Telegram Group Search
واعلم أن للعلم أوائل تؤدي إلى أواخرها، ومداخل تُفضي إلى حقائقها، فليبتدئ طالب العلم بأوائلها لينتهي إلى أواخرها، وبمداخلها ليفضي إلى حقائقها ولا يطلب الآخِرَ قبل الأوّل، ولا الحقيقة قبل المدخل، فلا يدرك الآخر، ولا يعرف الحقيقة؛ لأن البناء من غير أُسِّ لا يبنى، والثمر من غير غرس لا يجتنى

_ تذكرة السامع والمتكلم
وأنت لمّا وُلدتَ أشرقَت الـ
ـأرض وضاءت بنورك الأفقُ
فنحن في ذلك الضياء وفي النـ
ـور وسُبل الرّشاد نخترقُ

الشريف المَهيب؛ سيدنا العباس بن عبد المطلب -عليه السلام-، من ضمن أبيات له يمدح فيها سيّد الخلق ﷺ
” أصل الشرّ ثلاثة وفُروعُه ستّة.
فأُصولُه: الحسَد، والحِرصُ، والكِبْر.
• فالحسَدُ حمَل ابنَ آدم على قتل أخيه؛
• والكِبرُ منَع إبليس من السُّجود؛
• والحِرص أخرَج آدم من الجنّة.
والفُروع الستّة: حبّ الدُّنيا، وحبُّ السِّيادة، وحبُّ الثّناء، وحبُّ الشِّبَع، وحبُّ النّوم، وحبُّ الرّاحة.
وكفى بالحسَد عيبا أن يكون أوّلَ ذنبٍ عُصِي الله عزّ وجلّ به في الأرض “

التابعي العالِم الحسن بن أبي الحسن يسار البصريّ (تـ 110هـ)
أحسِن على أنك لا تُحسن
ولا تُسِئ إن كُنت لا تُحسِنُ
واضعُف عن الشّرّ كما تدّعي
ضعفا عن الخير وقد يُمكِنُ

شاعر
قال سيدنا رسول الله ﷺ: «من يُرِدِ اللهُ بِه خَيْرًا يُصِبْ منه».

” يُريد ﷺ يُوجِّه الله تعالى إليه الأمراض، ويتابِع عليه المصائب، فيأجره عليها حتى تسقُط ذنوبه.
قال الفُضَيل بن عياض: إن الله عز وجل يتعاهد عبده المؤمن بالبلايا، كما يتعاهد أحدُكم أهله بالخير.
وقال رسول الله ﷺ: «قال الله عز وجل: إذا وجّهتُ إلى عبدٍ من عبادي مُصيبة في ماله، أو بدَنه أو ولَده، ثم استقبل ذلك بصبر جميل، استحيَيتُ منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا، أو أنشر له ديوانا» “

العلامة ابن الوحشيّ (تـ 502هـ)
«كان بعض الراجين من العارفين إذا تلا هذه الآية؛ آية الدَّين التي في سورة البقرة، يُسر بذلك، ويستبشر لها ويعظُم رجاؤه عندها. فقيل له: "إنها ليس فيها رجاء، ولا ما يوجب الاستبشار". فقال: بلى! فيها رجاء عظيم. قيل: وكيف ذلك؟ فقال: إن الدنيا كلها قليل، ورزق الإنسان فيها قليل من قليل، وهذا الدَّين من رزقه قليل من قليل من قليل، ثم إن الله تبارك وتعالى احتاط لي في ذلك ودقق النظر لي؛ بأن وكّد دَيني بالشهود والكتاب، وأنزل فيه أطول آية في كتابه، ولو فاتني ذلك لم أبال به، فكيف يكون فعله بي في الآخرة التي لا عوض لي من نفسي فيها؟!».

(أبو طالب المكي ت ٣٨٦ هـ)
قال ﷺ : «خَصْلَتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، ولا فِقه في دِينِ»

” في هذا الحديث إشكال؛ لأنه قال: «لا تجتمِعان في مُنافق»، فدليل هذا الخطاب يُوجِبُ للمنافق إحداهما، وإذا كان كذلك، فالأَوْلى أن يكون فيه حُسن السّمت، وأما الفقه في الدين فلا يكون في منافقٍ بوجه، لأنّه غيرُ ممكن لمن كَذَّب بشيءٍ أن يجِدّ في طلبه، والمنافق لا يرى البعث ولا يَدِينُ بِدِين، ولا هو
على شيء، وإنّما هو يستمسك بالإسلام لِيَحْقِنَ دمَهُ ومالَهُ “

العلامة ابن الوحشيّ (تـ 502هـ)
” قَلَّ أن يجتمع للإنسان صحّة العقل مع جودة الحسّ، هذا لا يكاد يقع إلا نادراً، وإلّا ففي أغلب الأحوال أنه متى جاد حسّ الإنسان، نقص ذلك من عقله ومتى توفّر عقلُه، أضرّ ذلك بحِسّه! لأن صاحب العقل يكون ذا فكرة فتشغلُه فكرته بتفصيل الأشياء وتمييزها؛ فيعزُب ذهنه عن ضبط الأشياء وحِفظها، والذي يَضعُفُ عقلُه .. يَقِلُّ فِكره؛ فيتوفّر حسُّه على ضبط الأشياء وحفظها، فلهذا صار أصحاب الحسّ أكثر حفظاً، وأقل تمييزاً.. وقلّ أن يجتمِع لأحد جودة التمييز مع صحّة الحفظ لعزّة الكمال، إذ الأشياء إنما تقع في هذا العالم مُعاوضات ومحاسبات، إذا أُعطي الإنسان شيئاً من جهة نقص بحَسَبِهِ من جهة أخرى، كما ترى ذلك في العقول والأموال.. قلّما تجتمع، وكلما صلُحت حالة الإنسان ديناً وعقلاً ومروءة... ساءت حالُه في دنياه، وقَصُر به الحظ، فلا يكاد يحظى من دنياه بطائل! لا تختلف هذه القاعدة إلا نادراً “

الإمام محمد بن عبد الله بن شيخ العيدروس باعلوي (تـ 1030هـ)
” القلبَ خِزانةُ كلِّ جوهر نفيس للعبد، وكلٌّ معنى خطير أوَّلُها العقل، وأجلُّها معرفةُ اللهِ تعالى التي هي سبب سعادةِ الدَّارَينِ، ثمَّ البصائر التي بها التَّقدُّمُ والوجاهة عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ثمَّ النِّيَّةُ الخالصةُ فِي الطَّاعَاتِ الَّتِي بها يتعلَّق ثوابُ الأبدِ، ثمَّ أنواع العلوم والحكم التي هي شرفُ العبد، وسائر الأخلاقِ الشَّريفةِ، والخصال الحميدةِ الَّتي بها تفاضل الرّجالِ، على ما فصَّلْنا وشرحنا في كتاب «أسرار معاملاتِ الدِّين»، وحقّ لمثل هذه الخِزانة أن تُحفَظَ وتُصانَ عن الأدناسِ والآفاتِ، وتُحرَسَ وتُحرَزَ من السُّرَّاقِ والقطَّاع، وتُكرَمَ وتُجَلَّ بضُروبِ الكراماتِ؛ لئلا يلحق تلك الجواهر العزيزة دنَس، ولا يظفر بها ـ والعياذُ باللهِ - عدوّ “

الإمام الحجة أبو حامد الغزالي (تـ 505هـ)
” الرّفَث في الصيام هو قول الخنا، وإن كان أيضا قد نُهي عن الخنا في جميع الأحوال، فهو أشدُّ نهيا للصائم، وقد قال رسول الله ﷺ: «وإن أحد شاتَمَه فليقُل إني صائم»؛ يعني يعِظ نفسه بذلك فيقول: لا تعجل في الرد على من يسبُّك، لا أن يقول له إني صائم، فإنه من باب الرياء إلا أن يقول ذلك في شهر رمضان فلا بأس به “

العلامة ابن الوحشيّ (تـ 502هـ)
” ههُنا شيئين:
• أحدُهما: حُكم الشرع وظاهره،
• والثاني: حكم الورع وحقّه.
فإن قلتَ: فكأنّ الورع يُخالف الشرع وحُكمَه.
فاعلَمُ: أَنَّ الشَّرعَ موضوع على اليُسرِ والسَّماحة، ولذلك قال رسولُ اللهِ ﷺ: «بُعثتُ بالحنيفية السّمحة»، والورَع موضوع على التّشديد والاحتياط، كما قيل: الأمرُ على المتَّقي أضيَقُ من عَقدِ التّسعينَ. ثمَّ الورعُ من الشَّرع أيضاً، وكلاهما في الأصل واحد، ولكن للشرع حُكمان: حكم الجواز، وحكمُ الأفضل الأحوط، فالجائز يُقال له حكم الشرع، والأفضلُ الأحوط يُقال له حكم الورع، فهُما مع تميُّزهما واحد في الأصل، فافهم ذلك راشداً “

الإمام الحجة أبو حامد الغزالي (تـ 505هـ)
‏إنَّما سُمِّيَ رَمضان لأنَّه يَرمِض الذُّنوب، أَي: يَحرِقُها بِالأَعمال الصَّالِحَة.

- الإمام القرطبي رحمه الله
Forwarded from زيد اولاد زيان (زيد اولاد زيان)
قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه–: إِذَا صَلَّيْتُمْ على النَّبِيِّ ﷺ فَأحْسِنُوا الصَّلاةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذلكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ. قالُوا: فَعَلَّمْنَا، قَالَ: قُولُوا:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكاتِكَ على سَيِّدِ المرسَلينَ، وإمام المتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إمام الخَيْرِ، وَقائِدِ الخَيْرِ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً، يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ، والآخِرُونَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعلى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّ بارِك على مُحَمَّدٍ، وعلى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ على إبراهِيمَ وعلى آلِ إبراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مجِيدٌ.
Forwarded from أيّوب|• (ايوب عياصرة)
من اللطائف التي لاحظتها في دعاء بعض أهل الله، أنه يثني على الله ثناءً طويلا طويلا، فتظن أنه إذا انتهى سيطلب حاجته، فإذا به يسأل بكل الثناء السابق فيقول: نسألك أن تصلي على سيدنا محمد... ثم ربما جعل الصلاة سببا للنصر والتأييد وقضاء الحاجة، وهذا لطف عجيب، وفتح من الله بلا ريب، إذ أنهم جعلوا دعاءهم كله الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وألصقوا حاجاتهم بها، فصار الطلب الأول الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم تصديقا بما قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه، تصديقا به يطلبون بها متوسلين غفران الذنوب، وكفاية الهموم، وأنى لدعاءٍ مثل هذا أن يرد وقد نصوا على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بحد ذاتها دعاء مستجاب قطعا!
” أما النَّفْسُ؛ فحسبُك ما تُشاهد من حالاتِها، ورداءة إرادتها، وسوء اختيارها، فهي في حالِ الشَّهوةِ بهيمةٌ، وفي حال الغضبِ سبُع، وفي حالِ المصيبة تراها طفلاً، وفي حالِ النّعمةِ تراها فرعوناً، وفي حال الجوع تراها مجنوناً، وفي حالِ الشِّبَع تراها مختالاً، إن أشبعتها . . بطرت ومرحتْ، وإن جوّعتها . . صاحت وجزعتْ، فهي كما قال الأَوَّل:
كحمار السُّوء إن أشبعتَه
رمحَ النَّاسَ وإن جاع نهق
ولقد صدق بعضُ الصَّالحينَ حيثُ قالَ: إِنَّ رداءة هذه النَّفْسِ وجهلَها بحيثُ إذا همَّتْ بمعصية أو انبعثت لشهوة .. لو تشفّعتَ إليها بالله سبحانه ثمَّ برسوله، وبجميع أنبيائه وبكتابه، وبجميعِ السَّلفِ الصَّالحِ من عباده، وتعرضُ عليها الموت والقبر، والقيامة والجنَّةَ والنَّار.. لا تعطي القياد، ولا تترك الشَّهوة، ثمَّ إن استقبلتها بمنع رغيف .. تسكن وتتركُ شهوتها، لتعلم خسّتها وجهلها، فإيَّاكَ أَيُّهَا الرَّجلُ أن تغفل عنها؛ فإنَّها كما قال خالقها العالم بها جل
جلاله: ﴿إنَّ النَّفْسَ لَأَمَارَةُ بِالسُّوءِ﴾، فكفى بهذا تنبيهاً لمن عقل “

الإمام الحجة أبو حامد الغزالي (تـ 505هـ)
Forwarded from 📚 بُسْتَانُ العُلوم 📚
يا رب عفوًا منك عن مذنبٍ
أسرفَ إلا أنَّهُ نادِمُ

يقول في الليل إذا ما دجا
آهًا لذنبٍ سترَ العالِمُ!
” العبد إذا أحسن قصدَه في الطاعات، وصدقت نيّته في المُعاملات.. جعل الله لقلبه بصيرة يرى بها الأشياء المرئيّة، فيرى الباطل باطلاً والحق حقاً، فالتعب كله على هذا، وهذا الذي ينبغي أن يكون مطلوبك في مساعيك، وفي مناحيك، فاحذر أن تخلِّط فيُخلَّط عليك؛ فحينئذ ترى الخطأ صواباً، والصواب خطأ، كما قيل:
إذا أخذل الله امرأً زال رأيُه
وإن كان قَدْ سَاس الأمورَ وجَرَّبا “

الإمام العارف محمد بن عبد الله بن شيخ العيدروس باعلوي (تـ 1030هـ)
قال رسول الله ﷺ: «إن الله يُحبّ معالي الأمور وأشرافَها، ويُبغض سَفسافَها»

ومن معالي الأمور النظرُ بعين الحقيقة أنْ لا دارَ أغرّ من الدنيا، ولا أسرع من الموت، وأن لا دار إلا دار الآخرة، ولا ذلّ إلا ذلُّها “

العلامة ابن الوحشيّ التُّجيبي الأُقليشي (تـ 502هـ)
2024/05/01 10:38:50
Back to Top
HTML Embed Code: