Telegram Group Search
Forwarded from Ali Rahman
سمّيناكَ عليّا !
تكلمُ الريحَ في المَهدِ، وتعلقُ الهُدهدَ على رقبةِ الشمسْ،
تعرفُ خطوك الجذورُ، وتحملُ قرون الغزلانِ على رقبتك،
تستنشقُ رائحةَ شَعرِك فتاةٌ؛ تمسُّ بيدٍ زرقاءَ روحَكَ،
وتنغرسُ سنبلةٌ من ضفيرتها في صدرك.
——

-علي رحمن
_ريلكة جزء من قصيدة العمياء (كتاب الصور)
_ترجمة كاظم جهاد

وكنت أصرخ بأمي؛ (اقتربي، هاتي الضوء !)
وكنتُ أصغي ، كان كلُ شيء يصمتُ طويلاََ؛
وكنتُ أحسُ بوسائدي قاسبة كالحجارة،
ثم كانَ يبدو لي أنني أرى شيئاََ يظهر :
كان ذلك هو بكاء أمي المحزون ،
الذي لا أريدُ أن أتذكرهُ .
(هاتي الضوء) كنتُ غالباََ ما أصرخُ في أحلامي؛ لقد انهار الفضاء ، فلترفعيه
عن وجهي وعن صدري.
ينبغي أن ترفعيه، أن تزحزحيه ،
أن تُعيديه إلى النجوم؛
لم أعد أقدر على العيشِ هكذا رازحة تحتَ ثُقلِ السماء .
لكن هل أنتِ من أخاطب يا أمي ؟
من أخاطبُ سواكِ إذن ؟ من يقف وراء الستارة ؟ أهو الشتاء ؟
هل هي العاصفةُ يا أمي ؟ هل هو الليل؟
قولي يا أمي !
أم هو النهار يا أمي؟ ... أهو النهار ؟
من دوني يأتي ؟ كيف يتبلجُ نهارُ بدوني ؟
أفلا يٌحس شيء بغيابي؟
أما من يُطالبُ بأخباري؟
هل أنا وأنتِ منسيتان؟
أنا وأنتِ ؟...
خطاك ، يا ابن صمتي .
بقداسة وبهدوء موضوعة
نحو سرير يقظتي
تفيض خرساء ومتجمدة .
أيها الشخص النقي ، أيها الظل الالهي
ما أعظم رقة خطاك المحترسة !
أيتها الآلهة ! كل العطايا التي اختزنها
تأتي إلي على هاتين القدمين العاريتين :
إذا كنت ، بشفتيك المتقدمتين ،
وأنت تحضر لاشباع ساكن افكاري
غذاء قبلة ،
لا تعجل في هذا العمل الناعم
عذوبة أن نكون وألا نكون
لأني عشت من انتظاري لك
وقلبي لم يكن إلا خطاك ."

بول فاليري
وحينما استقرت الرّماحُ في حشاشة الحسين وازينت بجسد الحسين
وداست الخيول كل نقطة في جسد الحسين واستُلبت وقُسمت ملابس الحسين
رأيت كل حجر يحنو على الحسين
رأيتُ كل زهرة تنام - عند كتف الحسين
رأيت كل نهر يسير في جنازة الحسين

أدونيس- مرآة الشاهد
Forwarded from Ali Rahman
« ديكُ الرياحِ يشيرُ إلى الجنوب »
•أيمي لويل-1919
•الترجمة: علي رحمن
.
.
أضعُ أوراقَكَ جانبًا،
ورقةً، ورقة:
الأوراقَ المتصلّبةَ، المحيطةَ والعريضة؛
الأوراقَ الصغيرة،
مُلطّفةَ اللمسِ، ذاتَ العروقِ الأرجوانيةِ؛
والأوراقَ الغائرةَ اللامعة.
ورقةً، ورقة
أفرُّقُكَ عن أوراقِك،
حتى تقفَ مثلَ زهرةٍ بيضاء،
تتأرجحُ برفقٍ في الرياحِ المسائية.

زهرةٌ بيضاء،
زهرةٌ من الشمع، من حجرِ اليَشْمِ الأخضرِ،
والعقيقِ الصقيلِ؛
زهرةٌ بسطحٍ جليديّ،
بظلالٍ قرمزيةٍ خافتة.
فأينَ في كلِّ الحديقةِ ذي الزهرةُ؟

تتزاحمُ عَبْرَ أوراقِ اللّيْلَكِ النجومُ
لتنظرَ إليك.
بالفضةِ يوقدُكَ القمرُ الخفيضُ.

هو ذا أكبرُ من كأسِ الزهرةِ هذا البُرعمُ،
فلا شيء مع برعمٍ أبيضَ يتماثلُ،
دون لونٍ، ومن كلّ الألوان،
يلتمعُ بضوءِ القمرِ،
يُدفَعُ بريحٍ ملطّفةٍ تتأرجح.




https://edgs.co/jtual
Forwarded from Ali Rahman
بعناكبَ بين أنيابِ الشياطينِ تصطادُ الريحُ زهرةَ الأيامِ،
تفاحةٌ أرجوانيةٌ في منقارِ غرابٍ على شجرةٍ صفراء،
صَفيرٌ، خيوطٌ تذوبُ من الشمسِ على صغارِ الطيورِ،
فيكبرُ جذرٌ في الغابةِ وتزهرُ في الأرضِ أيامُ البردِ والأنهار.
.
.
-علي رحمن
▪️ترنيمة محمّد
Mahomets Gesang

يوهان فولفغانغ غوته
Johann Wolfgang von Goethe

انظروا إلى نبع الصخور،
لمّاعًا من الإبتهاج،
كَوَمضاتِ النجوم!
ومن فوق الغيوم
ملائكة أخيار
تغذي عنفوانه
بين الصّخور في الأدغال.
بحيويّة فتى يافع
يَثِبُ بخِفّةٍ خارجَ الغيمة
وعلى الصّخور المرمر في الأسفل
يبتهل كَرّةً أخرى
إلى السّماء.
عَبرَ الممرّات على القِمم
يلاحق الصَّوانَ الملوّنَ بسرعة ،
وبخطوة قائد سابقٍ لأوانهِ
يكتسح اخوتَه الجداولَ
ويجرفها قُدُماً معه.
ومن تحتُ، في الوادي
تنبت الأزهارُ تحت قدمه،
وتدبّ ُ في المَرج الحياةُ من نَفَسه.
ولكنْ لا يوقفه وادٍ ظليل،
ولا أزهارٌ،
تلك التي تُطَوِّق رُكبتَه،
مُبتَسِمةً بأعينٍ ملؤها الحبّ ُ:
ينطلق انسيابُه نحو السّهل
مُتَعرِّجاً كأفعوان.
ترتبط الجداول به
مرافقة. والآنَ ينبعث
في السّهل كالفضَّة لمعاناً،
ويلمع السَّهلُ معه،
والأنهارُ من السّهل
والجداولُ من الجِّبال
تهلِّلُ وتصيح : يا أخانا!
يا أخانا، خذ اخوتَك معك،
معك إلى أبيك الأزلي،
إلى المحيط الأبدي،
الذي ينتظرنا بأذرع ممدودة،
التي، آه، تمتد دون جدوى،
لتحتضنَ المتشوِّقين إليه؛
لأنَّ الرملَ الجَّشِعَ في الصَّحراء المقفرة،
يفترسُنا، والشّمسَ في الأعالي
تمتصّ ُدماءنا؛ وتلاً يطوَّقنا
ويحوَّلنا إلى مُستنقَع! يا أخانا
خُذِ الاخوةَ من السَّهل،
خُذِ الاخوةَ من الجبال،
معك، إلى أبيك معك!
تعالوا كلّكمْ!-
ويمتلئ الآن
جلالاً أكثرَ؛ عشيرةٌ بأكملها،
تحمل الأميرَ عَليًّا،
وفي تدفّقِ مسيرته الظافرة،
يُعطي البلدانَ أسماءَها، والمدن ُ
تُصبِحُ تحت موطئ قدمه.
ومن دون توقّفٍ يزأر مندفعاً،
تاركاً قِممَ الأبراج المتوهِّجة،
البيوتَ المَرمريّةَ، وإنتاجَه
الوَفْرَ، وراءه بعيداً.
يحمل الأطلسُ بيوتَ خشبِ الأرز
على أكتافه الضّخمة;
وآلافُ البيارق الخفّاقة المُرَفرفة
عَبْرَ النّسائم فوقَ رأسِه
إشاراتُ عَظَمَتِه.
وكذا يحمل اخوتَه،
كنوزَه، أطفالَه،
هاتفاً بابتهاج، إلى قلب
خالقه الذي ينتظره!

(ترجمة : د. بهجت عباس)
Forwarded from Ali Rahman
وهذا أنا؛
لي الريحُ تحترقُ على كتفي وتهربُ من أطرافِ ضفائري الأنهرُ،
لي زهرةٌ سوداءُ في الحقلِ تنبتُ على لسانِ البجعة،
ولي قلائدُ من عظامِ الطاووسِ
أعلقها على قرونِ الغزلانِ فوقَ رؤوسِ الثعابينِ،
ولي عيونُكِ؛ أرضٌ تستديرُ ببحرٍ من أوردتي،
وتنثرُ على جسدي سحنةَ الريحِ والطينْ!

.
.
علي رحمن
"الوحدة "

أنا أيضاََ عرفتُ الوحدة.
أنا أيضاََ عرفتُ ما يعنيه الاحساسُ
بأن يُساءَ فهمي،
غيرَ جميلةِِ.
أوه، يا أمي الأرضُ،
إن عزاءك عظيمُ، ويداك ما برحتا مبسوطتين.
ولكم أنقذ حياتي معرفتي بهذا الأمر.
أنهارك تتدفقُ، وورودك تتفتحُ في الصباح.
أوه، يا إيماءات الحنان!


_ماري أوليفر

_ترجمة: عبد الوهاب ابو زيد
Forwarded from Ali Rahman
"العمل على الدهشة: في الجري، والتعليم التوجيهي، ولغة المسودة الأولى. مقالة حول الشعر، للكاتب ديفن كيلي"
"يمكن أن تكون مسوّدة العمل الأولى للعديد من الكتاب، شيئًا سحريًا أو شيئًا يوصلهم للمسوّدة التالية، والتالية.
يحتفي ديفن كيلي بالمسودة الأولى ويشكك في تميمة المراجعة.
- المحرر، غرانت كلاوزر"

المقال في الرابط في الصباح الثقافي:

https://alsabaah.iq/82843-.html
أنبياء ينتهزون خروج الوحي من أكواخهم ليعودوا إلى ما كانوه روابط مقطعة،

وينتهزون اختلاء الآلهة بشكوكها ليعودوا إلى أعراف الأسلاف،

ويستغيبون المصادفات العشواء انتخبتهم رسلاً

ليعودوا إلى اللعب بالرمل مثلهم إذ كانوا أطفالاً


-سليم بركات
أدونيس(ADONIS)

"السّماء الآن هي نفسها الموت

I أنتِ الأرضُ،

وهاهمْ قادةُ الإبادات وسلاطينُ العبوديّات يلتهمونكِ ذرّةً ذرةً،

أنتِ الأرض -

الظّلُماتُ تفترِسُ الضّوء.
وها هو طعامُكِ: خبزٌ يابسٌ، معجونٌ بأنفاس المُشرَّدين،
وأشلاءِ القتلى.
أنتِ الأرض-
قدماكِ حافيتان
ترابُكِ يرتعش
وكلُّ ما عليكِ خِرَقٌ تتكوّمُ حُجُباً من الحديد على
وجه المعنى.

إنّه الأفقُ يسير إلى الأسفلِ القَهقَرى.
إنّها الشمسُ تسألُ:
ما هذا السديم الذي يدور حولي؟

II
غربٌ لبلابٌ يمتّصُّ الشرق خليّةً خليةً،
الأجساد تحترق
والفضاء يلبس اللّهب:
زيٌّ كونيٌّ!
من يحرثُ اللّهَب؟
من أين يجيءُ البِذارُ؟
متى ينتَهي الحَصاد؟
ألديكَ جوابٌ،
أنتَ، أيُّها الرأس الكُرَةُ، الذي يَتَدَحرجُ بين دفّتَي كتابٍ،
أنتَ، أيَّها الكتابُ الذي يتطايرُ حَرفاً حَرفاً في أنابيبَ كونيّة،
ترشح ماءً أحمر؟
ألَدَيكِ جوابٌ،
أنتِ، أيّتها اللُغات التي تُبارك الدّماءَ وتُوَزّعها "شراباً طَهوراً"
في كؤوسٍ من الفحمِ واللؤلؤ؟
ألديكَ جوابٌ،
أنتَ، أيّها الجسدُ – المائدة،
وماذا تقول لضيوفِكَ الكَواكبِ والمجرّات، الحَرسِ – القنابل
والصواريخ، والفرسانِ الذين يتكلَّمون لغات السَّماء – تلك التي
تتحصّن بقذائف المعجزات؟
نحنُ الأشباحَ الآدمية التي تدبُّ على هذه الأرض بقدمين اثنتَيْن،
لم نعُدْ نعرفُ من أين نأتي أو من أين أتَينا وإلى أين نمضي.
تعبت كلماتنا من المَهامِهِ ومن الجُسور التي تمُدّها بين الهاوية وأختها.
تعبّ الضوء من التنقّل بين الجسر وأخيه،
وها هو الزمنُ فينا وحولنا-
يخرج من نفسِهِ ويختارُ أن يكونَ رملاً.
الأمكنة
تتهيّأ للرّقص تحت راياتِ المُعْجِز حيث يتبادَلُ الملائكة والشّياطين
وجنودُهم من الحيوانات الإلهية، إنساً وجنّاً، قلوبَهم وعقولَهم، أقدامَهم
وأيديَهم، أفكارهَم ولغاتِهم.
وثمَّةَ أصواتٌ مشرّدةٌ تصرخ وتتساءل:
هل صار علينا أن نقشر حروفَ الكلمات وأجسامَ الأشياء، لكي
نفهم؟
وبأيّ ماءٍ سنغسلُ الورقَ والحبرَ، الكتابةَ والكُتّاب؟
وما اللقاء الذي يُهَيَّأ لنا في اتّجاه النهاية،
وفي اتجاه اللّانهاية؟
ومتى ستُطلُّ علينا السماء؟ وكيف؟
أمِن وراء صخرةٍ تتدحْرَجُ من فضاء العبث؟
أمِن شفيتن وراء كرسيٍّ "يسع السماء والأرض"؟
إلى أين، أيتها السماء؟

I
بروقٌ تُحتَضرَ، ويكاد جسمي أن يلتهبَ عُضواً عُضواً في تنّور
المعنى، الذي تَسهَر على جَمرهِ خُرافات التكوين.
الأيام تنتَفخُ بأحشاءِ الأبديّة،
والشمس تُسرِّحُ جيوشها.
انصُبي لهم، أيّتُها الشمس، خياماً من جلود أطفالك الذين هبطوا لِتَوّهم
في أرحامٍ بادت في تلك الصّحراء التي تعجُّ ببشرٍ مَرضى يتقلّبون في
براميل سُمّرت على قفا التّاريخ.
تاريخٌ يُمليه كتابٌ وقرّاء يملكون الكلامَ الذي يختَبئ تحت ألسنةِ السماء.
وما هذه الألسنة؟ وما هذه السّماء؟
عفوكَ أيُّها الكون الذي يهزأُ بكَ معجونٌ طينيٌّ اسمُه آدم.
مَن هذا الذي يهرفُ بما لا يعرف؟
يرتَجِفُ ويتساءلُ: أأنا خِلدُ سفرٍ لا يعرف إلى أين ومتى،
أم خِلدُ عودةٍ لا يعرف إلى أين ومتى؟
وقُل لي، أنتَ يا مَن يهذي:
هل عليَّ، إذاً، أن أتعلَّم كيف أقرأُ، بدءاً من هذه اللحظة
كتاب الكون- بدءاً من آخِر صفحاته؟

V
هُوذا نبضُ القلب في جسمِ الموت يكاد أن يتوقّف،-
هل "مات الموتُ" كما يقول المُتنبّي؟
وها هي الحياة تفتَتِحُ أولى جلساتها لمحاكمة هذه الأرضِ الثانية التي
اغتصبَت الأرضَ الأولى:
الحاضرُ مِطرقةُ القضاء
التّجربةُ شاهد آمين
ماضٍ سيّافٌ بعينٍ واحدة
والسماء الآن هي نفسها الموت.

VI
يكادُ الماء أن ينهضَ على قَدمِيه، مُلوِّحاً، صارِخاً:
لا تقتُلوا باسمي، الرَّحِمَ والطّفولة، والرّضاع.
لم يعد كافِياً أن نتأمّلَ الفراشاتِ والطيورَ تلبسُ قمصانَ الأمكنةِ
وتلتَحِف حنان الفضاء.
لم يَعُد كافياً أن نُصغي إلى الينابيع تبكي على قبور الشّجر والنّباتات.
الأشياء مرايا،-
كلُّ مرآة ارتجاجٌ-
كلُّ مرآة محيطٌ من التباريح.
إنّه الهواء يضعُ يدَهُ على رأسِ الشمس:
متى يبدأ الغد الذي يُسمّى الإنسان؟ "


باريس، نوفمبر، 2023 ______________
.
Forwarded from Ali Rahman
‎⁨باب-ترجمان⁩.pdf
630 KB
*إعادة نشر لخلل في الرابط السابق


في مجلة الأقلام/ باب ترجمان/ مقال مترجم عن الوتيرة الصوتية والتسارع والصعود والنزول الموسيقي لگرانت كلاوزر..

اجتهدت قليلاً بترجمة العنوان لما يخدم المعنى.
أظافره النظيفة العالية تظهر عقيقها القلق،
بمنتصف هذا الليل، حلم
حلم غروبي متكرر يحترق بالعنقاء
التي لا تجمع قوارير رماد الموت الجرار
على موائد القربان في الردهة الفارغة!

مالارميه

Artwoks: Carrington
Forwarded from Ali Rahman
صَفيرٌ، بومةٌ بساقٍ تنجمدُ
على تلالِ القمحِ البريِّ،
في عينيها نيرانٌ من أنفاسِ الإنسانِ الأولِ،
صَفيرٌ، بومةٌ تديرُ الرأسَ لحصادِ الريحِ،
فتذبلُ في زهرةِ عبّادِ الشمسِ عيونُ الذئابْ!
على الأرضِ تفاحةٌ أرجوانيةٌ، تفيضُ بالسمِّ!
سبعةُ غربانٍ تفتحُ أجنحتَها في حنجرةِ الوقتِ،
وتقفُ على شجرةٍ صفراء!
.
.
.

-علي رحمن
Forwarded from Ali Rahman
•18/ feb أدخل عامي السابع والعشرين

عام آخر يولدُ فيه عليّ ويحمل على كتفه أجراس السنين،
عام آخر يولد فيه شاعرٌ يمجّد ولادتي ونومي ويشعلُ الأجراسَ بدل الشموع على جبين الأرض.

ولادة أرتدي فيها ربطات العنق الزهرية الملونة
وأقول فيها لهذا الفتى:

ما شابهتكَ الأيامُ؛
فذا أنتَ مَليكُ المرايا والثعالبِ،
قلادتُكَ جرسٌ أزرقُ على لسانِ الغرابِ،
شابهتَ النّارَ؛
تَخفِقُ بأجنحتِها الريحُ على شَعرِكَ،
فتزهرُ فيكَ شَمسٌ مثلَ فراشةٍ تحترقُ،
تنسجُ الأرضَ بسلالٍ من الريحِ؛
لتحترقَ فيكَ زهرةُ الشمسِ
مثلَ فراشةٍ تموتُ على الجليدْ!
فتنمو الأجراسُ في المرايا؛
هو ذا في المرآةِ؛ في النهرِ،
فتى على كتفهِ تنامُ صغارُ الثعالبِ!
مجروحة مضطربة بين الأوراق،
لكن مأسورة بدم الدروب التي تضيع ،
ما زلتِ شريكة الفعل الحي .
رأيتكِ في نهاية صراعك
تمتلئين رملاً حائرةً
على تخوم الصمت والماء ،
وفمكِ الملطخُ بالنجومِ الأخيرةِ يقطعُ بصراخه رعبَ السهرِ في ليلكِ.
آه أيتها الناهضة فجأة في الهواء القاسي كمثل صخرةٍ
حركةً فحمية جميلة.

إيف بونفوا، ت:أدونيس
Artwork: Agostino Arrivabene
2024/04/16 08:49:06
Back to Top
HTML Embed Code: