Telegram Group & Telegram Channel
أحد الجيران أختي وأمي أنه رآني من سطح منزله وأنا في طريقي إلى البيت فنادى اختي وأخبرها
فهرعت تجري الى الزقاق ويديها ملطختان بالعجين لأنها كانت تساعد أمي في "المنداد" او المطبخ .. وعندما رأتني صاحت والله انه صدق .. رشاد اخي اجا .. واحتضنتني بحرارة مع العجين الذي في يديها .

حتى اذا رأيت أمي ارتميت في حضنها وغرست رأسي في صدرها و شممت رائحتها احاول ان اعوض ما فقدت .. وأعيد بناء روحي .. روح طفل فقد أمه في اشد المراحل احتياج اليها ..وأمي تبادلني نفس المشاعر والاحتياج والدموع .

ثم تمر أيام العيد سريعاً كأنها تعاندني وتذكرني بموعد اقتراب سفرناوعودتنا إلى المدينة .. وكلما اقترب موعد العوده تتضاعف معاناتي ويتضاعف الخوف عندي من جديد وتبدأ ندوب الروح تظهرمن جديد بعد أن كانت قد اندملت ويبدأ قلبي يبكي بحرقه.

يرسل لي والدي احد الاطفال ليقول لي الصالون مستني بسرعة لا تتأخر ..
.. ولا اشد وقتها من سماع هذه الرسالة ..

الملم اغراضي بعدها بسرعة وتجمع اختي ملابسي من فوق الأحجار بعد ان قامت بتصبينها وتجفيفها في اليوم الأول.
ثم احتضن امي الحضنة الأخيرة والدمع لايتوقف من كلينا ..والسؤال الكبير يكبر اكثر واكثر .. لماذا انا .. لماذا يا أمي .. لماذا لا نكون معاً .. لماذا الفراق .. لا أريد أن أعود للمدينة واتركك يا أمي
وهي نفس التساؤلات التي تسألها أمي لنفسها والدموع تغمر عينيها .. فتحتضنني وتقبلني وتشتمني .. وتستودعني الله .. استودعتك الله يا ابني .. انتبه لنفسك ولدراستك ..
وهكذا عشت عمري انتظر العيد في كل عام ..

حتى كبرت وكبر معي جرح كبير لا يمكن تجاهله أو تجاوزه ..
حاولت مراراً اقناع أمي ان تترك القرية وتأتي للعيش معي خاصة مع كبر سنها .. وبعد أن اصبحت قادر على تحمل المسؤلية ..
إلا انها كانت ترفض برفق وبلطف .. وتدعوا لي بالبركة .

حتى جاء العام الذي ترحل فيه أمي وتودعنا للابد . . عام ٢٠٢٣
ماتت أمي ورحلت ..
بعد ان قضيت معها اكثر من أسبوعين لكن في مستشفى الثورة اثر الاصابة في يدها ..
حضنتها وحملتها واكلتها واسقيتها بيدي لكن على سرير المرض .. وفي آخر أيامها حتى فاضت روحها ..
ركبت سيارة الإسعاف التي حملت جثمانها الطاهر من المغسلة
الى المقبرة .. ركبت إلى جوارها في سيارة الإسعاف .
ووضعت راسي على صدرها للمرة الاخيرة وبكيت طويلاً ..
وفي المقبرة .. تجرأت يداي على دفنها و إهالة التراب عليها.

.. يالحقارتي ..
كانت امي تحبني ..وكانت تتمنى لي الخير حتى وهي في كفنها
وفي لحدها .. كنت اشعر بنبضات قلبها وإن كان قلبها قد توقف
.. وكنت أراها تنظر الي وإن كانت عيناها مغمضتين
كنت اشعر بلمسه يديها وارى ابتسامتها رغم انهم قد سدوا باب لحدها واهلوا عليها التراب ..
لن اجرؤ ربما بعد رحيلها أن أسافر إلى القرية .. لن اجرؤ على الدخول إلى خلوتها الصغيرة .. لن اجرؤ على النظر في مكان جلوسها .. وتذكرضحكاتها .. وخبز يديها ..
كانت لي قرية عندما كنتِ فيها يا أمي .. أما الآن فهي مجرد ذكرى جميلة لا أكثر ..
رحمة الله عليك يا أمي .. يا حبيبة القلب ومهجة الروح يا فاطمة الردمانية
اللهم اني حرمت حضنها في الدنيا .. فلا تحرمني حضنها في الآخرة

╮ا ♧  #قصة_كل_يوم  ♧ ا╭
✦  تيليقرام www.tg-me.com/us/قصة كل يوم /com.YaStories
واتس wa.me/967702242300



tg-me.com/YaStories/997
Create:
Last Update:

أحد الجيران أختي وأمي أنه رآني من سطح منزله وأنا في طريقي إلى البيت فنادى اختي وأخبرها
فهرعت تجري الى الزقاق ويديها ملطختان بالعجين لأنها كانت تساعد أمي في "المنداد" او المطبخ .. وعندما رأتني صاحت والله انه صدق .. رشاد اخي اجا .. واحتضنتني بحرارة مع العجين الذي في يديها .

حتى اذا رأيت أمي ارتميت في حضنها وغرست رأسي في صدرها و شممت رائحتها احاول ان اعوض ما فقدت .. وأعيد بناء روحي .. روح طفل فقد أمه في اشد المراحل احتياج اليها ..وأمي تبادلني نفس المشاعر والاحتياج والدموع .

ثم تمر أيام العيد سريعاً كأنها تعاندني وتذكرني بموعد اقتراب سفرناوعودتنا إلى المدينة .. وكلما اقترب موعد العوده تتضاعف معاناتي ويتضاعف الخوف عندي من جديد وتبدأ ندوب الروح تظهرمن جديد بعد أن كانت قد اندملت ويبدأ قلبي يبكي بحرقه.

يرسل لي والدي احد الاطفال ليقول لي الصالون مستني بسرعة لا تتأخر ..
.. ولا اشد وقتها من سماع هذه الرسالة ..

الملم اغراضي بعدها بسرعة وتجمع اختي ملابسي من فوق الأحجار بعد ان قامت بتصبينها وتجفيفها في اليوم الأول.
ثم احتضن امي الحضنة الأخيرة والدمع لايتوقف من كلينا ..والسؤال الكبير يكبر اكثر واكثر .. لماذا انا .. لماذا يا أمي .. لماذا لا نكون معاً .. لماذا الفراق .. لا أريد أن أعود للمدينة واتركك يا أمي
وهي نفس التساؤلات التي تسألها أمي لنفسها والدموع تغمر عينيها .. فتحتضنني وتقبلني وتشتمني .. وتستودعني الله .. استودعتك الله يا ابني .. انتبه لنفسك ولدراستك ..
وهكذا عشت عمري انتظر العيد في كل عام ..

حتى كبرت وكبر معي جرح كبير لا يمكن تجاهله أو تجاوزه ..
حاولت مراراً اقناع أمي ان تترك القرية وتأتي للعيش معي خاصة مع كبر سنها .. وبعد أن اصبحت قادر على تحمل المسؤلية ..
إلا انها كانت ترفض برفق وبلطف .. وتدعوا لي بالبركة .

حتى جاء العام الذي ترحل فيه أمي وتودعنا للابد . . عام ٢٠٢٣
ماتت أمي ورحلت ..
بعد ان قضيت معها اكثر من أسبوعين لكن في مستشفى الثورة اثر الاصابة في يدها ..
حضنتها وحملتها واكلتها واسقيتها بيدي لكن على سرير المرض .. وفي آخر أيامها حتى فاضت روحها ..
ركبت سيارة الإسعاف التي حملت جثمانها الطاهر من المغسلة
الى المقبرة .. ركبت إلى جوارها في سيارة الإسعاف .
ووضعت راسي على صدرها للمرة الاخيرة وبكيت طويلاً ..
وفي المقبرة .. تجرأت يداي على دفنها و إهالة التراب عليها.

.. يالحقارتي ..
كانت امي تحبني ..وكانت تتمنى لي الخير حتى وهي في كفنها
وفي لحدها .. كنت اشعر بنبضات قلبها وإن كان قلبها قد توقف
.. وكنت أراها تنظر الي وإن كانت عيناها مغمضتين
كنت اشعر بلمسه يديها وارى ابتسامتها رغم انهم قد سدوا باب لحدها واهلوا عليها التراب ..
لن اجرؤ ربما بعد رحيلها أن أسافر إلى القرية .. لن اجرؤ على الدخول إلى خلوتها الصغيرة .. لن اجرؤ على النظر في مكان جلوسها .. وتذكرضحكاتها .. وخبز يديها ..
كانت لي قرية عندما كنتِ فيها يا أمي .. أما الآن فهي مجرد ذكرى جميلة لا أكثر ..
رحمة الله عليك يا أمي .. يا حبيبة القلب ومهجة الروح يا فاطمة الردمانية
اللهم اني حرمت حضنها في الدنيا .. فلا تحرمني حضنها في الآخرة

╮ا ♧  #قصة_كل_يوم  ♧ ا╭
✦  تيليقرام www.tg-me.com/us/قصة كل يوم /com.YaStories
واتس wa.me/967702242300

BY قصة كل يوم 💬




Share with your friend now:
tg-me.com/YaStories/997

View MORE
Open in Telegram


قصة كل يوم Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram is riding high, adding tens of million of users this year. Now the bill is coming due.Telegram is one of the few significant social-media challengers to Facebook Inc., FB -1.90% on a trajectory toward one billion users active each month by the end of 2022, up from roughly 550 million today.

In many cases, the content resembled that of the marketplaces found on the dark web, a group of hidden websites that are popular among hackers and accessed using specific anonymising software.“We have recently been witnessing a 100 per cent-plus rise in Telegram usage by cybercriminals,” said Tal Samra, cyber threat analyst at Cyberint.The rise in nefarious activity comes as users flocked to the encrypted chat app earlier this year after changes to the privacy policy of Facebook-owned rival WhatsApp prompted many to seek out alternatives.قصة كل يوم from us


Telegram قصة كل يوم 💬
FROM USA