كانت لدي معلمة للقرآن الكريم حينما كنت طفلة في العاشرة من عمري تقريباً ... وقد سمعت منها أن الشيخ الكردي قد أجازها بالقرآن الكريم لكنها ردت الإجازة واستصغرت نفسها أن تكون حافظة لكتاب الله وهي لا تحفظ إلا عشرة أجزاء فقط وفق زعمها ... وحينها استهجنت كلامها ورفضها بعض الشيء وتعجبت ممن يرد هذه النعمة التي لا يحلم بها الإنسان من شيخ مثله ...
اليوم أجدني قد أجزت بفضل الله تعالى لكنني لا أعتبر نفسي حافظة له والله ... كلما مررت بسورة رأيتني نسيت بعضها أو أكثرها فأراجعها وأتفرغ لإتقانها ثم أعود لما كنت أحفظ فأجدني نسيت الباقي وهكذا ... لا يتم إتقان القرآن الكريم مهما بذلت وعملت واجتهدت وتبقى متشابهاته تدخل في بعضها البعض شئت أم أبيت .. حتى أعترف أخيراً بأنني لا أحفظ منه شيئاً وأخجل من نفسي كلما وجدتني نسيت سوره التي كنت أتقنها وهكذا دواليك هو شعور حقيقي وليس تواضعاً أو ما شاكل ذلك بل هو إحساس حقيقي بأنني ما حفظت أي شيء ولا أعلم متى تأتي اللحظة التي أسرد فيها القرآن من أول بسم الله في فاتحته إلى الناس في خاتمته دونما أي خطأ .. وحتى ولو حدث ذلك فلا أعلم كم سيبقى دون أن ينمحي ويزول مجدداً وأشعر باليأس لمجرد التفكير بهذا فأستسلم لله تعالى وتقديره وأوكل كل أمري إليه فقد أدركت تماماً معنى أن تكون حافظاً وغير حافظ في إن واحد .. أن يشير الناس إليك بالبنان ويتوجونك بأحلى التيجان وأنت تبصق على نفسك وتبكي حالك وهجرانك للقرآن وقسوتك ونسيانك لحروفه ومعانيه ... آه ثم آه ثم آه ... رباه كم نحن مقصرون في جنابك وكم أن القرآن يتفلت ولا يثبت ليشعرنا بحاجتنا المستمرة الأبدية إليه وإلى النهم منه ومن حروفه ... أستحضر هنا الآية التي تذكرني بأن حفظي ما هو إلا مجرد فضل من الله تعالى ومنة وكرم ورحمة ...
((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)) ... وفضل الله ورحمته هما الإيمان والقرآن على خلاف بين العلماء في الترتيب ...
أجل أجل ما هو إلا فضل وتكرم من الله تعالى وربنا وحده أعلم بكم سنذكر يوم القيامة ... عند الجنة بإذن الله تعالى حين يقال اقرأ وارتقِ ... 🌸
رباه لطفك ورحمتك فإنا لكَ محبون 🌸🌸🌸
مصداق هذا الكلام آية مررت بها هذه اللحظة وكأني أقرؤها لأول مرة سبحان الله في سورة الإسراء:
((ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً * إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليكَ كبيراً)).
يا الله ما أعظمك .. ما أرحمك .. ما أكرمك .. 🌸😭
قبل العيد بيومين كنت عائدة من دمشق وفي غمرة الزحام الخانق وتكدس الركاب رأيتني قد ركبت بجانبها في الباص المؤدي إلى بلدتنا الريفية .. امرأة بسيطة كحال بقية نساء الريف لكنها قوية وجريئة وصوتها عالٍ ذو خشونة كالرجال تخاطب السائق وكأنها رجل مثله ..
لفتني أنها تحمل بين ذراعيها أكثر من عشر أكياس جديدة ومنتفخة والظاهر أنها ثياب العيد .. تحمل كيساً فيسقط الآخر لكثرتها حتى وضعتها بين ساقيها وعلى المقعد الأمامي ...
يكسر حاجز الصمت بعض التعليقات التي تصدر ها هنا وهناك عن بعض المواقف التي تحصل أمامنا حتى يتحطم الجليد ونتحادث كالصديقات وأنزل معها من الباص حاملة لنصف أكياسها أساعدها وأعينها ..
من ضمن الأحاديث البسيطة التي قد يعدها البعض سخيفة وأعتبرها ذات قيمة حديثنا عن طقس العيد وكيف أنه سيكون بارداً إن شاء الله وعن غلاء الأسعار وعدم وجود التخفيضات واضطرارها لشراء الثياب الشتوية لأولادها في العيد عوضاً عن الصيفية .. ثم حديثنا عن نوعية الحقائب والمحل الأفضل الذي يملك كفالة بذلك ... ومن خلال تلك المحادثة التي استمرت ثواني معدودة تبين لي أنها امرأة ثلاثينية مخضرمة بالأسواق الدمشقية لا يغفل عنها محل ولا تشرد عنها "ماركة - علامة تجارية" تحفظ الأسواق والمحلات وكل كل شيء حرفياً وكأنها في السوق الدمشقي كل يوم ..

استثمرت الفرصة لأدعوها إلى المسجد القريب من بيتها فصدتني فوراً قبل أن أكمل كلامي رغم أنها محتشمة ظاهراً (حسب عاداتنا وتقاليدنا في مدينتنا) .. وتعللت برفض زوجها القاطع للخروج من المنزل والذهاب إلى المساجد والدروس والحلقات الدينية وصلوات التراويح والعيد وكل ما هنالك ...
ثم صارت تشتكي زوجها القاسي الذي حرمها إكمال تعليمها (على أساس أنها كانت مهتمة به أصلاً) وكيف أنه أجبرها على عدم الدراسة والتعلم وحفظ القرآن وهو أصلاً يسخر من معلمات القرآن إذ أنه قال لها في مرحلة الخطبة:
(تخيلي يا حبيبتي أني كنت أريد خطبة فتاة ولكني اكتشفت بأنها معلمة قرآن -بقرف واستهزاء- هل أريد أن أعود لبيتي فأجد امرأة في انتظاري أو أطفالاً يسمعون القرآن؟!)

قلت في نفسي:
حسناً ربما سيجد امرأة في انتظاره ولكنها امرأة فاشلة بكل شيء .. فاشلة بتعليم أطفاله .. فاشلة أخلاقياً إذ لا تعلم حقوقها وواجباتها فتقف عند حدود الله وتلتزم بما أمرها الله به .. فاشلة دينياً وربما لا تصلي (وطبعاً لا أتهم هذه المرأة بالتحديد فهي أفضل مني عند الله لا ريب ولكني أسخر من منطق ذاك الرجل) .. سيجد امرأة تجيد اختيار أفضل الثياب وتطبخ أجود الطعام لكنها راسبة في ألف باء وأساسيات التربية .. سيجد امرأة مسترجلة تجيد التحدث إلى الرجال وتفشل في تجويد سورة الفاتحة على الأقل ..! ربما سيجد امرأة لا يطمئن إن خرج عنها ولا يأتمنها في عرضه ...
وسيجد أطفالاً أيضاً معها ... أطفالاً فاشلين كأهلهم عاقين لوالديهم لا يستطيع شخص في الأرض ضبطهم مدخنين يكفرون في الساعة خمس مرات ويطلقون نساءهم في اليوم عشر تطليقات ... أطفالاً ليسوا كالأطفال في شيء جهلاً وتخلفاً وقلة نظافة وطهارة وسوء أخلاق وانعدام مروءة ..

فأطفال القرآن النجباء الطاهرون لا يروقون له والمرأة المتعلمة المتربية الملتزمة بشرع الله لا تناسبه طبعاً ولا ريب .. وهذه قاعدة ربانية حكيمة ((الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)) ... ❤️💜
سبق أن عملت بالتجارة والصناعة ولكنني وجدت الزراعة الأكثر متعة وتأملاً بخلق الله وتدبراً وتفكراً وإيماناً وتوكلاً وتبرؤاً من الحول والقوة والأكثر إشعاراُ بنعم الله تعالى وجزيل فضله وكرمه ...

إن سنحت لي الفرصة سأحكي تجربتي مع الزراعة قريباً بإذن الله تعالى ولكن أترككم اليوم مع بعض الصور من حديقة منزلنا

لا تنسوا التسبيح بحمد الله تعالى 🌸☺️
عند تأملي في حلويات العيد العربية وكيف أن أغلبها هو (المعمول) أي الطحين المعجون بالسمن والمحشو بالتمر لا الكعك ولا الحليب المطبوخ ولا ما سواه من الحلويات المشهورة والمعتمدة في بلادنا ..
ثم تذكرت أن زكاة الفطر هي صاع من غالب قوت البلد من شعير وتمر وقمح ورز .. لذا فأغلب الظن أن هذه العادة والتقليد قد بدأت منذ أن كان فقراء المسلمين يستقبلون صاعاً من كل مادة فارتأوا خلطها ببعضها لصنع هذه الحلوى اللذيذة والمميزة والتي تحمل طابع العيد الإسلامي تحديداً

فسبحان الله ❤️🌸
من أنقى مياه الأرض الطهور (الطاهر المطهر):

ماء دمع العينين بعد توبة نصوح ...
هو طاهر قد نبع من قلب طاهر صافٍ خالٍ من أدران الشرك والذنوب ..
ومطهر لبقايا الخطايا وآثار المعاصي والران المنطبع في القلب ورزايا الروح ووساوس الصدر ...

اللهم لا تحرمنا هذا الماء بقسوة قلوبنا 😞
قناة لكتب الأدعية والأذكار المأثورة
مفيدة في العشر الأخير ويوم عرفة
ولا تنسوا الدعاء لأختكم التي جمعتها

https://www.tg-me.com/doaaramadan2024
هذا أول صيف لي بالنقاب والكفين
منذ البداية يبدو الصيف قاسياً مؤلماً حارقاً خاصة أنه قد تزامن مع مرضي بالحمى وارتفاع حرارتي

ولكني كلما شعرت بالحر الشديد حمدت الله تعالى على فضله بستري وسألته أن يقيني بفضله ثم بصبري على حرارة النقاب وحمّاه أن يقيني حر جهنم ولظى نارها وحمى سعيرها

((.....وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ)) [التوبة - 81]
2024/06/12 18:42:08
Back to Top
HTML Embed Code: