Telegram Group Search
رأيت الفتى الذي يضع عبوة شواظ تحت الميركافا، فلم يبق منها ولم يذر..

إذا كنت تظن أن العبوةَ التي فعلت فاذكر إذن قولَ الزبير؛ ابن صفيّة رضي الله عنهما

حين برز من حصون خيبر رجل يُدعى ياسر
يطلب النزال وكان من أشد المقاتلين وأشرسهم..
فخرج له الزبير،
ولما بلغ الخبر أمه صفية، قالت: "يقتل ابني يا رسول الله"
فقال عليه الصلاة والسلام: "بل ابنك يقتله إن شاء الله."

فبارزه الزبير فقتله.

فكان رضي الله عنه إذا قيل له:
"والله إن كان سيفك يومئذ لصارما عضبا، قال: والله ما كان صارما، ولكني أَكرَهتُه."

فليس هو سلاح الفتى والسلاحُ في يد عدوّه أفتك، ولكنه قول الشاعر:

"وعادةُ النّصل أن يُزهى بجوهرهِ
وليس يعمل إلا في يديْ بطلِ"


بل والله هو الأصدق قوله تعالى: «فلمْ تقتُلوهم ولكنّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وما رميتَ إذ رَميتَ ولٰكنّ اللَّهَ رَمىٰ ۚ ولِيبليَ المؤمنينَ منه بلاءً حَسنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سميعٌ عَليم»
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إن بين التألّم والترنّم مناسبة يقتضيها الطّبع السليم، ويدركها السمعُ الحكيم.
يحدّثني قريبٌ عن أحد شيوخ الباكستان المجاهدين الذين لقيَهم، وكان الشيخ قضى في الجهاد اثنتَي عشرة سنة، وله أخ معه..

يقول:
كان أخي يركض في إثر عدوّه، فسقطت فوقه قذيفة فاستُشهد، وبلغني الخبر..
فكان أشدّ ما نزل عليّ من نازلة في تلك السنين، ومكثت في حزني على أخي ما الله به عليم، ولم أبرح حتى جاءني في المنام فسألته: كيف صنعت؟
فقال: والله ما أدري إلا أني كنتُ راكضا في الدنيا فإذا بشيء قد سقط مني، ثم نظرتُ فإذا بي أركض في الجنة
فلما التفتُّ وجدت الذي سقط مني هو جسدي..
وما زلتُ في الجنة راكضا.



يمكن للمخيّلة السينيمائية أن تصوّر هذا المشهد في الذهن تماما
بل رأيتُ كيف صنع الناس بالذكاء الاصطناعي تلك المشاهد، من صعود الروح ضاحكًا راكضًا في السماء على صورة الجسد المُلقىٰ في الأرض.

ليس ذاك محض خيال وتسلية ومواساة، وما هو من مخادعة العزاء والتصبير والمداراة
بل هو الحقّ الذي جاء به النبيّ المجاهد الشهيد عليه الصلاة والسلام..

استُشهد والد جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- في أُحد
فجعل جابر يكشف عن وجه أبيه ويبكي، فينهاه الناس ونبي الله لا ينهاه
ثم جاءت عمته فاطمة رضي الله عنها وأخذت تبكي
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
«تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تُظلّه بأجنحتها حتى رفعتموه.»

ثم جاء عليه الصلاة والسلام إلى جابر فقال:
«يا جابر ما لي أراك منكسرا؟..
أفلا أبشّرك بما لقي اللهُ به أباك؟
ما كلّم اللهُ أحدا قطّ إلا من وراء حجاب، وإنّ الله أحيا أباك فكلّمه كِفاحا، فقال: يا عبدي تمنّ عليّ أُعطِك، فقال: يا ربّ تُحييني فأُقتَل فيك ثانية…»
الحديث..

ثم نزل قوله تعالى: «ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتا بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزَقون»

وكأني بحمزة اليوم عبد الله؛ وكلٌّ كان راكضا في إثر عدوّه
وكأني بوائل اليومَ جابر؛ وكلٌّ يبكي شهيدَه
إلا أنه ليس فينا نبيّ الله يأتيه فيقول:

يا وائل ما لي أراك منكسرا..
أفلا أبشّرك؟
جنوب إفريقيا

«وهي أرضُ صدقٍ حتى يجعلَ الله لكم فرجًا مما أنتم فيه»

في لطيفةٍ من صحيح سيرة نبيّ العالمين، الذي جعل لأتباعه المسلمين في محكمة ملكٍ إفريقيّ نصرانيّ ملاذًا من الظلم والطغيان الذي شهدوه في بلادهم، فَهمٌ لهديه صلى الله عليه وسلم في استنصار من أقام موازين العدل والحق في أرضه.. وتأييده بما أمكن ولو أن كان بالدعاء..

خرج النجاشيّ في مواجهة بعض أبناء الأسرة المالكة الذين يبغون الفتنة وخلعه عن الحُكم..
فتصدى لهم النجاشي، وخرج الزبير بن العوام رضي الله عنه في مراقبة الخبر..

تصف أمّ سلمة رضي الله عنها أنفُسَ المسلمين آنذاك وتقول:
«والله ما عَلِمتُنا حَزِنّا حُزنا قط هو أشدّ منه؛ فَرَقا من أن يَظهر ذلك الملكُ عليه، فيأتي ملكٌ لا يَعرف مِن حقِّنا ما كان يَعرِفه، فجعلْنا ندعو الله ونستنصره للنجاشي.»

وظلّ المسلمون على تلك الأفئدة الفارغة يستنصرون الله له حتى ظهر لهم الزبير رضي الله عنه وهو يليح لهم بردائه فقال:
«أبشروا، فقد أَظهرَ اللهُ النجاشي.»

تقول أم سلمة:
«فوالله ما علمتُنا فرِحنا بشيءٍ قط فَرَحنا بظهور النجاشي.»

وقد صار هذا نحن اليوم، إذ قام هؤلاء الإفريقيّون بإرساء ميزانٍ للعدل والحق في الأرض التي خلت حتى ديار المسلمين منه، في مواجهة ظلمٍ وطغيانٍ فادحَين.. نستنصر الله لهم وندعوه ألا يظهر عليهم مَن لا يعرف من حقّنا ما يعرفونه..

ولئن أَظهرهم فما فرَحنا هناك بأقلّ من فرح الزبير رضي الله عنه وهو يليح للمسلمين بردائه.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
المقطع لمحمد جازي..

مؤذن الأذان الموحّد في محافظة إربد.
كان نبي الله عليه الصلاة والسلام يقول: يأتي زمانٌ يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملحُ في الماء؛ ممّا يرى من المنكر لا يستطيعُ تغييره.

أتأمل قول رسول الله عليه الصلاة والسلام إذ يذوب قلب المؤمن في (منكر)، ثم تزدحم في صدري خجلة أن كان ذوبان القلب في (إبادة إجرامية دموية للمسلمين)؛ فما تدري ماذا يكون فوق ذلك لنرى المؤمن في منزلة هي وراء ذوبان القلب!
وما تدري أهذا زماننا الذي حدّث عنه رسول الله! أم نحن في زمانٍ خلفه!

ثم أنظر إلى الناس.. ويُلجئني النظر إلى ما أكره من تصنيفهم ما بين راغبٍ بالعيش ربما اعتاد وراغبٍ عنه ربما ذاب قلبه..

هناك أشتِّت بعض ازدحام الخجلة وأحشد ازدحام الحيرة؛ ويا لحشدَين مُرَّين يتناوبان صدرًا وحيدا!
ويا للناس وقلوبٍ من أملاحٍ وأصلاد..

ويا لزماننا يا رسول الله!
"يريد الملوكُ مدى جعفرٍ
‏ولا يصنعون الذي يَصنعُ

‏وكيف ينالون غاياتهِ
‏وهم يَجمعون ولا يَجمعُ!"
وقفتُ على ُوسِيلَ أغرى سكونُها
وقوفي فزانت لي وكنتُ أَشينُها

تردِّدني بين الملامح كلما
‏تبغَّضَ جافيها تودَّدَ لينُها

‏كأنّي بها حسناءُ حيٍّ تيقّنت
‏من العِلقِ فالتذَّ الصدودَ يقينُها

‏وليست على دِينٍ فيمنعها الهوى
‏ولكن إذا تُهوى تَنبَّهَ دِينُها

حننتُ إليها من رجاء تفرُّقٍ
‏وقد يَستخفُّ النفسَ منها حنينُها

‏وقد يُعجِبُ الخالي تذكُّرُ نفسهِ
‏لياليَ تُبليها الدّنا وتُعينُها

هناك بممشاها إذ الدهرُ ساكنٌ
‏وبادٍ من الدنيا إليّ أمينُها

‏وإذ أَسعدَت حتى شَعرتُ لها شجًى
‏وما سامر الأشعار إلا حزينُها

‏تقاضت من التّذكار كلَّ قديمةٍ
‏كأنّ لها دَينًا وأنّي مَدينُها

‏وحان إلى لوسيلَ نشرٌ حسبتُه
‏ضمائرَ لن يُقضى إلى النَّشر حِينُها


- مارية الرفاعي.
"اللهم يا ناصر المستضعفين انصرنا، وخذ بنواصينا إلى الحق، واجعل لنا في كل غاشيةٍ من الفتنة رِدْءًا من السكينة، وفي كل داهمةٍ من البلاء دِرعًا من الصبر، وفي كل داجيةٍ من الشك عِلمًا من اليقين، وفي كل نازلةٍ من الفَزَع واقيةً من الثبات، وفي كل ناجمةٍ من الضلال نورًا من الهداية، ومع كل طائفٍ من الهوى رادعًا من العقل، وفي كل عارضٍ من الشبهة لائحًا من البرهان"

البشير الإبراهيمي | عيون البصائر ٤١
أيها المسلمون: عيدكم مبارك إذا أردتم، سعيد إذا استعددتم.
لا تظنوا أنَّ الدعاء وحده يردُّ الاعتداء، إنَّ مادة دعا يدعو، لا تنسخ مادة عدا يعدو، وإنما ينسخها أعدَّ يعدُّ، واستعدَّ يستعدُّ، فأعدوا واستعدوا تزدهر أعيادكم وتظهر أمجادكم.


- من خطبة العيد للشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله.


كل عام وأنتم بخير.
#إسماعيل_هنية

لمّا توفّي العباس رضي الله عنه، أعظم الناسُ في أنفسهم تعزيةَ ابنه عبد الله رضي الله عنه فيه، وأحجموا إجلالا له..

حتى قدم أعرابيّ عليه فأنشده:

«اصبر نكن بك صابرين وإنما
صبرُ الرعيّةِ عند صبر الراسِ

خيرٌ من العباس صبرُك بعدهُ
واللهُ خيرٌ منك للعباسِ»


فما وجدت العرب إذ ذاك عزاءً أحسن منه..

ولو أن لي سبيلا إلى قادتنا اليومَ في مصابهم لأنشدتهم ما أنشد هذا الأعرابي.


تقبّل الله آل هنية.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إلقاء: وليد الحاج علي.
Forwarded from بلاغةٌ. (عمّار البَعجاوي.)
إنّ أولى ما تقترحه القرائح، وأعلى ما تجنح إلى تحصيله الجوانح، ما يتيسّر به فهم كتاب الله المنزَل، ويتّضح به معنى حديث نبيّه المرسَل، وأصل ذلك علم الإعراب.

- ابن هشام الأنصاري في مقدّمة مغني اللبيب.
Forwarded from أيّوب|• (أيّوب عياصرة)
‏تداويتُ من جهد الصبابة بالنّوى
ومن قبلُ بالقرب الصُّراح وبالحَومِ

وبالحجّ والإعمار والصبرِ دونهم
وبالشّعر والسّير الطويل وبالصَّوم

وعالجتُ بالخلوات آهلةَ الحشا
وقاصرة الأيدي بطائلة النوم

بذاك ادّعَىٰ القومُ الشفاءَ ولم يكن
كأنّي لم أُخلَق على صفة القوم


°مارية الرفاعي
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
صلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وسلم تسليما كثيرا..

لا أَحبّ إليّ فيما يردني من تسجيلات شعري مما يُنشَد في جناب النبي الكريم وجواره، يكرّم بذاك سمعي وبصري والفؤاد.

فصلّى عليك اللهُ ما شاء شيئةً
وما غَضّ جفنًا للعيون وأطلقا
2024/04/29 08:07:53
Back to Top
HTML Embed Code: