Telegram Group Search
يا بهجة القلب ما للقلب عنك هوىً
وسلوة النفس لو تسطيع سلوانا
انسان عيني وما عيني بناظرة
سواك يا انسها في الناس انسانا
لم يزه الا بروض منك مربعنا
زهواً ولم يغن أنساً عنك مغنانا
لي بين صدغيك بستان زها زهرا
شيحاً ورنداً وقيصوماً وحوذانا
نرعى الخدود رياضاً منك مونقة
ونشرب الغنج من عينيك غدرانا
نقبِّل الكاس ثغراً منك مبتسماً
ونهصر الغصن قداً منك ريانا
وتنثني الريح تثني منك معتدلاً
باناً اذا ما تثنى اخجل البانا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما القَلبُ سالِمٌ
وَإِن ظَهَرَت مِنّي شَمائِلُ صاحِ
وَإِلّا فَما بالي وَلَم أَشهَدِ الوَغى
أَبيتُ كَأَنّي مُثقَلٌ بِجِراحِ
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِها
أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبا
فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّها
وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريبا
أَطَعنا رَبَّنا وَعَصاهُ قَومٌ
فَذُقنا طَعمَ طاعَتِنا وَذاقوا
فَمالَ بِنا الغَبيطُ بِجانِبَيهِ
عَلى أَرَكٍ وَمالَ بِنا أُفاقُ
كَأَنَّ جِيادَنا في رَعنِ زُمٍّ
جَرادٌ قَد أَطاعَ لَهُ الوَراقُ
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ
وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ
وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن
لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ
فَكَيفَ يُرَجّي المَرءُ دَهراً مُخَلَّداً
وَأَعمالُهُ عَمّا قَليلٍ تُحاسِبُه
أَلَم تَرَ لُقمانَ بنَ عادٍ تَتابَعَت
عَلَيهِ النُسورُ ثُمَّ غابَت كَواكِبُه
وَلِلصَعبِ أَسبابٌ تَجُلُّ خُطوبُها
أَقامَ زَماناً ثُمَّ بانَت مَطالِبُه
إِذا الصَعبُ ذو القَرنَينِ أَرخى لِوائَهُ
إِلى مالِكٍ ساماهُ قامَت نَوادِبُه
يَسيرُ بِوَجهِ الحَتفِ وَالعَيشُ جَمعُهُ
وَتَمضي عَلى وَجهِ البِلادِ كَتائِبُه
وفي عينيكِ ألقيتُ الأماني
وقلتُ الآن أصفح عن زماني
قضيت العمر أبحثُ عنكِ حلمًا
رأيتكِ مِن سنينِ في كياني
تركتُ القلب عندكِ دون خوفٍ
وأخشى أن يموت إذا أتاني
فأن سألوكِ يومًا عن فؤادي
وكيفَ يعيش مذهول الأماني؟
فقولي أن حبكِ كان لحنًا
كحلمٍ لاحَ في ليل الزمانِ
عشقتكِ ذات يومًا في ضياعي
وفي عينيكِ أصفح عن زماني.
‏في الصدرِ شوقٌ أداريهِ فَيفضحُني
شحوبُ وجهٍ عليه يَظهرُ الولَهِ
لو أنزل اللهُ أشواقي على جبلٍ
لزَلزلَ الحُبُّ أعلاهُ وأسفلهِ
جِنانٌ حَصَّلَت قَلبي فَما إِن فيهِ مِن باقِ
لَها الثُلثانِ مِن قَلبي وَثُلثا ثُلثِهِ الباقي
وَثُلثا ثُلثِ ما يَبقى وَثُلثُ الثُلثِ لِلساقي
فَتَبقى أَسهُمٌ سِتٌّ تُجَزّا بَينَ عُشّاقِ
ويَظنُ أنَّي قد أمِيلُ لِغيرهِ
‏إنَّي وقلبي بإِسمهِ مَكتوب
‏أنَا مَا شَرِبتُ الحُبَ إلا مَرَّةً
‏والكُل بَعدَك كأسُهُ مَسكوبُ
خُلِقتِ جَميلةً لِتُعذِبينا
‏و لسنا في غرامكِ مُجرِمينا
‏إذا كانَ الهَوى و الحبُّ عَيبًا
‏فكل مَعايبُ العُشاقِ فينا
‏و كم مجرمٍ قد نال عَفوًا
‏وأنتِ بدون ذنبٍ تَقتُلينا
جَمالك ذاهبٌ و الحبُّ أيضًا
‏سَنندَم إن صَددتي وتَندَمينا
خَلَطَ اللَهُ بِروحي روحَها
فَهُما في جَسَدي شَيءٌ أَحَد
فَهوَ يَحيا أَبَداً ما اِصطَحَبا
فَإِذا ما اِفتَرَقا ماتَ الجَسَد
طَلَّت بزِينَتِها والحُسنُ يَغمُرُها
مِن هَامَةِ الرَّأسِ حَتَّى أخمَصِ القَدَمِ
تَمشي بِفُستَانِها الأبَيضِ تُخبِرُنا
عن قِصَّةِ البَدرِ كَيفَ امتَازَ في الظُّلَمِ
نظرت فأقصدتِ الفؤادَ بسهمِها
‏ثم انثنَتْ نَحْوِي فكِدتُ أهيم
‏ويْلاهُ إنْ نَظَرتْ وإن هِيَ أعْرضتْ
‏وقْعُ السِّهام ونَزْعُهُنَّ أليم
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
أََرَدْتَ مَذَمَّتي فَأَجَدْتَ مَدْحي
بِحَمْدِ اللهِ ذَلكِ لا بِحَمْدِكْ
فَلا تَكُ وَاثِقاً أَبداً بِعَمْدٍ
فَقَدْ يَأْتي القَضاءُ بِضِدِّ عَمْدِكْ
تَطاوَلَ هذا اللَيلُ ما يَتَبَلَّجُ
وَأَعيَت غَواشي عَبرَتي ما تَفَرَّجُ
أَبيتُ كَئيباً لِلهُمومِ كَأَنَّما
خِلالَ ضُلوعي جَمرَةٌ تَتَوَهَّجُ
لي راتبٌ لم يرضَ عبدي به
داءٌ له الحرمانُ عندي دوا
والشيءُ مهما قلَّ مقدارُهُ
كان العطا والمنعُ فيه سوا
وإذا رأتْ عيناي عالي رتبةٍ
بلغ المعاليَ وَهْوَ غيرُ مهذبِ
قالت لي النفسُ العروفُ بفضلها
ما كان أولاني بهذا المنصبِ
فأقولُ يا نفسُ ارجعي وتأدَّبي
وثقي فما الحسدُ الذميمُ بمذهبي
هي سُنَّةُ الدنيا فَكَمْ مِنْ فاضلٍ
في الخاملين وكم تُرفِّع مِنْ غبي
2024/06/13 12:50:17
Back to Top
HTML Embed Code: