أعرفُ قلبي بقدرِ ما تجهلهُ الحياة، إنّه نورٌ حين يَهوى، نارٌ حين يُجرَح.

"قساةٌ محبّوك الكثيرون إنهم
‏يرونك إن لم تلتهب غيرَ نافعِ!"

على أنّ أوجَعَ كلِّ الهموم
‏أن نألفَ الهمَّ حدَّ الخَدَر!

‏- عبد الرزاق عبد الواحد

من صور الودّ غير الملفوظ أن يرتدي المرء في حضرة أنيسه أردية التخفّف، فيخرج عليه بضعفه وطفولته وعثراته دون تكلّف، أن يعامل الآخر معاملة "البيت"؛ بكل ما في المفردة من دلالات الأمان والرواح والسّعة، ومثل هذا عزيز، وهذا ما يجعله استثنائيًا.

‏"كنت أعرفُه معرفةَ الرأي كأنَّه في عقلي، ومعرفةَ القلبِ كأنَّه في دَمِي."

- الرافعي

"سَخيّ النفس لا يَمُن، ولا يستكثر عطيته وإن كانت جزيلة، بل قد ينسى بذله للمعروف من شدة تمكّن السّخاء في نفسه، فهو ينساه كما ينسى بعض الأحداث التي تمر به سواءً بسواء، ومتى رأيت صاحب المعروف يمُن؛ فاعلم أن معروفه لم يكن عن صفة راسخة؛ لأن من ضاق قلبه عن المعروف اتسع لسانه بالمنة."

قصّي خيوط الشك وانعقدي
‏حولي مداراً بعدُ مجهولا

‏وتشكلّي في راحتيّ كما
‏يتشكلُ التاريخ تأويلا

‏إنّي كتبتُ إليكِ مراتٍ
‏وأحس دوما أنها الأولى

‏فالشعرُ بعدكِ دون ذاكرةٍ
‏وكأنه من قبلُ ما قيلا!

- إبراهيم الصوّاني

هناك أفضليّة استثنائية للإنسان الذي تربطك به صِلة كلاميّة أكثر من غَيرِه، رُبّما لم يساعدك قط مساعدةً مادية، لكنّك تستثنيه، وتستحضره في غيابه، وإنّ النفسَ إذا استحبَّت إنسانًا دام اتصالها به، فإنّ الصِلَة الكلاميّة تعقد القلوب ببعضها، ولا يطغى جفاء القلوب إلّا من طول القطيعة.

‏"إذا كنتَ شجاعًا بما يكفي لتقول وداعًا، ستكافئك الحياة بمرحبًا جديدة"

كَلِفٌ بحُبّك مُولَعٌ ، ويسُرُّني
‏أنّي امرؤٌ كَلِفٌ بحُبّك مُولَعُ!

- ‏البحتري

فاصل قصير عن بشاعة العالم:

‏كأنَّ حبيبًا في خلالِ حبيبه
‏تسرَّب أثناء العناق وغابا.

- الرساله ؛ أَغائِبَةً عَنّي وَحاضِرَةً مَعي
أُناديكِ لَمّا عيلَ صَبرِيَ فَاسمَعي
أَفي الحَقِّ أَن أَشقى بِحُبِّكِ أَو أُرى
حَريقاً بِأَنفاسي غَريقاً بِأَدمُعي
أَلا عَطفَةٌ تَحيا بِها نَفسُ عاشِقٍ
جَعَلتِ الرَدى مِنهُ بِمَرأىً وَمَسمَعِ
صِلينِيَ بَعضَ الوَصلِ حَتّى تَبَيَّني
حَقيقَةَ حالي ثُمَّ ماشِئتِ فَاصنَعي

الحُب غفرانٌ دائِم ونظرةٌ رقيقة تتحوّل إلى عادة.

- ‏بيتر أوستينوف.

"ياعامريّة..
‏سنظلّ أجملَ طائرَين تواعدَا
‏وتوادَعا،
‏كلٌ مضى بجناح!"

‏- قيس بن الملوح

لا تَستَثِرْ غَيْرةَ حَبيبك [عَمْدًا] لِتَسْتَبطِن حُبَّك عِنْده، فإنَّ الغيرةَ إذا اِستَعَرَتْ اتَّسَعَتْ ولَسَعَتْ، كالنَّارِ في الهَشِيم، وكُلَّما تكرَّرت استثارةُ الغيرةِ اهتزَّ الأمانُ، وإذا اهتزَّ الأمانُ، تنافرتْ القلوب وتبلَّدتْ العقول، فلا تَمتحِن حبيبك.

يا قاسمَ الأحزانِ
‏كيف الحزنُ نفسُه؟
‏هم يسمعون النايَ لكنّي أُحسُّه
‏يتوجعونَ ومُنتهاهم فكرةٌ
‏عن جرحهِ
‏وأنا الذي أدماه لمْسُه!
‏وجعٌ نبيٌّ حانَ وقتُ صلاتهِ
‏فهوتْ مدينتـُهُ..
‏ومكَّتُهُ..
‏وقُدسُه!
‏أدركْ عيونَ المُتعبين ولو بكت،
‏فأحرُّ من دمعٍ يُرى
‏دمعٌ تدسُّه!