"المرة" و "الكرة" و "العَود" في إفساد بني إسرائيل..

قال تعالى:

﴿وَقَضَينا إِلى بَني إِسرائيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ وَلَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبيرًا ۝ فَإِذا جاءَ وَعدُ أولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِبادًا لَنا أُولي بَأسٍ شَديدٍ فَجاسوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعدًا مَفعولًا ۝ ثُمَّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وَأَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَجَعَلناكُم أَكثَرَ نَفيرًا ۝ إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَإِن أَسَأتُم فَلَها فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ لِيَسوءوا وُجوهَكُم وَلِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّروا ما عَلَوا تَتبيرًا ۝ عَسى رَبُّكُم أَن يَرحَمَكُم وَإِن عُدتُم عُدنا وَجَعَلنا جَهَنَّمَ لِلكافِرينَ حَصيرًا﴾ [الإسراء: ٤-٨]

ما هو الإفساد الذي وقع من بني إسرائيل؟
وهل وقع الإفساد الأول والإفساد الثاني؟
ومن هم العباد الذين بعثهم الله؟
وما هي سنة الله فيهم؟

من سنن الله عز وجل في بني إسرائيل في حروبهم:
"سنة الإيقاد والإطفاء"
قال تعالى: {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله}.
وكلمة "كلما" مركبة من: "كل" وَ "ما"، المصدرية، وقد نابت بصلتها عن ظرف زمان ، و المعنى: كل وقت، ولأن "كل" أصلا تفيد الاستغراق فقد أفادت "كلما" التكرار .
ودلت بذلك على أنها سنة دائمة لله عز وجل في بني إسرائيل، ففي كل وقت يوقدون فيه نار الحرب، ويعقدون أسبابها ويسعرون أوارها، يخيب الله مسعاهم، فيطفئ نارهم، ويردهم الله على أدبارهم مهزومين، ثم يحيق مكرهم السيئ بهم..
ومن المفسرين من قال هي عامة في حروبهم كلها، وقال مجاهد: هي حرب محمد صلى الله عليه وسلم، أي أنها سنة الله في حروبهم مع النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين خاصة.
قال السدي: "كلما أجمعوا أمرهم على شيء فرقه الله، وأطفأ حدهم ونارهم ، وقذف في قلوبهم الرعب".
وقال ابن جرير: "كلما جمع أمرهم على شيء فاستقام واستوى فأرادوا مناهضة من ناوأهم ، شتته الله عليهم وأفسده ، لسوء فعالهم وخبث نياتهم".
ومن تكرار هذه السنة فيهم ما سبق لهم من الإفساد في الأرض مرتين، ثم تسليط العباد عليهم، وهذا شيء قد مضى، ثم قال الله تعالى لهم: {وإن عدتم عدنا} إن عدتم للإفساد عدنا لتسليط العباد عليكم، ولذا كان بين هذه السنة وبين الإفسادين تناسب وارتباط، فإن حروبهم لا تقوم إلا على الإفساد في الأرض، كما قال تعالى: {ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين}.
وقال الثعلبي: "{كُلَّمَا ‌أَوْقَدُوا ‌نَارًا ‌لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} يعني اليهود، أفسدوا وخالفوا حكم التوراة، فبعث الله عليهم بختنصر ، ثم أفسدوا فبعث الله عليهم بطرس الرومي، ثم أفسدوا فسلط الله عليهم المجوس، ثم أفسدوا فبعث الله عليهم المسلمين، وكانوا كلما استقام أمرهم شتته الله، وكلما أجمعوا على حرب رسول الله، وأوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله وقهرهم، ونصر نبيه ودينه {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}".
وهذه السنة من المبشرات لهذه الأمة، في كل زمان ومكان، وتاريخ حروبهم مع النبي ﷺ يثبت ذلك، والحمد لله رب العالمين.

هذا العلم الشريف "علم القراءات" عظيم النفع، كثير العوائد، وقد زهد فيه بعض أهل الزمان لصعوبته، لحاجة هذا العلم الشريف إلى الحفظ والفهم معاً، بخلاف بعض العلوم التي يمكن ضبطها بأحدهما..
وهذه كُليمة في التحذير من تقليل شأن هذا العلم الذي يدور بين فرض العين وفرض الكفاية..
وهي مستخلصة من كتابي:
"معرفة علوم القراءات" .

"قانون التفسير بالمأثور"
يشتمل على فصول مهمة في أصول التفسير، يحتاجها طالب العلم الباحث في الكتاب والسنة، إذ كان السلف يقولون: يتقى من تفسير حديث رسول الله ﷺ كما يتقى من تفسير كتاب الله..
فصول الكتاب عشرة كاملة:
الفصل الأول: حدُّ التفسير المأثور.
الفصل الثاني: مآخذ التفسير ومصادره.
الفصل الثالث: نشأة التفسير المأثور وتاريخه.
الفصل الرابع: العلاقة بين تفسير القرآن بالقرآن وقانون التفسير بالمأثور.
الفصل الخامس: العلاقة بين التفسير بالرأي وقانون التفسير بالمأثور.
الفصل السادس: العلاقة بين التدبر وقانون التفسير بالمأثور.
الفصل السابع: الصدر الأول من المفسرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم.
الفصل الثامن: المصنفات الجامعة للتفسير المأثور.
الفصل التاسع: منهج البحث في التفسير المأثور.
الفصل العاشر: فوائد التفسير المأثور.

قريبا في المكتبات..

روى الثعلبي في آخر مقدمة تفسيره الكشف والبيان (2/241) عن الحسن البصري أنه قال: علم القرآن ذكر لا يعلمه إلا الذكور من الرجال..
وروى الحاكم في أول كتابه: المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل (ص100) عن أبي بكر الهذلي قال: قال لي الزهري: يا ‌هذلي أيعجبك الحديث؟ قلت: نعم، قال: أما أنه يعجب ذكور الرجال ويكرهه مؤنثوهم..

https://www.tg-me.com/قناة أ د أحمد بن فارس السلوم/com.Dr_AhmadFares

من أسوء مناهج التوثيق الدخلية على البحث الإسلامي هي هذه الطريقة التي تعتمد على ذكر المؤلف ثم الكتاب ثم الجزء والصفحة، ويسمونها: طريقة شيكاغو للتوثيق..
وأقبح ما تكون هذه الطريقة في تخريج الحديث، حيث يخرج التخريج مشوها..
لدينا تراث ضارب جذوره في عمق التاريخ، ولنا مناهج في التوثيق والتخريج، قبل أن تكون شيكاغو بقرون، وهي مناهج تصلح لتراثنا وغيره، ولعلومنا وغيرها، وتناسب خصوصيتنا في بعض الجوانب، فمن أين لشيكاغو وغير شيكاغو المعرفة بعلم التخريج مثلا، وهو من خصوصية هذه الأمة، حتى تفرض علينا هذا المنهج المسخ!
ليت المجلات العربية لا تنساق إلى هذا المنهج الدخيل، وتفرض على الباحثين الطريقة المعهودة في العزو والتوثيق، ولا سيما في التخريج، حيث تبدأ التخريج بقوله: رواه (فلان) في (كذا)..
وهذا المعروف عند سلفنا..
فمثلا:
يكثر البيهقي من التخريج في كتبه بعد رواية الحديث بإسناده، فيقول: رواه البخاري في كذا من طريق كذا..وهكذا غيره من أهل العلم..
لسنا مضطرين أن نتبعهم في كل شيء من مناهجهم البحثية، حتى لو كان ذلك شرطا لمجلات سكوبس وغيرها، والله المستعان..

هذا نص عزيز، غزير الفوائد، كثير العوائد، ذكره شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية معقبًا على قصة لأحد الشيوخ الذين كان فيهم تشيع.
وقد ردَّ في هذا النص على شبه كثيرة حول صحيح البخاري، بكلام مختصر.
ففي النص: بيان مراد العلماء من العزو إلى الصحيحين بقولهم: رواه البخاري ومسلم.
وفيه: بيان نقد العلماء لأحاديث الصحيحين وإقرارهم بصحتها.
وفيه: ضرب المثل والشبيه من الاختصاص، لمن لم يكن من أهل الاختصاص، كأهل القراءات وأهل الفقه.
وفيه: أن الصحيحين محفوظان، وأن أحاديثهما متواترة عنهم في الجملة، فلو رام أحد تحريف نسخة من كتاب البخاري أو مسلم ما استطاع، وفي هذا الردُّ -ضمنًا- على الجهال الذين يقولون: إنَّ البخاري لم يؤلف كتابه، وإن مسلما كذلك لم يؤلف كتابه، بل ألفه من جاء بعدهما، وقد أشار إلى تواتر الكتابين عنهما في غير موضع من كتبه.

من درس لفضيلة الشيخ أبي خالد سليمان بن صالح القرعاوي وقد دون التاريخ خلفه..
وكان أبو خالد من أعيان المشايخ في الأحساء، وله مصنفات عدة في التفسير وعلوم القرآن، ومن آخرها موسوعة شاملة في الوجوه والنظائر طبعت في مجلدين..
ثم فجعنا به في جائحة كورونا.. والله المستعان..
رحم الله أبا خالد وجعل مثواه جنات النعيم..

#مناقشة رسالة دكتوراه الطالب: سلمان القحطاني

#مناقشة رسالة ابنتي حفظها الله وإياكم

#مناقشة رسالة دكتوراه الطالب: عبد السلام محمد السماعيل

سوف يتم نشر المناقشة على قناتي على اليوتيوب :

https://www.youtube.com/@Dr_Ahmad_Fares

رابط مباشر:

https://www.youtube.com/live/GKlmSpXY7Rk?feature=shared