Telegram Group Search
أَلاَ وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَىٰ قِتَالِ هٰؤُلاءِ القَوْمِ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَسِرًّا وَإِعْلاَنًا، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّىٰ شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الاَْوْطَانُ.
- أمير المؤمنين (عليه السّلام)
وَهٰذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الأنْبَارَ، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِيَّ، وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَىٰ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالْأُخْرَىٰ المُعَاهِدَةِ، فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلبَهَا وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلّا بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ؛ فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِمًا مَاتَ مِن بَعْدِ هٰذا أَسَفًا مَا كَانَ بِهِ مَلُومًا، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيرًا.
- أمير المؤمنين (عليه السّلام)
فَيَا عَجَبًا! عَجَبًا وَاللهِ يُمِيتُ القَلْبَ وَيَجْلِبُ الهَمَّ مِن اجْتِمَاعِ هٰؤُلَاءِ القَوْمِ عَلَىٰ بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ! فَقُبْحًا لَكُمْ وَتَرَحًا، حِينَ صِرْتُمْ غَرَضًا يُرمَىٰ: يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَلا تُغِيرُونَ، وَتُغْزَوْنَ وَلا تَغْزُونَ، وَيُعْصَىٰ اللهُ وَتَرْضَوْنَ!
- أمير المؤمنين (عليه السّلام)

فقبحًا لكم وَتَرْحًا: دعاء بأن يُنحِّيَهم الله عن الخير، وأن يخزيهم ويسوءهم. والغرض: الهدف.
فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ قُلْتُمْ: هٰذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ، أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هٰذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ، أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ، كُلُّ هٰذَا فِرَارًا مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ، فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ تَفِرُّونَ، فَأَنْتُمْ وَاللهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ!
- أمير المؤمنين (عليه السّلام)

حَمارَّة القيظ: شدّةُ حَرّه، ويُسَبَّخ عَنا الحرّ: أي يخفّ، وصبارَّة الشّتاء: شدّة برده.
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ! حُلُومُ الْأَطْفَالِ، وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً -وَاللَّهِ- جَرَّتْ نَدَمًا وَأَعْقَبَتْ سَدَمًا. قَاتَلَكُمُ اللَّهُ! لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحًا، وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظًا، وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاسًا، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ، حَتَّىٰ لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَلَٰكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ، لِلَّهِ أَبُوهُمْ! وَهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاسًا وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَامًا مِنِّي! لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ، وَهَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَىٰ السِّتِّينَ! وَلَٰكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ.
- أمير المؤمنين (عليه السّلام)
من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) في معنىٰ قتلِ عثمان:
لَوْ أَمَرْتُ بِهِ لَكُنْتُ قَاتِلًا، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ لَكُنْتُ نَاصِرًا، غَيْرَ أَنَّ مَنْ نَصَرَهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ: خَذَلَهُ مَنْ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ، وَمَنْ خَذَلَهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ: نَصَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَأَنَا جَامِعٌ لَكُمْ أَمْرَهُ، اسْتَأْثَرَ فَأَسَاءَ الْأَثَرَةَ، وَجَزِعْتُمْ فَأَسَأْتُمُ الْجَزَعَ، وَلِلَّهِ حُكْمٌ وَاقِعٌ فِي الْمُسْتَأْثِرِ وَالْجَازِعِ.
Channel name was changed to «شروحات النّهج»
من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) بعد التّحكيم:

الحَمْدُ لِلّهِ وَإِنْ أَتَىٰ الدَّهْرُ¹ بِالخَطْبِ الفَادِحِ²، وَالْحَدَثِ الجَلِيلِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَيْسَ مَعَهُ إِلٰهٌ غَيْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (صلىٰ الله عليه وآله وسلم).
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَعْصِيَةَ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ العَالِمِ المُجَرِّبِ تُورِثُ الحَسْرَةَ، وَتُعْقِبُ النَّدَامَةَ، وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ فِي هٰذِهِ الْحُكُومَةِ أَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَكُمْ³ مَخْزُونَ رَأْيِي، لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصِيْر أَمْرٌ!⁴ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الُْمخَالِفِينَ الْجُفَاةِ، وَالْمُنَابِذِينَ الْعُصَاةِ، حَتَّىٰ ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَضَنَّ الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ، فَكُنْتُ أَنَا وَإِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ:
«أَمَرْتُكُمُ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَىٰ
فَلَمْ تَسْتَبْيِنُوا النُّصْحَ إِلّا ضُحَىٰ الْغَدِ»
شروحات النّهج
من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) بعد التّحكيم: الحَمْدُ لِلّهِ وَإِنْ أَتَىٰ الدَّهْرُ¹ بِالخَطْبِ الفَادِحِ²، وَالْحَدَثِ الجَلِيلِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَيْسَ مَعَهُ إِلٰهٌ غَيْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ…
¹ قوله: "الحمدُ لله وإن أتىٰ الدّهر"، أي أحمده علىٰ كلِّ حال من السّراء والضّراء.
² الخطب الفادح: الثّقيل.
³ ونَخَلتُ لكم، أي أخلصْتُه، من نَخَلْتُ الدّقيقَ بالمَنخل.
⁴ قوله: " لو كان يطاع لقصير أمر"، فهو قصير صاحب جذيمة، وحديثه مع جذيمة ومع الزّباء مشهور، فضرب المثل لكلّ ناصح يعصىٰ بقصير.
- ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.
من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) عند خروجه لقتالِ أهلِ البصرة:

قال عبد الله بن عبّاس (رحمه الله): دخلتُ علىٰ أميرِ المؤمنين صلوات الله عليه بذي قار وهو يخصِف نعله، فقال لي: ما قيمة هٰذا النّعل؟ فقلت: لا قيمةَ لها! قال: واللهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ، إِلّا أَنْ أُقِيْمَ حَقًّا، أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا، ثمّ خرج (عليه السّلام) فخطب النّاس فقال: إنَّ اللهَ سُبْحَانَه بَعَثَ مُحَمَّدًا صلّىٰ الله عليه وآله، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَابًا، وَلا يَدَّعِي نُبُوَّةً، فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّىٰ بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ¹، وَبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ²، وَاطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ.
أَمَا وَاللهِ إنْ كُنْتُ لَفِي سَاقَتِهَا³ حَتَّىٰ تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا⁴، مَا عَجَزْتُ، وَلا جَبُنْتُ، وَإِنَّ مَسِيرِي هٰذَا لَمِثْلُهَا، فَلأنْقُبَنَّ⁵ الْبَاطِلَ حَتَّىٰ يَخْرُجَ الحَقُّ مِنْ جَنْبِهِ. مَا لِي وَلِقُرَيْشٍ! وَاللهِ لَقَدْ قَاتَلْتُهُمْ كَافِرِينَ، وَلَأُقَاتِلَنَّهُمْ مَفْتُونِينَ، وَإِنِّي لَصَاحِبُهُمْ بِالأمْسِ، كَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ الْيَوْمَ!
وَاللَّهِ مَا تَنْقِمُ مِنَّا قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَنَا عَلَيْهِمْ فَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي حَيِّزِنَا فَكَانُوا كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ:

أَدَمْتَ لَعَمْرِي شُرْبَكَ الْمَحْضَ⁶ صَابِحًا⁷
وَأَكْلَكَ بِالزُّبْدِ الْمُقَشَّرَةَ⁸ الْبُجْرَا⁹

وَنَحْنُ وَهَبْنَاكَ الْعَلَاءَ وَلَمْ تَكُنْ
عَلِيًّا وَحُطْنَا حَوْلَكَ الْجُرْدَ¹⁰ وَالسُّمْرَا¹¹
شروحات النّهج
من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) عند خروجه لقتالِ أهلِ البصرة: قال عبد الله بن عبّاس (رحمه الله): دخلتُ علىٰ أميرِ المؤمنين صلوات الله عليه بذي قار وهو يخصِف نعله، فقال لي: ما قيمة هٰذا النّعل؟ فقلت: لا قيمةَ لها! قال: واللهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ…
¹ بوّأهم محلّتهم: أسكنهم مَنْزَلهم.
² استقامت قناتهم: القناة: العود والرمح، والمراد به القوّة والغلبة والدّولة، وفي قوله: (استقامت قناتهم) تمثيل لاستقامة أحوالهم أو المراد استقاموا علىٰ الإسلام.
³ السّاقة: مؤخّر الجيش السّائق لِمُقَدّمه.
⁴ ولّتْ بحذافيرها: بجملتها وأسرها.
⁵ نَقَبَ: بمعنى ثَقَبَ، وفي قوله: (لأنْقُبَنّ الباطلَ) تمثيل لحال الحقّ مع الباطل كأنّ الباطل شيء اشتمل علىٰ الحقّ فستره، وصار الحقّ في طيّه، فلا بدَّ من كشف الباطل وإظهار الحقّ.
⁶ المحضّ: اللّبن الخالص بلا رغوة.
⁷ الصّبوح: ما صلب من اللّبن بالغداة وما أصبح عندهم من شراب.
⁸ المقشرة: تطلق علىٰ التّمرة بعد نزع نواتها.
⁹ البُجر: بالضّمّ الأمر العظيم والعجب ولعلّه هنا كناية عن الكثرة أو الحسن أو اللّطافة، ويحتمل أن يكون مكان المفعول المطلق فهو بجر امتلأ بطنه من اللّبن ولم يروّ.
¹⁰ الجُرد: بالضّمّ جمع الأجرد وهو الفرس الّذي دُقّت شعرته وقُصّرت وهو مدح.
¹¹ السّمر: الرّماح.
من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) في استنفار النّاس إلىٰ أهلِ الشّام:

أُفٍّ لَكُمْ!¹ لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ عِوَضًا! وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفًا! إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَىٰ جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ²، كَأَنَّكُمْ مِنَ الْمَوْتِ فِي غَمْرَةٍ، وَمِنَ الذُّهُولِ فِي سَكْرَةٍ، يُرْتَجُ³ عَلَيْكُمْ حِوَارِي⁴ فَتَعْمَهُونَ⁵، فَكَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ⁶، فَأَنْتُمْ لا تَعْقِلُونَ.

مَا أَنْتُمْ لي بِثِقَةٍ سَجِيسَ اللَّيَالي⁷، وَمَا أَنْتُمْ بِرُكْنٍ يُمَالُ بِكُمْ⁸، وَلا زَوَافِرِ عِزٍّ يُفْتَقَرُ إِلَيْكُمْ⁸، مَا أَنْتُمْ إِلَّا كَإِبِلٍ ضَلَّ رُعَاتُهَا، فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِبٍ انْتَشَرَتْ مِن آخَرَ.

لَبِئْسَ لَعَمْرُ اللهِ سَعْرُ نَارِ الْحَرْبِ¹⁰ أَنْتُمْ! تُكَادُونَ وَلا تَكِيدُونَ، وَتُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلَا تَمْتَعِضُونَ¹¹، لا يُنَامُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ في غَفْلَةٍ سَاهُونَ، غُلِبَ وَاللهِ الْمُتَخَاذِلُونَ!
شروحات النّهج
من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) في استنفار النّاس إلىٰ أهلِ الشّام: أُفٍّ لَكُمْ!¹ لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ عِوَضًا! وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفًا! إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَىٰ جِهَادِ عَدُوِّكُمْ…
¹ أُفّ لكم: كلمة استقذار ومهانة وفيها لغات.
² قوله دارت أعينكم من قوله تعالى‌ٰ: ﴿يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اَلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اَلْمَوْتِ‌﴾
ومن قوله‌: ﴿تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى‌ٰ عَلَيْهِ مِنَ اَلْمَوْتِ﴾.
³ يرتج: يغلق.
⁴ الحوار: المحاورة والمخاطبة.
⁵ تعمهون: من العمه وهو التّحير والتّردد.
⁶ قلوبكم مألوسة: من الألس بسكون اللّام وهو الجنون واختلاط العقل.
⁷ ما أنتم لي بثقةٍ سجيسَ اللّيالي: كلمة تقال للأبد تقول لا أفعله سجيسَ اللّيالي، وسجيس عجيس وسجيس الأوجس، معنىٰ ذٰلك كله الدّهر والزّمان وأبدًا.
⁸ ما أنتم بركنٍ يمال بكم أي لستم بركنٍ يستندُ إليكم ويمال علىٰ العدوّ بعزّكم و قوّتكم .
⁹ لا زوافر عزّ: جمع زافرة وزافرة الرّجل أنصاره وعشيرته ويجوز أن يكون زوافر عزّ أي حوامل عزّ، زفرت الجمل أزفره زفرًا أي حملته.
¹⁰ سعر نار الحرب: جمع ساعر كقولك قوم كظم للغيظ جمع كاظم.
¹¹ تمتعضون: تأنفون و تغضبون
- ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.
شروحات النّهج
من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) في استنفار النّاس إلىٰ أهلِ الشّام: أُفٍّ لَكُمْ!¹ لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ عِوَضًا! وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفًا! إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَىٰ جِهَادِ عَدُوِّكُمْ…
وَأيْمُ اللهِ إِنِّي لَأَظُنُّ بِكُمْ أنْ لَوْ حَمِسَ الْوَغَىٰ¹²، وَاسْتَحَرَّ الْمَوْتُ¹³، قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ¹⁴.
وَاللهِ إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ يَعْرُقُ لَحْمَهُ، وَيَهْشِمُ عَظْمَهُ، وَيَفْرِي جِلْدَهُ، لَعَظِيمٌ عَجْزُهُ، ضَعِيفٌ ما ضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ. أَنْتَ فَكُنْ ذَاكَ إِنْ شِئْتَ، فَأَمَّا أَنَا فَوَاللهِ دُونَ أَنْ أُعْطِيَ ذلِكَ ضَرْبٌ بِالْمَشْرَفِيَّةِ¹⁵ تَطِيرُ مِنْهُ فَرَاشُ الْهَامِ¹⁶، وَتَطِيحُ السَّوَاعِدُ وَالأقْدَامُ، وَيَفْعَلُ اللهُ بَعْدَ ذلِكَ مَا يَشَاءُ.

أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقًّا، وَلَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ: فَالنَّصِيحَةُ لَكُمْ، وَتَوْفِيرُ فَيْئِكُمْ عَلَيْكُمْ، وَتَعْلِيمُكُمْ كَيْلَا تَجْهَلُوا، وَتَأْدِيبُكُمْ كَيْما تَعْلَمُوا. وَأَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ: فَالوَفَاءُ بِالبَيْعَةِ، وَالنَّصِيحَةُ فِي الْمَشْهَدِ وَالْمَغِيبِ، وَالإجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ، وَالطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُمْ.
- أمير المؤمنين (عليه السّلام)
شروحات النّهج
وَأيْمُ اللهِ إِنِّي لَأَظُنُّ بِكُمْ أنْ لَوْ حَمِسَ الْوَغَىٰ¹²، وَاسْتَحَرَّ الْمَوْتُ¹³، قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ¹⁴. وَاللهِ إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ يَعْرُقُ لَحْمَهُ، وَيَهْشِمُ عَظْمَهُ،…
¹² حمس الوغىٰ: اشتدّ وأصلُ الوغىٰ الصّوت والجلبة ثُمّ سُمِّيَت الحرب نفسها وغىًٰ لما فيها من الأصوات والجلبة.
¹³ استحر الموت‌: اشتدّ.
¹⁴ انفرجتم انفراج الرّأس: أي كما ينفلق الرّأس فيذهب نصفهُ يمنةً ونصفهُ شامةً.
¹⁵ المشرفية: السّيوف المنسوبة إلىٰ مشارف وهي قرىٰ من أرض العرب تدنو من الرّيف.
¹⁶ فراش الهام: العظام الخفيفة تلي القحف.
- ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.
«وَالدُّنْيَا دَارٌ مُنِيَ لَهَا الْفَنَاءُ¹، وَلأهْلِهَا مِنْهَا الْجَلاءُ²، وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، قَدْ عُجِّلَتْ لِلطَّالِبِ، وَالْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ³، فَارْتَحِلُوا مِنْهَا بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ، وَلا تَسْأَلُوا فِيها فَوْقَ الْكَفَافِ⁴، وَلا تَطْلُبُوا مِنْهَا أكْثَرَ مِنَ الْبَلاَغِ⁵»
- نهج البلاغة، أمير المؤمنين (عليه السّلام).

¹ مُنيَ لها الفناءُ: قُدّرَ لها.
² الجلاء: الخروج من الأوطان.
³ التَبسَت بقلبِ النّاظِرِ: اختلطت به محبّةً.
⁴ الكَفاف: ما يَكُفّكَ أي يمنعك عن سؤال غيرك، وهو مقدار القوت.
⁵ البلاغ: ما يتبلّغ به، أي: يقتات به مدّة الحياة.
2024/05/27 13:30:43
Back to Top
HTML Embed Code: