استعمال لفظي يسبح ومسبح
استعمل التسبيح بالصيغه الفعليه لانه يحدث ويتجدد في جميع الاوقات وفي جميع الازمنه وفي جميع الحالات وفي جميع الاصناف التي خلقها الله سواء الحجر او البشر او الشجر او الملائكه او كل ما خلق الله سبحانه وتعالى ولم تاتي كلمه يسبحون بالصيغه الاسميه الا في ثلاثه مواطن
اما جزاء او امتثالا للعباده
وتختلف الصيغه الاسميه للعبد عن الله سبحانه وتعالى اذ انها حينما تنسب الصفه الاسميه للعبد اما ان تكون جزاء لفعله او ان تكون امتثالا لعباده معينه
اما الصفات الاسميه التي يتصف الله سبحانه وتعالى بها فهي صفات ثابته ازليه من كماله سبحانه وتعالى
وهذه النقطه يجب ان يفهمها الانسان ويستوعبها لان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وقد يتصف الانسان بمسمى صفات يتصف بها الله سبحانه وتعالى ولكن هذه الصفات التي يتصف بها الانسان التي تحمل اسم من صفات الله سبحانه وتعالى اما ان تكون مثالا العباده او جزاء لعباده ليست ازليه
مامعنى ذلك
حينما نقول عن اسم من اسماء الله الرحيم فمعنى ذلك انها صفه اصليه أزليه ثابته لله سبحانه وتعالى من كماله
ولكن حينما نقول لشخص انه رحيم انه فعل اسباب وصفات جعلته يتصف بصفه الرحمه
ولأن طبع الانسان قد يختلف قد يكون هذا الانسان او الشخص الذي نقول عنه رحيم في اوقات كثيره رحيم لكن في اوقات قد يخرج عن هذا المعنى لتغير نتيجه او ظرف يخرج من رحمته فلا تكون صفه ازليه بل ثابه الطبع لكن ليست أزليه
وهذا الفرق بين انتساب الاسم لله وانتسابه للبشر
الصفه الثابته لله سبحانه وتعالى هي صفه أزليه لا تتغير
اما الصفه التي تنسب الى العبد فهي صفه ثابته كطبع ولكنها قد تتغير لظرف ما
لذلك قد تسحب منه هذه الصفه .
نأتي للأمثله
امثله كلمه يسبح بالصيغه الفعليه وهي النمط السائد في القران لتجدد التسبيح من جميع ما خلق الله فقال ,,(تعالى يسبح له من في السماوات والارض) وقال تعالى عن الملائكه والملائكه (يسبحون بحمد ربهم ويستغفرونه) وقال تعالى (يسبحون الليل والنهار لا يفترون)
اما بصيغه الاسميه لم تاتي الا في ثلاثه مواطن وقلنا ان اتيانها في هذه الثلاثه مواطن لا يكون الا جزء او امثالا لله مثال على ذلك قال تعالى عن الملائكه (وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون) فاتصافهم بكلمه المسبحون هو اتصاف امتثال
قال تعالى في يونس( فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون) فانتسب له اسم المسبحون وهو جزاء الفرج .
حديثنا اليوم عن انتساب الاسم لله سبحانه وتعالى وانتساب الفعل لله سبحانه وتعالى
عدم فهم التعبير القراني باستخدام الاسم والفعل فتح باب للمضلين والملحدين في الدخول للطعن في القران الكريم حيث انهم وصفوا الله سبحانه وتعالى باوصاف لا تليق ولا تنتسب بالثبوت الله ولكن ضعف البصيره وعدم ادراك المعنى وقله الفهم ولكاكه التعبير في فهم اللغه ادى للدخول لباب الالحاد وسوء الظن بالله سبحانه وتعالى
ومن اشهر ما تداول في اوساطنا القرن العشرين هي ايات استخدم الله سبحانه وتعالى فيها لفظ الفعل لذاته. لقله ادراك استعمالات اللغه ادت للخروج عن معناها الحقيقي والدخول الى معنى مضل ومعنى يسمح للمنافقين والذين يريدون بالعقيده سوء بالدخول اليه واصبحت حجه على لسان كل ضعيف قلب لم يثبت الايمان في قلبه ان يسال او يستدل بهذه الايات
ما هي هذه الايات التي تثير الضجه
مثل قوله تعالى( يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) جاء السؤال من طرف المشككين في العقيده وضعاف الدين والملحدين كيف الله سبحانه وتعالى قال يضل من يشاء ثم بعد ذلك الله سبحانه وتعالى يحاسبهم على ذلك او ان الله كتب الهدايه لمن يشاء ثم الله سبحانه وتعالى يحاسب من لم يكتب له الهدايه وبدا هذا الباب ان ينتشر في الاوساط حتى احدث بلبله وادى الى الإلحاد وسوء الظن بالله سبحانه وتعالى بل اتهام لله سبحانه وتعالى
يعتمد نهج المضلين على اقتباس ايه واحده وخوض النقاش فيها ولا يجوز ذلك لان القران جمله وتفصيلا ايه تردف ايه وايه توضح ايه وايه تفصل ايه والذي يريد ان يقتبس ايضا يجب ان يكون مدركا لتعبير القران من حيث الحذف والاضافه ومن حيث الفعل والاسم ومن حيث تراكيب الاعراب .
ما جاء بصيغه الفعل لله سبحانه وتعالى واسندت اليه لم تكن الا بفعل المجازاه فقط وليس الاتصاف بها.
اذا هذه القاعده يجب ان نفهمها فهما دقيقا
ما نسب لله سبحانه وتعالى بصيغه الفعل لم ينسب له الا من باب المجازاه والعقوبه وليس الاتصاف مثل قوله تعالى( ويضل الله الظالمين)
انظر الفعل الله جاء صياغته لرده فعل لثبوت الاسم للظالمين اي انهم استوطنوا الظلم وكان لهم نهجا وكان لهم طبعا ثابتا في قلوبهم وعقولهم وسلوكهم
لذا استخدم الله سبحانه وتعالى انتساب الفعل له نتيجه للمجازه والتفسير الاعمق من ذلك ان رغم ثبوت استخدام الاسم للظالمين لثبوت وصفهم إلا ان الله استعمل الفعل لذاته لانها عباره عن صفه مؤقته للمجازه وليست صفه ثابته له اي انه في حال الظالم اراد الهدايه فان الله سبحانه وتعالى سيهديه لان من كمال الله سبحانه وتعالى وصفته الهدايه وليست الضلال كما قال تعالى في قوله تعالى (ان الله لهادي الذين امنوا) وقول تعالى (ولكل قوم هاد) فاستخدم الله سبحانه وتعالى لفظ الاسم للهدايه لثبوت صفته له اما الضلال فانها حاله طارئه يستعملها الله سبحانه وتعالى كمجازات للظالمين والكافرين فجاءت بالفعل لحاله غير دائمه وليست صفه ثابته ولكن الملحدين لم يفهموا هذا التركيب وهذا المصطلح فقالوا ما قالوا من الفتن التي ارادوا فيها الطعن في العقيده
فاصبح اصل الايه ان الله يهدي من يشاء الهدايه ويضل من يشاء الضلال لان الله سبحانه وتعالى اذا استعمل لفظ الفعل لذاته لابد ان يكون مجزايا
فأصل الايه ان الله يهدي من يشاء الهدايه ويضل الله من يشاء الضلال
لذلك استخدم الله سبحانه وتعالى صيغه الفعل المجازي لرده فعل البشر بالصيغه الفعليه لانها حاله طارئه كما قال تعالى كذلك (يضل الله الكافرين) كذلك (يضل الله من هو مسرف مرتاب) ووضح في خلاصه الايه (وما يضل به الا الفاسقين) .
بالمقابل للطرف الاخر
واذا ذهبنا الى ايه قال تعالى في سوره الاعراف (تذكروا فاذا هم مبصرون) استخدم الله كلمه المبصرون بالاسم لماذا لان الابصار والبصيره هي الصفه لازمه للمتقين وذكر لفظ تذكروا بالفعل لماذا دلاله على ان عين الشيطان ربما حجبت تصيرته مؤقتا وان حاله تقلبه عابره فاذا تذكر عاد الى اصله بالبصيره والابصار
فاستخدم الاسم مع الفئه المؤمنه لماذا لثبوت نفسياتهم واستقرارها بينما استخدم لفظ الفعل للضالين والظالمين والكافرين لاعطائهم فرصه في العوده لم يستخدم معهم ثبوت الضلال لماذا لان الله في الاصل لهادي الذين امنوا وهادي من اراد الهدايه
انما استخدم الفعل دلاله على انه حاله طارئه تزول بزوال السبب .
كما وضح الله سبحانه وتعالى في قوله (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) وقال تعالى (وكفى بربك هاديا ونصيرا) وقال تعالى (قل الله يهدي للحق)
وفي بدايه الخلق قال سبحانه وتعالى ( اهبطوا منها جميعا فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) جميعها جاءت بصيغه الاسم لثبوت الصفه الازليه لله سبحانه وتعالى لان الله سبحانه وتعالى لا يريد لعباده الضلال ولا يريد لعباده العذاب وكفى بربك هاديا ونصيرا .
والله الموفق والمسدد
ملاحظه
عندنا نوعين من الايات ذكر فيها الصفات بالاسميه
الاول قال تعالى (تفسير قوله تعالى : ( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار )
والنوع الثاني

يحب

آيات ورد فيها "يحب"
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠ البقرة﴾
وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٩٥ البقرة﴾
وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥ البقرة﴾
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿٢٢٢ البقرة﴾
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦ البقرة﴾
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴿٣٢ آل عمران﴾
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿٥٧ آل عمران﴾
بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧٦ آل عمران﴾
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤ آل عمران﴾
إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٠ آل عمران﴾
وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٦ آل عمران﴾
فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤٨ آل عمران﴾
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴿١٥٩ آل عمران﴾
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴿٣٦ النساء﴾
وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴿١٠٧ النساء﴾
لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴿١٤٨ النساء﴾
فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣ المائدة﴾
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ۚ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٤٢ المائدة﴾
... فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤ المائدة﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٨٧ المائدة﴾
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٣ المائدة﴾
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿١٤١ الأنعام﴾
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿٣١ الأعراف﴾
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٥٥ الأعراف﴾
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨ الأنفال﴾
لو لاحظنا كلا النوعين استخدم الصفه بالاسميه لكن ما الفرق بينهم
النوع الاول ذكر ذات العبد الموصوف الصابرين الصادقين القانتين ذات العبد فالثبوت هنا العبد ذاته
اما النوع الثاني مقرون ان الله يحب او ان لا لا يحب
وذكر وصف فالثبوت هنا ذات الصفه التي هي اصل العباده وليس العبد
والنوع القليل في القران ما جاء بالاسم لثبوت ذات العبد
والشيء الدارج بالقران الاسم ذات صفه العباده المتقرب بها لله او الصفات المذمومه
فحين شرحت وذكرت ان اللفظ المعين جاء بالصيغه الفعليه ولم يذكر منه إلا موضع واحد او معدود بالاسم فإني اتحدث عن قسم الثبوت لذات العبد فقط
حتى لا تأتي اخت وتقول لي لاحظت في نهايات الايات تأتي بالكلمه اسميه (كالنوع الثاني من الامثله )
ثم تقول كيف انت قلت ذكر قليل وهو مذكور بكثره
فقط للتوضيح
الاسم ثبوتان ثبوت للعبد ورد قليل وثبوت لذات الصفه وذكر كثير
فلما نقرأ علينا التميز الاسم هل ثبوت للعبد ام ثبوت لذات الصفه
ما الفائده بينهم
ثبوت ذات العبد لو تتبعنا أياتها لتكشف لنا نمط الشخصيه المحبوبه لله وسمتها وحكمتها ونهجها واجرها
اما ايات ثبوت الصفه لو تتبعناها فإنها تهيء لتكوين شخصيه
السؤال هنا لماذا لم تركز ايات القران على ثبات العبد بينما جاء التركيز على ثبات الصفه
ولربما سائل يقول اوليس من الافضل الاكثار من ايات ثبوت العبد تشجيعا له على الاقدام
الجواب لامرين الامر الاول ان الله سبحانه وتعالى اراد من العبد التواضع ولم يرد به تزكيه نفسه فلو اعد الانسان نفسه في الثبات لقصُر فهمه وادراكه لمنزلته و لحدث في نفسه العجب ولقلّ تصاعد الايمان في قلبه هذا السبب الاول
السبب الثاني ان الله سبحانه وتعالى اذا اراد ان يثبت ذات العبد فمعنى ذلك ان الله سبحانه وتعالى سيختار من عباده القليل لكماله ان يكون العبد قد اتى بكمال الطاعه تلقائيا مثل قوله الصادقين والقانتين ... فاذا اتى الله سبحانه وتعالى بكمال العبد بالطاعه واثبته في جميع القران لشق ذلك على المبتدئين ولشق ذلك على اصحاب الفتور ولأصبح التنازع للوصول للاخره امر صعب وشاق ولكن الله سبحانه وتعالى حين اثبت ذات الصفه العبوديه التي يتقرب فيها الى الله فان الله سبحانه وتعالى ادرج في ذلك جميع المتفاوتين في الصبر وجميع المتفاوتين في الانفاق وجميع المتفاوتين في الاستغفار وجميع المتفاوتين في التسبيح وفي صلاه القيام وفي صلاه السحر
لذلك الله سبحانه وتعالى من رحمته لعباده انه اختار ذات صفه العبوديه ثابته في القران ليندرج تحتها اكبر عدد من البشر
ولان ثبوت العبد على الطاعه فئه قليله فالله سبحانه وتعالى لم يجعل ذكرها كثيرا في القران وذكرهم القليل ميزهم عن غيرهم فضاعف لهم الاجر فجعل باب التنافس هنا اعظم لقله السالكين
فالتنافس بالقله اكبر من التنافس بالكثر
٥- درس التقديم والتاخير حسب سياق الحدث
قال تعالى في سوره الانعام (ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء )وقال في سوره غافر (ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو) فنجد انه في سوره الانعام تم تقديم لا اله الا هو على كلمه خالق كل شيء اما في سوره غافر فقد تقدم خالق كل شيء على لا اله الا هو
والسبب يرجع انه في سوره الانعام كانت في مطلع هذه الايات التحدث عن التوحيد ونفي الشرك والشركاء والصاحبه والولد لذلك تقدمت كلمه التوحيد على الخلق كما قال تعالى (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون)
اما في سوره غافر فهو تحدث عن الانعام ونعم الله سبحانه وتعالى وفضله على الناس لا على التوحيد فقدم الخلق على التوحيد قال تعالى (لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون) هذه هي مطلع الايات لذلك جاء الحديث تقدم الخلق عن التوحيد

قال تعالى في سوره النحل (وترى الفلك مواخر فيه) وقال تعالى في سوره فاطر (وترى الفلك فيه مواخر) قدم مواخر في سوره النحل على الجار والمجرور بينما قدم الجار والمجرور في سوره فاطر على المواخر وذلك ان في سوره النحل تحدث الله سبحانه وتعالى عن وسائل النقل فذكر ان الأنعام تحمل الاثقال والخيل والبغال والحمير لنركبها وزينه ثم ذكر الفلك وهي واسطه نقل فقدم المواخر لانها من صفات الفلك ووسيله نقل وهذا التقديم مناسب للسياق
اما في سوره فاطر فهو الحديث عن البحر وانواعه وما اودع فيه من نعم فلما كان الكلام عن البحر قدم ضميره على المواخر وترى الفلك فيه مواخر

ايه في سوره الاسراء قال تعالى ( ولقد صرفنا للناس في هذا القران من كل مثل فابى اكثر الناس الا كفورا) وفي سوره الكهف (ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الانسان اكثر شيء جدلا )
قدم الناس على هذا القران في سوره الاسراء
بينما اخرها في سوره الكهف وذلك لان تقديم الكلام في سوره الاسراء عن الانسان ونعم الله عليه ورحمته به فقال (واذا انعمنا على الانسان اعرض ونائى بجانبه) لذلك قدم (الناس) على (في هذا القران )ولكن في سوره الكهف افتتحت السوره بالحديث عن عن الكتاب والقران ثم ذكر اصحاب الكهف ثم ذكر موسى والرجل الصالح ثم ذكر القرنين فكان هنا من سياق الاحداث ان يتقدم القران على الناس
وان دققنا في سياق جميع ايات سوره الاسراء فانها تبدا بالحديث عن الناس تكلمت عن بني اسرائيل وتحدثت عن الجحود والكفر كما قال تعالى (فابى اكثر الناس الا كفورا )وقال (اما شاكرا واما كفوره) لذلك فكان من المناسب ان يتقدم ذكر الناس فيها على ذكر القران بخلاف سوره الكهف التي كانت جميع اياتها تتحدث حول الحق والصراع بينه وبين الباطل

قال تعالى في سوره البقره (يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله) وفي نهايه الايه قال( لا يقدرون على شيء مما كسبوا )اما في سوره ابراهيم قال تعالى( مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء )
نلاحظ انها في سوره البقره قال لا يقدرون على شيء مما كسبوا فقدم الشيء واخر الكسب اما في سوره ابراهيم قال تعالى لا يقدرون مما كسبوا على شيء فقدم الكسب واخر الشيء وذلك ان ايات البقره في سياق الانفاق والصدقه والمنفق معطي وليس كاسبا لذلك اخر الكسب فيها
اما في الايه الثانيه في سوره ابراهيم تحدثت انه في سياق العمل والعامل كاسب فقدم الكسب عن العمل

قال تعالى في سوره ال عمران (وما جعله الله الا بشرى لكم لتطمئن قلوبكم به) وقال في سوره الانفال (وما جعله الله الا بشرى لتطمئن به قلوبكم )
ففي سوره ال عمران قدم القلوب على الجار والمجرور فقالوا لتطمئن قلوبكم به واخر القلب عن الجار والمجرور في سوره الانفال فقالوا لتطمئن به قلوبكم
لان في سياق الايات في سوره ال عمران فانها تتحدث عن معركه بدر وتمهيدا لذكر موقعه احد وما اصابهم فيها من قرح وحزن فكان المقام هنا مقام مسح على القلوب والطمانينه لها فقدم القلب على الجار والمجرور
اما في سوره الانفال فهي كانت ذكر موقعه بدر بالانتصار والامداد السماوي فتقدم الجار والمجرور للفت الحدث وهي معركه بدر والانتصار فيها على القلوب فقال ولتطمئن به قلوبكم
هنا سؤال استاذتي سبحان الله شفت مقابلة لطفل كفيف والمذيع يسأله لو خيروك بين فقد السمع او البصر فاختار البصر ..
وقال ممكن باللمس او السمع اعرف كثير من الاشاء واتلذذ بسماع القرآن والتعلمه ووو
لكن اذا فقدت السمع كثير اشاء تسلب مني ..
مع إن جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من فقد حبيبتاه فله الجنة ..
فهنا بالحديث نستشعر أن فقد العينين شيء كبير عند الله لدرجة ان الذي يحتسب هذا فله الجنة
فكيف نربط بينهم .. ولم ياتي حديث لفقد السمع والاجر الذي يناله عند الله
الجواب
لأن متاع الحياه الدنيا اعتمادها على البصر ففاقده فقد لذه الحياه وألوانها لذلك جاء تعويضه بالأخره
اما فاقد السمع لم يفقد لذه الحياه فهو بعالم صامت لكنه يرى حركات الكون ومتغيراته ونعيمها
وهذا بالحياه الدنيا
اما القران فهو يتحدث عن نعيم الأخره فهو يحتاج للسماع أكثر ليعي ليفهم ليتعلم لذلك قدم السمع عن البصر
فبالحديث تحدث عن نعمه الابصار وعلاقتها بالحياه الدنيا
والايات تتحدث عن نعمه الاستماع وعلاقتها بالاخره والرساله والايمان
وحقيقه لا وجه للمقارنه بين الحديت والايات لأن الغايه مختلفه
بينما يكون الجمع بين حديث وايه اذا اتفقا او تشابها بالغايه
تكمله درس التقديم والتاخير على غير عامله اي لا يدخل في تركيب الجمله
تابع فقره الخامسه التقديم والتأخير حسب السياق
قال تعالى( وجعلنا في الارض رواسي ان تميد بهم واجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون) سوره الانبياء وقوله (والله جعل لكم الارض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا) سوره نوح
اذا لاحظنا في سوره الانبياء قدم فجاجا على سبل
وفي سوره نوح قدم السبل على فجاج
اذا نظرنا الى تركيب الايه فانها في سوره الانبياء قال جعلنا في الارض رواسي بدا بالجبال فبدأها من العلو الى أسفل لذلك جاءت الجبال بعدها الفجاج والفجاج هو هو الطريق بين الجبل او بين جبلين ثم بعد ذلك ذكر السبل
اما في سوره نوح بدأت الايه أنه جعل الارض بساطا فبدأها من الارضمن اسفل الى الجبال اي الاعلى لذلك قدمت السبل على الفجاج لأنها من الأرض من الاسفل الى الاعلى فوضع في كل لفظ في الموضع الذي يقتضيه

ايه في سوره ال عمران (ولئن قتلتم في سبيل الله او متم لمغفره من الله ورحمه خير مما تجمعون ولإن متم او قتلتم لإلى الله تحشرون) في المقطع الاول قدم القتل عن الموت وفي الايه الثانيه قدم الموت على القتل فاذا هنا نجد نوعين من الميتين فالميته الاولى التي قدم فيها القتل استندت الى كلمه سبيل الله ويقصد في ذلك الجهاد ولان افضل الجهاد هو الاستشهاد لذلك قدم الله القتل عن الموت ثم اتبعها لمغفره من الله ورحمه وهذا هو جزاء الشهيد اما الايه الثانيه فهي الميته الطبيعيه لذلك قدم الموت عن القتل للانسان الطبيعي سواء مات او قتل خطا او قتل عمدا او ما الى ذلك خُتمت الايه وإلى الله تحشرون فهنا خاتمتين خاتمه الاولى وهو خاتمه الاستشهاد وعده الله بمغفره ورحمه من الله
والموته الثانيه الموت الطبيعي الذي ختمها الله واليه تحشرون

ايتين الاولى في سوره السجده (اولم يروا ان نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعا تاكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون ) وفي سوره عبس (وفاكهه وابا متاعا لكم ولانعامكم)
في سوره السجده قدم الانعام على الانفس اي الحيوان على الانسان وفي سوره عبس قدم الإنسان على الانعام لو اتينا الى سياق الايه فنجد ان الله سبحانه وتعالى قال في سوره الانعام أولم يروا أنا نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعا فالان نتصور ان الزرع خرج فمن يأكل قبل ؟
فالذي ياكل قبل هي الانعام لذلك قدمها اما في سوره عبس سبقت هذه الايات (فلينظر للانسان الا طعامه) الى قوله تعالى (فانبتنا فيها حبه وعنبا وقضب وزيتونا ونخلا وحدائق غلبه وفاكهه وابا متاعا لكم ولانعامكم) فلما ذكر اصناف الطعام من فواكه وغيرها قدم الانسان عن الحيوان وذكر طعام الانعام في اخر وصف الخضار وأبّا والأب هو التبن

ايتين سوره الانعام قال تعالى (ولا تقتلوا اولادكم من إملاق نحن نرزقكم واياهم) وفي سوره الاسراء (ولا تقتلوا اولادكم خشيه املاق نحن نرزقهم واياكم )
ففي الاولى في سوره الانعام قدم رزق الوالدين عن رزق الابناء اما في الايه الثانيه في سوره الاسراء فقد قدم رزق الابناء على رزق الوالدين لماذا ؟
لان في سوره الانعام قال ولا تقتلوا اولادكم من املاق اي قتلهم من الفقر اي انهم معسورون الحال اصلا فهو خطاب للفقراء لذلك قدم رزقهم عن رزق الابناء لإطمئنانهم
اما في سوره الاسراء قال ولا تقتلوا اولادكم خشيه إملاق اي انهم ميسورون الحال لكنهم يخشون من الفقر بتعداد الابناء لاعتقادهم ان كثره الابناء تؤدي للفقر لذلك قدم رزق الأولاد عن الوالدين لازاحه الخشيه والخوف
[١٣‏/١٠، ٨:٠٩ ص] ريم الشاعر: تابع الفقره الخامسه التقديم والتاخير حسب السياق
قال تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوه ) في سوره البقره بينما قال الله سبحانه وتعالى في سوره الجاثيه (وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوه) فقدم القلوب على السمع في سوره البقره بينما قدم السمع على القلب في سوره الغاشيه لماذا ؟
في سوره البقره هي ايه تخاطب من في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا هؤلاء الذي وصفهم الله بقوله (ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون فذكر بعدها ختم الله على قلوبهم وعلى اسمائهم وعلى ابصارهم غشاوه )
اذا لحظنا انه كرر حرف الجر على القلب وعلى السمع وعلى البصر وذلك لانه يفيد توكيد الختم واستخدم الجمله الاسميه (وعلى ابصارهم غشاوه) ونحن نعرف ان الجمله الاسميه تفيد الدوام والثبات فلا امل لهم في استيقاظ قلوبهم ولا في وعي ابصارهم ولا في سمعهم خير
بينما في سوره الجاثيه قال (أفرايت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوه فمن يهده من بعد الله افلا تذكرون )
لنحلل الايه قال تعالى وجعل على بصره غشاوه في سوره الجاثيه استخدم الجمله الفعليه التي تفيد الحدوث والتغير اي انه قابل للهدايه
واستخدم لفظ جعل على بصره اي الفعل الماضي يدل على انه لم يكن على بصره شيء من قبل ولكنه كما قال تعالى (اضله الله على علم) اي انه كان مبصرا قبل ترديه وقبل ضلاله هو من اتخذ هذا الضلال على علم ولعله يعود
قارن بين هنا في سوره البقره قال ختم على قلبه وعلى سمعه فقدم القلب على السمع اما في سوره الجاثيه قال ختم على سمعه وقلبه
لان في سوره البقره حينما مرض القلب تعطل ما بعد فحينما يستأصل الكفر في داخل القلب يطغى على السمع ويطغى على البصر فمات قلبه فمات سمعه ومات بصره
ولكن لان الانسان الضال لا يعني ذلك ان قلبه ميت لذلك قدم السمع عن القلب لماذا لانه قد يستمع لذكر ما او لحدث ما فيكون سببا في توبته فقدم السمع عن القلب لانها اولى من باب الهدايه
ختمت الايه في سوره البقره ولهم عذاب عظيم وهذا دليل على ثبوت وعظم العذاب لصفات الكافرين بينما ختمت الايه في سوره الجاثيه فمن يهده من بعد الله افلا تذكرون

قال تعالى في سوره النمل (لقد وعدنا هذا نحن وابائنا) وقال في سوره المؤمنين (لقد وعدنا نحن وابائنا هذا من قبل )
في سوره النمل قدم هذا عن نحن وابائنا وفي سوره المؤمنين اخر هذا عن نحن وابائنا ما هو السبب في ذلك من سياق الايات في سوره النمل قال ( اذا كنا ترابا وابائنا ائنا لمخرجون ) بينما في سياق لايه في سوره المؤمنين قال( اذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعثون ) انظروا الى دقه اختيار اللفظ في القران الكريم
حينما قالوا اذا كنا ترابا واباؤنا ائنا لمخرجون اي انهم استبعدوا حدوث ذلك بعد ان اصبحوا ترابا لذلك قدموا كلمه هذا والتي تفيد البعد فقال لقد وعدنا هذا نحن وابائنا
اما في سوره المؤمنون عندما قالوا اذا متنا وكنا ترابا وعظاما انا لمبعثون فهنا ذكروا التراب والعظام وهي اقل استبعادا لوجود جزء من اجسادهم مقارنه كونهم ترابا فقط فأخّر كلمه هذا في قوله لقد وعدنا نحن وابائنا هذا
فانظروا الى دقه الوصف القراني عندما كان البعد اكبر وهو تحويلهم لتراب قدم كلمه هذا والتي تفيد البعد وعندما ذكروا جزء من تكوينهم التراب والعظام فهي اقل استبعادا اخر كلمه هذا ومن خلال الايتين نجد ان هناك تفكيرين مختلفين الاول استبعد كاملا والاخر استبعد ودخل في الظن
السؤال هنا لو عاد الميت للحياه ماهي أفضل عمل يمكن أن ينفذه ؟
هو نفس هذا
اثارتني كلمة *غنى الروح*
فما مفهومكن لها...؟
وكيف نصل الى غنى الروح..؟
الجواب
مع انحدار الزمن بشكل سريع باتجاه الكشف عن أخر الزمن فإن الفتن فيه فتن عقيده ومعتقدات
من تعب على نفسه فيما سلف اجتاز ماهو آتي
ففريق اهتدى وفريق حقت فيهم الضلاله
والفارق بينهم شيء بسيط هو غنى الروح
وهو ادراك الخطوه المقبله واعداد النفس بالتخلي الروحي التدريجي من التعلق بالرغبات وتفريغ النفس من التعلق بالحقوق التي تجعل الانسان ينزل منزله الضحيه المغدور به والمظلوم المهضوم حقه
فإذا استطاع ان يحقق التخلي بالامرين وصل إلى ذروه سلامه الصدر فيصبح العامل لمقام المستقبل الماحي لأثار الماضي هذه القوه هي ما أخبر بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
في اخر الزمان يأتي على امتي زمن طعامهم وشرابهم التسبيح
اي يشبع عند الذكر وهذا اشاره لتفاقم الفتن وصمود الانسان
لذلك يجب ان يحصل على هذا الزاد
[١٨‏/١٠، ٧:١٩ ص] ريم الشاعر: سؤال اذا كنت بالبر فكيف اعرف الاتجاهات ؟
الجواب
من بعد الفجر للظهر تكون الشمس على يسارك
صلاه الظهر حتى يتساوى ظلك طولك
وصلاه العصر تكون الشمس على يمينك
وتقبل الله الطاعات
سائله تسأل سؤالين
الاول
ليش الإنسان إذا معاد يبغى الحياه الله يعطيه امنيته ؟
الجواب
لأن الله يخلص الانسان من كل شوائب والذنوب والمعاصي والتقصير بضيق وابتلاء ووحده لين تخرج الدنيا من قلبه ويعلم انه ضعيف امام ربه وعاجز امام اخرته يعطيه أمنيته تجدد فيه الامل وتحي قلبه ببدايه جديده
.................
الثاني
ليش نهاية الانتحار خالد مخلد في النار ؟
الجواب
لان الانتحار تعذيب للجسد والروح وهم أمانه عندنا فلا يحق لنا اهلاكهم لأنهم ماهم ملكنا ملك خالقهم فلما ينتحر الانسان تعدى على ملك الله وظلم نفسه فمثل ما اتخذ قرار بتعذيب نفسه بالدنيا يستمر له قراره بالاخره بالنار مخلد فيها فهو من اتخذ القرار وما منح نفسه فرصه رحمه الله في الدنيا .
٥- درس التقديم والتاخير حسب سياق الحدث
قال تعالى في سوره الانعام (ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء )وقال في سوره غافر (ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو) فنجد انه في سوره الانعام تم تقديم لا اله الا هو على كلمه خالق كل شيء اما في سوره غافر فقد تقدم خالق كل شيء على لا اله الا هو
والسبب يرجع انه في سوره الانعام كانت في مطلع هذه الايات التحدث عن التوحيد ونفي الشرك والشركاء والصاحبه والولد لذلك تقدمت كلمه التوحيد على الخلق كما قال تعالى (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون)
اما في سوره غافر فهو تحدث عن الانعام ونعم الله سبحانه وتعالى وفضله على الناس لا على التوحيد فقدم الخلق على التوحيد قال تعالى (لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون) هذه هي مطلع الايات لذلك جاء الحديث تقدم الخلق عن التوحيد

قال تعالى في سوره النحل (وترى الفلك مواخر فيه) وقال تعالى في سوره فاطر (وترى الفلك فيه مواخر) قدم مواخر في سوره النحل على الجار والمجرور بينما قدم الجار والمجرور في سوره فاطر على المواخر وذلك ان في سوره النحل تحدث الله سبحانه وتعالى عن وسائل النقل فذكر ان الأنعام تحمل الاثقال والخيل والبغال والحمير لنركبها وزينه ثم ذكر الفلك وهي واسطه نقل فقدم المواخر لانها من صفات الفلك ووسيله نقل وهذا التقديم مناسب للسياق
اما في سوره فاطر فهو الحديث عن البحر وانواعه وما اودع فيه من نعم فلما كان الكلام عن البحر قدم ضميره على المواخر وترى الفلك فيه مواخر

ايه في سوره الاسراء قال تعالى ( ولقد صرفنا للناس في هذا القران من كل مثل فابى اكثر الناس الا كفورا) وفي سوره الكهف (ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الانسان اكثر شيء جدلا )
قدم الناس على هذا القران في سوره الاسراء
بينما اخرها في سوره الكهف وذلك لان تقديم الكلام في سوره الاسراء عن الانسان ونعم الله عليه ورحمته به فقال (واذا انعمنا على الانسان اعرض ونائى بجانبه) لذلك قدم (الناس) على (في هذا القران )ولكن في سوره الكهف افتتحت السوره بالحديث عن عن الكتاب والقران ثم ذكر اصحاب الكهف ثم ذكر موسى والرجل الصالح ثم ذكر القرنين فكان هنا من سياق الاحداث ان يتقدم القران على الناس
وان دققنا في سياق جميع ايات سوره الاسراء فانها تبدا بالحديث عن الناس تكلمت عن بني اسرائيل وتحدثت عن الجحود والكفر كما قال تعالى (فابى اكثر الناس الا كفورا )وقال (اما شاكرا واما كفوره) لذلك فكان من المناسب ان يتقدم ذكر الناس فيها على ذكر القران بخلاف سوره الكهف التي كانت جميع اياتها تتحدث حول الحق والصراع بينه وبين الباطل
[٢٧‏/١٠، ٧:٥٥ ص] ريم الشاعر: التقديم والتاخير من حيث سياق الحدث
قال تعالى في سوره البقره (يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله) وفي نهايه الايه قال( لا يقدرون على شيء مما كسبوا )اما في سوره ابراهيم قال تعالى( مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء )
نلاحظ انها في سوره البقره قال لا يقدرون على شيء مما كسبوا فقدم الشيء واخر الكسب اما في سوره ابراهيم قال تعالى لا يقدرون مما كسبوا على شيء فقدم الكسب واخر الشيء وذلك ان ايات البقره في سياق الانفاق والصدقه والمنفق معطي وليس كاسبا لذلك اخر الكسب فيها
اما في الايه الثانيه في سوره ابراهيم تحدثت انه في سياق العمل والعامل كاسب فقدم الكسب عن العمل

قال تعالى في سوره ال عمران (وما جعله الله الا بشرى لكم لتطمئن قلوبكم به) وقال في سوره الانفال (وما جعله الله الا بشرى لتطمئن به قلوبكم )
ففي سوره ال عمران قدم القلوب على الجار والمجرور فقالوا لتطمئن قلوبكم به واخر القلب عن الجار والمجرور في سوره الانفال فقالوا لتطمئن به قلوبكم
لان في سياق الايات في سوره ال عمران فانها تتحدث عن معركه بدر وتمهيدا لذكر موقعه احد وما اصابهم فيها من قرح وحزن فكان المقام هنا مقام مسح على القلوب والطمانينه لها فقدم القلب على الجار والمجرور
اما في سوره الانفال فهي كانت ذكر موقعه بدر بالانتصار والامداد السماوي فتقدم الجار والمجرور للفت الحدث وهي معركه بدر والانتصار فيها على القلوب فقال ولتطمئن به قلوبكم
*باب الذكر والحذف*
ويقصد في هذا الموضوع ما حذف وأصله أن يذكر كحذف حرف او فعل او اسم مما أصله أن يذكر أيضا يدخل في الذكر والحذف ما ذكر في موطن ولم يذكر في موطن أخر يبدو شبيها به حسب ما يقتضيه الموطن
ومثال على ذلك قوله تعالى في سوره الكهف ( فما *اسطعٰوا* ان يظهروه وما *استطعٰوا* له نقبا)
هذه الايه قالها ربنا سبحانه وتعالى في بناء السد الذي صنعه ذو القرنين حينما قال (اتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا)
فقال فما اسطاعوا ان يظهروه ومعنى ذلك ان يصعدوا عليه فحذف التاء واصلها استطاعوا وسبب حذف التاء ان صعود السد الذي هو سبيكه من قطع الحديد والنحاس ايسر من نقبه واخف عمله فخفف فيه الفعل للعمل الخفيف قال تعالى وما استطاعوا له نقبا ولان النقب والتنقيب هو اطول فجاء بناء الفعل بالتاء بالذكر للعمل الثقيل والطويل فحذفت التاء في الصعود وجاء بها في التنقيب

مثال اخر قال الله سبحانه وتعالى في سوره ال عمران (فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد *بأنّا* مسلمون )
وقال في سوره المائده
( واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد *بأننا* مسلمون)
في هذه الايه امرين الامر الاول ان في سوره ال عمران لم ياتي بها تفصيل عن الايمان فخففت بحذف النون بينما في سوره المائده جاء فيها تفصيل الايمان والشيء الثاني ان في سوره المائده الله هو الذي اوحى اليهم وثبتهم فناسبت ذكر النون تاكيدا الايمان

مثال اخر قال تعالى (ولا تحزن عليهم ولا *تك* في ضيق مما يمكرون) النحل بينما قال في سوره النمل (ولا تحزن عليهم ولا *تكن* في ضيق مما يمكرون) فحذفت النون في سوره النحل بينما ثبتت في سوره النمل وذلك ان السياق مختلف في السورتين
فالايه الاولى في سوره النحل جاءت سياق الحديث عن يوم احد حين مثل بحمزه حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حمزه لان اظفرني الله بهم اي بالاعداء لامثلن ب 70 مكانك فنزلت الايه (وان عاقبتم فعوقبوا بمثل ما عوقبتم به ولان صبرتم له خير للصابرين)وبعدها جاءت كلمه *تك في ضيق* فالحذف هنا يفيد تخفيف الامر والحدث وتهويينه على الرسول صلى الله عليه وسلم فخفف الفعل بالحذف اشاره الى تخفيف الامر وتهويينه على النفس لان عاده الشهداء هم احياء عند ربهم يرزقون
اما في سوره النمل *ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون* سياق الايه يتحدث عن الذين كفروا حينما قالوا اذا كنا ترابا وابائنا ائنا لمخرجون فتتالت بعدها الايات حتى وصلنا لقوله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون وذلك لاثبات ان الحزن الحقيقي الذي يؤذي المؤمن هو حزنه في الله سبحانه وتعالى فهناك فرقين بين حزنين
الحزن الذي ياتي بمعنى الصبر فجاء به بالتخفيف واما حزن العقيده فجاء به بالاثبات


*بسم الله الرحمن الرحيم*
باب الحذف والثبوت
مثال قال تعالى في سوره هود,(افمن كان على بينه من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمه اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مريه منه)
وقال تعالى في سوره السجده
(ولقد اتينا موسى الكتاب فلا تكن في مريه من لقائه)
الفرق في الايتين ان في سوره السجده تحدثت عن موسى وعن بني اسرائيل اما في سوره هود فهي قد تحدثت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن قومه ولان النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء ولان امته امنت بجميع الرسل التي من قبل فدرجه الثبوت في المنهاج كانت اتم لذلك حذفت النون من قوله *تك* في مريه منه
اي جاء الدين شامل وكامل للكتب السماويه السابقه ومن ثم للشرائع وهو محفوظ من التحريف
السبب الثاني لحذف النون في قوله *تك* في مريه دلاله على أن صُغر مبدأ الخطأ بالشيء وحقارته قد يزيد ويخرج عن منهاج الشرع فقليل من الريب والمريه في الدين قد يخرج صاحبه من العقيده والاعتقاد اذا تابع وساوس النفس وهواها
بينما نجد كلمه فلا *تكن* في مريه منه في سوره السجده بثبوت النون لأنها هذه الايه تخص موسى وبني اسرائيل و بعد الفتره الزمنيه بين الشرائع بين نبي ونبي فثبوتها تدل على توكيد أخذ الأمر ببالغ الجديه والتحقق من التحريف
وقفنا في الحلقه القادمه على قوله تعالى حذف النون في كلمه تكن وتك
جاء في كتاب البرهان للزركشي ان حذف النون في نحو هذا قد يكون تنبيها على صغر المبدا مبدا الشيء وما سيأتي بعده وينشا منه الزياده وقد تكون هذه الزياده في الخير وقد تكون هذه الزياده في الشر
الشرح ما معنى ذلك يعني قد يكون خلق الشيء او جزاء الشيء من شيء بسيط ولكن اثره يكون كبيره ومثال على ذلك قوله تعالى (الم يك نطفه) هنا حذفت النون تنبيها على ان مبتدأ خلق الانسان كان صغيرا وقدره بحسب ما يدرك ثم ذكر بعد ذلك فاذا هو خصيم مبين
وكذلك قوله تعالى (وان تك حسنه يضاعفها ) حذفت النون تنبيها على انها وان كانت صغيره المقدار قليله الاعتبار الا انها تضاعف ايضا قوله تعالى يا يا بني انها (ان تك مثقال حبه من خردل) حتى هذا الحجم الصغير فانه يؤتى بها ويحاسب عليها
وقوله تعالى (اولم تك تاتيكم رسلكم ) فحذفت النون هنا لبيان ان ما جاء بها الرسل من اقرب شيء في البيان ومن اقل شيء في التذكير وهو الحس الى العقل والى الذكر والى التبصره فجاءت هنا بصيغه تقليل واقل الايمان هو ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسوله رسوله
كما جاء في قوله تعالى (فلم يك ينفعهم ايمانهم )
اي انتفى عن ايمانهم مبدا الانتفاع واقل ما انتفعوا به وهو اصل الايمان الشهادتين
وجاء في ثبات الكمال بثبوت النون قوله تعالى (الم تكن اياتي تتلى عليكم ) ثبته هنا بتمام الامر بخاتم الانبياء وقوله تعالى ( الم تكن ارض الله واسعه )
وهذا بتمام التكوين وبتمام وجود حاجه الانساني فيه فالحذف يفيد التقليل والثبوت يفيد الاتمام وهذه اخر حاله من حالات حذف النون في قوله تك وتكن
باب حذف ياء المتكلم وذكرها
حذف ياء المتكلم وتعويضها بالكسر يختلف عن معنى ذكر الياء في كل ما ورد في القران الكريم
لها معنى عام ومعناه خاص اما بالنسبه الى المعنى العام فان الايات التي يذكر فيها الياء يكون المقام فيها مقام اطاله وتفصيل في الكلام
اما التي يحذف منها الياء ويعوض عنها بالكسره فانها تاتي بمقام الاختصار
بالنسبه الى المعنى الخاص فان كل ايه يحذف فيها او يذكر فيها لها من معنى الاختصاص ما يتوافق من غرض السوره وهدف الايه
الايه الاولى هي ايه في سوره الاعراف قال تعالى ان الذين تدعون من دون الله عباد وامثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين لهم ارجل يمشون بها ام لهم ايد يبطشون بها ام لهم اعين يبصرون بها ام لهم اذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم (كيدونِ)فلا تنظرون ) الاعراف
اما في سوره هود قال تعالى ياهود ما جئتنا ببينه وما نحن بتارك الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ان نقول الاعتراك بعض اهلها بسوء قال اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون ) هود
تحدثت الايتين في سياق النصح والارشاد مع التحدي
والشيء الثاني نسبه الضمائر في الصورتين مختلف بعضهما عن بعض وله علاقه في ثبوتي ياء المتكلم وحذفها وسناتي الان بالتفصيل
المقام في سوره هود هو مقام تحدي كبير ومواجهه بينما في سوره الاعراف كان الحديث اقل تحديا واقل ظهورا في سوره هود دعاهم الى عباده الله وحده وترك عبادتي الاعداء ونصحهم بالتوبه والاستغفار ليرضى عنهم خالقهم ولكنهم لم يكتفوا برد دعوته وعدم تصديقه بل قالوا انه تعرض الى اذاه من الهتهم مما جعل مقام التحدي هنا تحدي بين الالهه فاشهد الله هو وهم اشهد الهتهم فاصبح هنا التحدي مقامه اكبر واوضح في سوره هود اذ ان هناك فريقين متحدثين متحديين فجاءت هنا الكيد باضافه جميع فكيدوني جميعا لبيان ان التحدي بين فريقين وجاءت اضافه كلمه جميعه لانهم قالوا قد اعتراك بعض اهل لهتنا بسوء فتحداهم جميعا ثم اظهر نفسه فذكرت الياء زياده في التحدي فقال فكيدوني جميعا
بينما في بينما في الاعراف لم ياتي بهذه الصوره في التحدي الى ما كان المتحدث هو الرسول لذلك جاء الاختصار بحذف ياء المتكلم قال ثم فكيدونِ فلا تنظرون
الناحيه الثانيه
علاقه حذف الياء المتكلم وثبوتها من سياق ترتيب السوره واياتها
فمن الناحيه الثاني في سوره هود كثرت ذكر ضمير الياء مثل قوله تعالى( اني اشهد الله) وقال تعالى (واشهدوا اني بريء )
وقال تعالى (فكيدوني جميعا)
قال تعالى (اني توكلت على الله ربي وربكم)
قال تعالى (ان ربي على صراط المستقيم)
قال تعالى (يستخلف ربي قوما غيركم )
قال تعالى (ان ربي على كل شيء حفيظ )
بينما في سوره الاعراف لم يظهر الياء في سياق السوره الا مره واحده في قوله (ان ولي الله)
لذلك فتناسب ذكر الياء في سوره هود لسياقها بينما ناسب حذف الياء في سوره الاعراف واستبدالها بالكسره
الناحيه الثالثه
قال الله تعالى في سوره الاعراف (ثم كيدوني فلا تنظرون)
ادخل ثم على الكيد وادخل الفاء على الانظار
وهو عكس ما جاء في سوره هود قال تعالى ( فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون )
في سوره هود ادخل الفاء على الكيد وثم على الانظار
فالفاء هنا تفيد التعقيب اما ثم تفيد التراخي فقد طلب منهم في الاعراف عدم المهله في الانظار وعدم الانظار اي الانتظار هو المناسب لسياق الاعراف فقد ذكر في السوره تعجيل العقوبات لمستحقيها في الدنيا بخلاف سوره هود فان سياقها الامهال في ايقاع العقوبات
فقد بدات سوره الاعراف ( وكم من قريه اهلكناها فجاءها باسنا بياتا او هم قائلون)
فذكر حلول العقوبات واهلاك الامم بينما في سوره هود قال ( ان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا) ايضا قال في سوره هود (ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امه معدوده)
ذكر تاخير العذاب والإستغفار والامهال في العقوبه
على خلاف سوره الاعراف فهي تتحدث عن الاستعجال في العقوبه فاذا نظرنا الى سياقها نجد جميع اياتها تبدا او تنتهي بتعجيل العقوبه قال تعالى (ثم بدلنا مكان السيئه الحسنه ثم عفونا وقالوا قد مس اباءنا الضراء والمساء والسراء فاخذناهم بغته وهم لا يشعرون )
#الناحيه الرابعه#
اذا نظرنا الى القصص في السورتين نرى الفرق واضحا بين السياق ففي سوره الاعراف قال تعالى (او عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون )ثم ذكر بعدها (فكذبوه فانجيناه والذين معه في الفلك واغرقنا الذين كفروا باياتنا انهم كانوا قوما عمين)
فجاء بالفاء دلاله على سرعه انزال العقوبه وعدم الانتظار فكذبوه فانجيناه
اما في سوره هود فالكلام طويل وهناك مهله حتى استبطئوا ما واعدهم به (قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين قال انما ياتيكم به الله ان شاء وما انتم بمعجزين)
كذلك ايضا في قصه صالح عليه السلام
جاءت في الاعراف (فاخذتهم الرجفه فاصبحوا في دارهم جاثمين)
ولكن في سوره هود في قصه صالح (فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين امنوا معه برحمه منا ومن خزي يومئذ ان ربك هو القوي العزيز واخذ الذين ظلموا الصيحه فاصبحوا في ديارهم جاثمن)
ففي سوره الاعراف عجلت العقوبه لهم فجاء بالفاء دلاله على عدم الامهال بينما في سوره هود جميع اياتها تدل على الامهال فسياق الاعراف عدم المهله وسياقه هود الامهال
وختاما اذا اجتمعت ثم والفاء في ايه واحده في سوره الاعراف فانها تقدم ثم على الفاء على عكس سوره هود تقدم الفاء على ثم ونقف الى هنا ونكمل في الحلقه القادمه ان شاء الله

باب الحذف والثبوت في ياء المتكلم
قال تعالى في سوره الكهف (وقل عسى ربي ان يهدينِ باقرب من هذا رشدا) وقال تعالى في سوره القصص (ولما توجهت تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل)
لو لاحظنا كلمه يهدينِ في سوره الكهف حذفت منها الياء بينما في سوره القصص قال يهديني بثبوت الياء
ما السبب ؟
ذكرنا نحن سابقا الهدف العام وهو ان الحذف يعني الاختصار بينما ثبوت يعني اطاله الحدث وهذا هو بشكل عام على جميع انواع الحذف والثبوت ولكن ما المعنى الخاص في هذه الايه ؟
السبب الاول
ثبت الياء في سوره القصص بقوله يهديني وذلك ان المقام يستدعي ابراز ياء المتكلم لماذا ؟
لانه مقام إلتجاء وخوف وخشيه والخوف يستدعي ان يلصق الانسان بمن يحميه ويلقي بنفسه كلها عليه ويستدعي ان يلتجا الى من ينصره وياخذ بيده بكل احاسيسه ومشاعره إلتجاء كاملا وهذا هو الموقف الاول فقد خرج موسى خائفا يترقب فارا من بطش فرعون فالتجا الى ربه التجاء الخائف الوجل طالبا منه ان يهديه سواء السبيل لذلك اظهرت الياء دلاله على كمال الالتجاء والتقاء النفس كلها امام خالقه بخلاف سوره الكهف فانه ليس المقام هكذا فالفرق كبير بين المقامين فمقام موسى في سوره القصص يستدعي القاء امره كله امام ربه وخالقه في حاله الضعف والطلب منه بالحمايه واللجوء لذلك قدم ربي على فعل الهدايه لانه هو الملجا فقال عسى ربي ان يهديني بخلاف ما في سوره الكهف فان المقام فيها مقام ذكر القول الحق فيما اختلف فيه من الاقوال وهذا الامر يحتاج الى الهدايه والرشد فقدم الهدايه عن كلمه ربي وحذف الياء لوصف الاستقرار على خلاف خوف موسى في سوره القصص
السبب الثاني
سياق التكرار للفظ كلمه في السوره
تكرر لفظ الهدايه في سوره القصص 12 مره اما في سوره الكهف فقد تردد ٦ مرات فكلما زاد تردد الكلمه اثبت فيه الحرف
مثال على ذلك قال تعالى (ومن يهدي الله فهو المهتدي) باثبات الياء في سوره الاعراف
بينما قال الله وتعالى في سوره الاسراء (ومن يهدي الله فهو المهتد )
وفي سوره الكهف (من يهدي الله فهو المهتد)
بحذف الياء وتعويضها بالكسر وذلك لان لفظ الهدايه تردد في سوره الاعراف اكثر مما تردد في سوره الاسراء والكهف ففي سوره الاعراف ذكرت فيها الهدايه 17 مره بينما في سوره الاسراء ثمان مرات وفي سوره الكهف ست مرات
زاد لفظ الهدايه في سوره الاعراف فاثبت فيها الحرف
وهذا يقودنا بشكل عام على كيفيه اختيار السور التي تربي في النفس وتهذبها اذ ان ثبوت الحرف في السوره يعني فيه الاطاله وفيه الشرح وفيه الفوائد وفيه تفصيلات كثيره لذلك سبحان الخالق بهذه اللمسات البسيطه البلاغيه يستطيع الانسان التفريق بين السور واستخلاص الفوائد منها لطالما الاعراف اثبت فيها الحرف فان هذه السوره تحتوي على امور كثيره تبدا في تهذيب الانسان وفي خلق التوازن داخله وفي خلق التغيير لذلك يتجه الانسان عاده حين يعلم معنى الاطاله في التفصيل للسور يؤدي الى الانتباه الى والبحث في بلاغتها واسرارها وفوائدها
فبلاغه القران لا تكفي فقط في في تناسق الايات وفي ترتيب الايات والاحداث بل يكْمُن بلاغته في هذه الامور الصغيره التي تكون فارق بسيط ما بين الحذف والاثبات إلا انها تكشف اهداف كبيره في فهم القران
توقفنا بالحلقه الاخيره في باب الحذف والثبوت عند
مثال قال تعالى في سوره هود,(افمن كان على بينه من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمه اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مريه منه)
وقال تعالى في سوره السجده
(ولقد اتينا موسى الكتاب فلا تكن في مريه من لقائه)
الفرق في الايتين ان في سوره السجده تحدثت عن موسى وعن بني اسرائيل اما في سوره هود فهي قد تحدثت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن قومه ولان النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء ولان امته امنت بجميع الرسل التي من قبل فدرجه الثبوت في المنهاج كانت اتم لذلك حذفت النون من قوله *تك* في مريه منه
اي جاء الدين شامل وكامل للكتب السماويه السابقه ومن ثم للشرائع وهو محفوظ من التحريف
السبب الثاني لحذف النون في قوله *تك* في مريه دلاله على أن صُغر مبدأ الخطأ بالشيء وحقارته قد يزيد ويخرج عن منهاج الشرع فقليل من الريب والمريه في الدين قد يخرج صاحبه من العقيده والاعتقاد اذا تابع وساوس النفس وهواها
بينما نجد كلمه فلا *تكن* في مريه منه في سوره السجده بثبوت النون لأنها هذه الايه تخص موسى وبني اسرائيل و بعد الفتره الزمنيه بين الشرائع بين نبي ونبي فثبوتها تدل على توكيد أخذ الأمر ببالغ الجديه والتحقق من التحريف
2025/05/11 23:43:08
Back to Top
HTML Embed Code: