تكُن مؤقتة لكِنها تعمل علىٰ مُحور التأقلُم، الآن رُبما قد فهِمنا الأساسيات التي نمر بها وتُأثر بِنا، الآن يجب أنن نتعلم كيف نتعامل مع العوامل التي تؤثر بِنا، عوَّدَ أفكارك علىٰ أنها لا تكُن على مبدأ واحِدٌ، عليك أن تنظر إلى بقية الجوانب، وَ يجب أن تعلم ليس جميع الأشياء دائِميةٌ بسبب أن الحياة مبدأُها هوَّ التخلي، أما الحُزْن الشديد الذي يتكون لسببٌ قوي الوفاة لشخصٍ ما وغيرهُا، هُنا يجب أنان تتأقلم فقط، ومع مرور الزمن ستتعايش معهُ ويصبِح أمرٌ إعتياديًا، في النهاية أتمنىٰ لروحك السلام والأمان ولا تشغل حيزًا يؤثر في حياتك، لأننا جميعُنا زائِلون وإن الحياة الاعتيادية هي جُزءٌ من الثانية مُقارنة في عمر الكون، كُن بخير ".
-#هاجر محمد باز" دَاچٍ"
"سأقتل فيك ما ينقصنى"
لقد إتفقنا على أن يكون قلبي بيتٌ لك، لكِنك خالفت الإتفاق، وأنت تعلم جيدًا ما الذي حَل بهِ، سابقًا أخبرتُكِ أنهُ يشبه بيتٌ مُحترق ومهجورٌ، وأخبرتُك مِن الصعب الدخول لهُ، لكِنك إستمريت بالمُحاولات حتى دخلت لهُ، و أعترف في ذٓلكَ كان دُخولك لهُ لطيفًا وجميل وهادِئً، و زينتهُ في تفاصيلك الجميلة، لكِن عن طريق الخطأ وبدون أن تعلم جعلتهُ يحترق وتلتهِمهُ النيران، مثل بيتٌ قديم يحترق بسُرعه ، و أصبح أسوء مما كان في الماضي ولا يُمكن إعادة تعميرهُ إلا بصعوبةً كبيره ولا يُمكن ألىٰ أحدٌ أن يخسر هذا الجُهد، و أصبح غير صالِح للعيش أبدًا ، وذهبتُ إليه بِنفسي وجلستُ أنظُر إلى حالتهِ، وجدتهُ في حالة لا يُرثى لها ، و في النِهايةِ وضعتُ السلاسِلَ على بابِ الدُخول و أعود الى ملجئي ووِحدتِي وحيدًا مُشمئز من جميع ما حَصل ".
_هاجر باز" دَاچٍ"
تمُر علينا ليالي أسود مِن سواد أسود بهتان.
يارب.
يارب..
ما عاد حيل لشيء يُقال
وحدك تعلم كل شيء
يا رب :"
"يا ربّ ما لي على الأحزانِ مقدرةٌ
فباعدِ الحزنَ عن قلبي، وآويهِ."
"يا صَاحبي،
أنا حزينٌ بشكلٍ يؤلمُني،
إلى ذاكَ الحدّ الذي يُجري الألمَ في عروقِي لا دَمي!
كلُّ ضلعٍ ينطقُ بالآهـاتِ فيَّ،
وكلُّ الآهـاتِ قالت: إنكَ مَسكنِي!"
صبحكم الله بالخير.
اليوم هو يوم الترويَة..
‏روى الله قلوبكم فرحًا وأحلامكم تحقيقًا يُضاهي صبر السنين.💜
2024/05/02 11:49:51
Back to Top
HTML Embed Code: