اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم كن لهم ناصرا ومعينا، اللهم عليك بعدوك وعدوهم.
اللهم اغفر لنا تقصيرنا
الاقتصارُ في ذِكرِ المخلوقاتِ على هذه الأربعِ: (السَّموات، والأَرْض، والظُّلمات، والنُّور)، في قولِه تعالى: { خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ }، فيه تعريضٌ بإبطالِ عقائدِ كفَّارِ العربِ؛ فإنَّهم بين مُشرِكين، وصابئةٍ، ومجوسٍ، ونصارى، وكلُّهم قد أثبتوا آلهةً غيرَ الله؛ فالمشركونَ أثبتوا آلهةً من الأرضِ، والصابئةُ أثبتوا آلهةً من الكواكبِ السَّماويةِ، والنصارى أثبتوا إلهيَّةَ عيسى أو عيسى ومريمَ، وهما من الموجوداتِ الأرضيَّة، والمجوسُ- وهم المانويَّة- ألَّهوا النُّورَ والظُّلمة، فالنورُ إلهُ الخيرِ، والظُّلمةُ إلهُ الشرِّ عندهم؛ فأخبرَهم اللهُ تعالى أنَّه خالقُ السمَّواتِ والأرضِ- أي: بما فيهما- وجاعِلُ الظُّلماتِ والنُّورِ.

[ ابن عاشور ]
في قولِ اللهِ تعالى: { فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }
ذُكِرَ في الجوابِ سَعَةُ رَحْمَتِه تعالى، مع أنَّ المَحَلَّ مَحَلُّ عقوبةٍ؛ وذلك لمناسبةٍ حسنةٍ؛ أن يكونَ ذلك نفيًا للاغترارِ بِسَعَةِ رَحْمَتِه في الاجتراءِ على مَعْصِيَتِه، وذلك أبلَغُ في التهديدِ؛ فمعناه: لا تغْتَرُّوا بسَعَةِ رَحْمَتِه، فإنَّه مع ذلك لا يُرَدُّ عذابُه عنك.

[ فتح الرحمن ]
في قَولِه تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى }
إنَّما بَيَّنَ اللهُ سُبحانَه وتعالى أنَّه أعلَمُ بمَن ضَلَّ عن سَبيلِه، وبمَنِ اهتدَى؛ لفائدتَينِ:
الفائدةُ الأُولى: أنْ نَعلَمَ أنَّ ما وَقَعَ مِن الضَّلالِ والهدايةِ فهو صادِرٌ عن علمِ اللهِ تعالى، وبإرادتِه؛ إِذ لا يُمكِنُ أنْ يوجَدَ في خَلْقِه خِلافُ مَعلومِه تعالى.
الفائدةُ الثَّانيةُ: التَّحذيرُ مِن الضَّلالِ، والتَّرغيبُ في الاهتِداءِ، ما دام الإنسانُ يَعلَمُ أنَّ أيَّ عَمَلٍ صَدَرَ منه فعِلْمُه عندَ اللهِ فإنَّه سوف يَخشَى أنْ يَعصِيَ اللهَ، وسوف يَسعَى أنْ يُرضِيَ اللهَ عزَّ وجلَّ، كأنه يقولُ: إنْ ضَلَلْتَ فاللهُ أعلمُ بك، وإنِ اهتديتَ فاللهُ أعلمُ بك؛ فيَجزي الَّذين أساؤوا بما عَمِلوا، ويَجزي الَّذين أحسَنوا بالحُسنى

[ ابن عثيمين ]
إنَّ وُقوعَ الذَّنْبِ مع تَعَقُّبِه بالتَّوبةِ والاستِغفارِ لا يَقدَحُ في كَونِ الرَّجُلِ مِن المُقَرَّبينَ السَّابِقينَ ولا الأبرارِ، ولا يَلْحَقُه بذلك وعيدٌ في الآخرةِ، فضلًا عن أنْ يَجعلَه مِن الفُجَّارِ، وقد قال تعالى في عُمومِ وَصْفِ المؤمِنينَ: { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ }

[ شيخ الإسلام ابن تيمية ]
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
- رأيت كلاما للنووي إن كان كذلك فانتهى إن شاء الله أن يكون من أهل السنة، ولذلك يسكت عنه.
- أرجح أن يكون النووي قد تراجع وصار من أهل السنة.

- ومن القرائن التي تدل على رجوعه:
١- أن النووي كتب بخط يده كتاب الإبانة لابي الحسن وهو في المجمل اعتقاد أهل السنة، وهذا يدل على أنه يؤمن بها وإلا ما كان خصها، ولم نجده تعقبها أو استنكر شيئا فيها
٢- رسالة رجوعه وهي رسالة في كلام الله
٣- قول النووي في روضة الطالبين: لو قال كافر أشهد أن لا آله إلا الذي في السماء، أو الملك الذي في السماء لكان بذلك مؤمنا
٤- وغير ذلك من الأدلة، وكذلك أثبت النووي في كتابه العلو، أن النووي كتب الإبانة بخط يده.

هذا الكلام 👆 قاله بلسانه الشيخ عبدالرحمن دمشقية، الذي وقع في وحل الظلامي ابن ظلام، وصار اليوم يطعن في النووي ويصفه بأنه جهمي، ألستم أنتم من قلتم برجوعه ؟، ألستم من قلتم أن القول برجوعه قول قوي، وأنه يسكت عنه ؟


أما نحن فنقول كما قال علماء أهل السنة: النووي إمام له أخطاء ننبه عليها، ولا نتابعه فيها، ونعذره، ونتعامل معه بإنصاف وعدل، والعبرة بكثرة المحاسن، هكذا تعامل معه شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، والذهبي، ومحمد بن عبدالوهاب، وابن باز، وابن عثيمين، والألباني، ومشايخنا الذين تربينا على أيديهم، بل شيخنا المنجد الذي قلتم عنه (الإمام المجدد) يدافع عن النووي ويسقط من يناله بحرف.

وعلى طالب الحق أن يتأمل أمورا:
١- أن عناية النووي بكتاب الإبانة دون تعقب أو نقد، أمر يستحق التأمل، فالإبانة كتاب فيه إثبات صفات الله عز وجل، وكما قالوا هم لو كان لا يؤمن بها لما أولاها عناية لدرجة أن يكتبها بخط يده، بل ولم يتعرض لها بنقد أو اعتراض.

٢- أن النقولات عن النووي -كما ذكروا هم بلسانهم- كما في روضة الطالبين تسقط كذب الظلامي الأفاك الذي يدندن كل يوم أن النووي ينكر علو الله، وما أكذبهم وما أعظم جنايتهم، لكن من حرم الأدب وحرم العلم أي خير يرجى منه ؟

٣- أن الظلامي قال بلسانه وكتب بيده:
أن القول بتراجع النووي لعقيدة أهل السنة قول قوي.
وقال: النووي له كتاب يرد فيه على الأشاعرة
وقال: النووي يرى أن العقيدة الأشعرية باطلة من عشرين وجها.

وبعد كل هذا يخرج ليصف النووي بالتجهم، ويكفره ويطعن في أهل العلم ممن دافعوا عنه، ألست أنت قد دافعت عنه ؟، فسبحان من بيّن لك الحق ثم كتب ضلالك.

٤- من كلامكم مجتمعا نجد معناه أن القول بعدم رجوعه ضعيف وأن القول برجوعه قوي، ولو فرضنا أنه مجرد احتمال فيبقى السكوت عنه أولى من الكلام بجور وظلم، وسلفنا تعاملوا مع هذه الأمور بتقديم العذر للعالم، وتوضيح الخطأ الذي وقع فيه وعدم اتباعه عليه.
هكذا تعامل من أتى بعد النووي وهم سادة الأمة وأغير منا ومنك على دين الله، ووصولا لمشايخنا ومن ربونا وعلمونا.
لكن هذا الظلامي رغم ذلك ظل يكفر النووي، ولو طبقت قواعد التكفير لوجدته قد كفر الأمة لكنه لا ولن يصرح.

٥- أن الأمر ليس شخص النووي بل العلماء ككل، ومن أسقط العلماء أسقط الدين، وما النووي إلا باب جعلوه مدخلا، فطعنوا في أئمة كبار ولا يخفى عليكم ما قالوه عن ابي حنيفة، والنسائي، والذهبي، وابن العطار، وابن عثيمين، وابن باز والألباني، والفوزان، وغيرهم، وما كان هذا إلا بداية.


اللهم اهدهم، ورد من تبعهم للحق، ونجنا من الفتن، سلوا الله الثبات فقد رأيتم تقلب القلوب، وسلوه السلامة فالسلامة لا يعدلها شيء.

https://www.tg-me.com/قناة الشيخ مصطفى سيد الصرماني/com.elsarmani_official
{ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
أي: واللهُ عزَّ وجلَّ لا يُوفِّق للحقِّ الَّذين ظلموا أنفسَهم فتركوا الحقَّ بعدما عرَفوه، واتَّبعوا الباطل مع عِلمهم ببُطلانِه

[ انظر تفسير: ابن جرير، السعدي، ابن عثيمين ]
يُستفاد مِن قوله تعالى: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ }: أنَّ مَن ضلَّ عن بصيرةٍ، فإنَّه يَبعُد أن يُهْدَى، ومَن فَسقَ عن بصيرةٍ فإنَّه يبعُد أنَّ يكونَ من العدول.

[ الإمام ابن عثيمين ]
روي عن عن سفيان الثوري أنه قال: "ما رأيت للإنسان خيراً من أن يدخل جحرًا"، -يعني ينأى بنفسه عن الفتن-، وكان يقول: "لولا أن أُستذَل لسكنت بين قوم لا يعرفونني"
روي عن قتادة أنه قال: كان المؤمن لا يُرى إلا في ثلاثة مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها
قال الخطابي رحمه الله:
من مناقب العزلة: أنها خالعة عنك ربقة ذل الآمال، وقاطعة رق الأطماع، ومعيدة عز اليأس من الناس، فإن من صحبهم وكان فيهم ومعهم، لم يكد يخلو من أن يُحدِّث نفسَه بنوع من الطمع فيهم، إمَّا في مال، أو جاه، والطمع فقر حاضر، وذل صاغر.
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
قناة الشيخ مصطفى سيد الصرماني
كيف تستفيد أو تقرأ كتب شيخ الإسلام في العقيدة قال شيخنا العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله: "كلام شيخ الإسلام في الاعتقاد على درجات: ١-المختصر وهي على درجات في الاختصار ٢-المطول ٣-فتاوى مختصرة ٤-فتاوى مطولة. فطريق فهم كلام شيخ الإسلام أن تضبط المختصرات ومنها:…
استكمالا لضبط ودراسة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تحت إشراف الشيخ مصطفى بن سيد الصرماني، وبعد دراسة وضبط الواسطية، ثم الحموية، نبدأ قريبا في المرحلة الثالثة وهي ضبط ودراسة العقيدة التدمرية بإذن الله تعالى، بشرح شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك أطال الله مدته ومتعه بالعافية

الدراسة والشروط:
١- أن يكون الدارس قد درس شيئا من متون العقيدة ولو كان قد درس الواسطية ثم الحموية فهو الأكمل والأفضل.

٢-الاجتهاد والتحلي بآداب الطلب، والمتابعة مع الإجابة عن الأسئلة الأسبوعية والاختبار النهائي.

٣- الدراسة ثلاثة أوراد في الأسبوع مع أسئلة في نهاية الأسبوع واختبار نهائي بعد الانتهاء إن شاء الله

٤- بالمجموعة يخصص وقت للإجابة على أسئلتكم حول الكتاب وما فيه يجيب عليها الشيخ مصطفى

٥- إجازة رواية ودراية عند نهاية الكتاب

٦- مجلس سماع لتصح روايته سماعا عند نهاية الكتاب.

الاشتراك وموعد البدء: قريبا إن شاء الله
استدعاء بالإجازة (1).pdf
315.3 KB
قام فضيلة الأخ المكرم والشيخ الخلوق الشيخ مصعب مصطفى حيدر الدمشقي بهذا الاستدعاء واستجاز فيه من شيخنا المسند: محمد نور الدين بن محمد صالح الخطيب، وقد أجاز فيه الشيخ بعض القنوات وقد ادرج الشيخ مصعب قناتي هذه، فجزاه الله خيرا على إحسانه وزاده من فضله، وقد أجاز الشيخ وفقه الله لأعضاء القنوات المذكورة وأهلهم وذرياتهم وطلابهم.

مبارك لكم، وبارك الله في الأخ الشيخ مصعب وفي كل من يسعى لنفع غيره.
قال الله: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ }

- في قوله: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا }
استعظَم اللهُ كُفرَ القوم؛ لأنَّه حصل بعد خِصالٍ ثلاث؛ وهي: الإيمان، والشَّهادة بكون الرَّسول حقًّا، وبعدَ مجيءِ البيِّنات؛ فيكون الكفرُ بعدَ هذه الأشياء أقبحَ؛ لأنَّ مثلَ هذا الكفرِ يكون كالمعاندةِ والجحود
[ تفسير الرازي]

- في قوله تعالى: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ }، إشارةٌ إلى أنَّ الجزاء من جِنس العمل، فإنَّ هؤلاء لَمَّا ارتكبوا ثلاثَ جرائم، أو ثلاثةَ أمورٍ في كُفرهم، كان عليهم لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاس، ثلاثٌ بثلاثٍ
[ابن عثيمين]

- زلَّة العالم أقبحُ من زلَّة الجاهل؛ يُستفادُ ذلك من قوله: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ }
[الرازي]

- لَمَّا كان المقيمُ في الشدَّة قد تَنقُص شدَّتُه إذا طالتْ، نفَى ذلك بقوله: { لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ }
[البقاعي]
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
قال ابن حزم:
(لم أرَ لإبليس أَصْيَد ولا أَقْـبَح ولا أَحْمَق مِن كلمتين ألقاهما على أَلْسِنة دُعَاته:
إحداهما: اعتذار مَن أَسَاء بأنَّ فلانًا أَسَاء قبله.
والثَّانية: استسهال الإنسان أن يُسيء اليوم؛ لأنَّه قد أَسَاء أمس، أو أن يُسيء في وجهٍ ما؛ لأنَّه قد أَسَاء في غيره)
قال ابن القيم -في الفتور يصيب العبد-:
(تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم؛ رُجي له أن يعود خيرًا مما كان)
2024/04/29 05:55:32
Back to Top
HTML Embed Code: