Telegram Group & Telegram Channel
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،

أرادَ السلطان سليمان القانوني أن يهدم إحدى السرايا القديمة،
ويقيم واحدة جديدة مكانها،
فسأل عن أمهر مهندسٍ في البلاد،
فقالوا له: ليس لكَ إلا المهندس معمار سنان!
وبالفعل أرسل السلطان في طلب معمار،
وأخبره بما يريدُ منه أن يفعل بالضبط،
وقبل معمار سنان هذه المهمة ومضى في تنفيذها،
إلى هنا يبدو كل شيءٍ عادياً ومألوفاً!
ولكن ما هو غير عادي أن السلطان كان يُتابع كل صغيرة وكبيرة،
وقد لفتَ نظره أن معمار سنان عندما بدأ بهدم السرايا،
استخدم لها عمالاً غير الذين استخدمهم
حين بدأ ببناء السرايا الجديدة!
فأرسل في طلبه وقال له:
يا سيد معمار عندما كنت تهدم السرايا استخدمت عمالاً،
ثم استبدلتهم في البناء، لِمَ فعلتَ ذلك؟
فقال له معمار سنان: يا جلالة السلطان،
من يصلح للتدمير لا يصلح للبناء!

تأملها بعمقٍ يا صاحبي،
من يصلحُ للتدمير لا يصلحُ للبناء!
خذها قاعدة يا فتى!
من جرحكَ ليس هو الذي سيداويك،
لا تبحث عن دوائك حيث كان داؤك!
خُذْ جرحكَ إلى مكان قصيِّ بعيدًا عنه،
والذي أنزل لكَ دمعتكَ،
ليس هو الذي سيمسحها عن خدك!
اليد التي تصفعُ ليس هي التي تحضن!
والذي كسر خاطرك،
ليس هو الذي سيجبره،
كُفَّ عن إعطاء الناس فرصاً إضافية!
من النضج أن تصل إلى قناعة أنه لا خير يُرجى من بعضهم!

يا صاحبي،
لستُ أدعوك لأن تكون قاسياً،
تعرفُ جيداً أني أُحبُّ اللين والليّنين!
وأنه يأسرني المتسامحون الذين يعضّون على جراحهم ويغفرون!
كل ما في الأمر أني لا أريدك أن تكون ألعوبة بيد أحدهم،
ولا أضحوكة في فم يتذكر طيبتك،
فيحسبها سذاجة ويبتسم!
ما أريدكَ أن تفهمه،
أنَّ من أمِنَ الفِراق أساء الوصل،
وأن الذي يسيءُ إليكَ لأنه ضامن بقاءكَ،
عليكَ أن تشعره أن بإمكانك أن ترحل!

يا صاحبي،
كلنا نُخطئ ونسيء!
ونحن بحاجة إلى أن نغفر للآخرين أخطاءهم،
لنجد من يغفر لنا حين نُخطئ،
ولكن شتان بين خطأ عابر،
يتبعه بعد ذلك اعتذار وجبر وطبطبة،
وأن تصرفاً قبيحاً واحداً،
يجب أن لا يضيع في بحر كبير من تصرفاتٍ جيدة!
ما أردتُ قوله أن تحذر السيء على الدوام،
ذاك الذي يجرحك كل مرة،
ويختار أن يكسب الموقف ولو على حساب خاطرك،
ذاك الذي يؤمن في قرارة نفسه،
أنك ستعود إليه بعد أن تداوي جرحكَ،
وترمم كسركَ!
هذا عليكَ أن لا تدير ظهركَ له كل مرةٍ ريثما تهدأ،
وتعود إليه ليعاود هو مرةً أخرى،
هذا عليكَ أن تستدير مرةً وتنظر في وجهه،
وتقول له: لقد اكتفيتُ!

والسلام لقلبكَ



tg-me.com/yemenimkloot/97583
Create:
Last Update:

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،

أرادَ السلطان سليمان القانوني أن يهدم إحدى السرايا القديمة،
ويقيم واحدة جديدة مكانها،
فسأل عن أمهر مهندسٍ في البلاد،
فقالوا له: ليس لكَ إلا المهندس معمار سنان!
وبالفعل أرسل السلطان في طلب معمار،
وأخبره بما يريدُ منه أن يفعل بالضبط،
وقبل معمار سنان هذه المهمة ومضى في تنفيذها،
إلى هنا يبدو كل شيءٍ عادياً ومألوفاً!
ولكن ما هو غير عادي أن السلطان كان يُتابع كل صغيرة وكبيرة،
وقد لفتَ نظره أن معمار سنان عندما بدأ بهدم السرايا،
استخدم لها عمالاً غير الذين استخدمهم
حين بدأ ببناء السرايا الجديدة!
فأرسل في طلبه وقال له:
يا سيد معمار عندما كنت تهدم السرايا استخدمت عمالاً،
ثم استبدلتهم في البناء، لِمَ فعلتَ ذلك؟
فقال له معمار سنان: يا جلالة السلطان،
من يصلح للتدمير لا يصلح للبناء!

تأملها بعمقٍ يا صاحبي،
من يصلحُ للتدمير لا يصلحُ للبناء!
خذها قاعدة يا فتى!
من جرحكَ ليس هو الذي سيداويك،
لا تبحث عن دوائك حيث كان داؤك!
خُذْ جرحكَ إلى مكان قصيِّ بعيدًا عنه،
والذي أنزل لكَ دمعتكَ،
ليس هو الذي سيمسحها عن خدك!
اليد التي تصفعُ ليس هي التي تحضن!
والذي كسر خاطرك،
ليس هو الذي سيجبره،
كُفَّ عن إعطاء الناس فرصاً إضافية!
من النضج أن تصل إلى قناعة أنه لا خير يُرجى من بعضهم!

يا صاحبي،
لستُ أدعوك لأن تكون قاسياً،
تعرفُ جيداً أني أُحبُّ اللين والليّنين!
وأنه يأسرني المتسامحون الذين يعضّون على جراحهم ويغفرون!
كل ما في الأمر أني لا أريدك أن تكون ألعوبة بيد أحدهم،
ولا أضحوكة في فم يتذكر طيبتك،
فيحسبها سذاجة ويبتسم!
ما أريدكَ أن تفهمه،
أنَّ من أمِنَ الفِراق أساء الوصل،
وأن الذي يسيءُ إليكَ لأنه ضامن بقاءكَ،
عليكَ أن تشعره أن بإمكانك أن ترحل!

يا صاحبي،
كلنا نُخطئ ونسيء!
ونحن بحاجة إلى أن نغفر للآخرين أخطاءهم،
لنجد من يغفر لنا حين نُخطئ،
ولكن شتان بين خطأ عابر،
يتبعه بعد ذلك اعتذار وجبر وطبطبة،
وأن تصرفاً قبيحاً واحداً،
يجب أن لا يضيع في بحر كبير من تصرفاتٍ جيدة!
ما أردتُ قوله أن تحذر السيء على الدوام،
ذاك الذي يجرحك كل مرة،
ويختار أن يكسب الموقف ولو على حساب خاطرك،
ذاك الذي يؤمن في قرارة نفسه،
أنك ستعود إليه بعد أن تداوي جرحكَ،
وترمم كسركَ!
هذا عليكَ أن لا تدير ظهركَ له كل مرةٍ ريثما تهدأ،
وتعود إليه ليعاود هو مرةً أخرى،
هذا عليكَ أن تستدير مرةً وتنظر في وجهه،
وتقول له: لقد اكتفيتُ!

والسلام لقلبكَ

BY يمني مخلوط¶ 😎


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/yemenimkloot/97583

View MORE
Open in Telegram


يمني مخلوط¶ Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram hopes to raise $1bn with a convertible bond private placement

The super secure UAE-based Telegram messenger service, developed by Russian-born software icon Pavel Durov, is looking to raise $1bn through a bond placement to a limited number of investors from Russia, Europe, Asia and the Middle East, the Kommersant daily reported citing unnamed sources on February 18, 2021.The issue reportedly comprises exchange bonds that could be converted into equity in the messaging service that is currently 100% owned by Durov and his brother Nikolai.Kommersant reports that the price of the conversion would be at a 10% discount to a potential IPO should it happen within five years.The minimum bond placement is said to be set at $50mn, but could be lowered to $10mn. Five-year bonds could carry an annual coupon of 7-8%.

How Does Telegram Make Money?

Telegram is a free app and runs on donations. According to a blog on the telegram: We believe in fast and secure messaging that is also 100% free. Pavel Durov, who shares our vision, supplied Telegram with a generous donation, so we have quite enough money for the time being. If Telegram runs out, we will introduce non-essential paid options to support the infrastructure and finance developer salaries. But making profits will never be an end-goal for Telegram.

يمني مخلوط¶ from us


Telegram يمني مخلوط¶ 😎
FROM USA