tg-me.com/https3E/596
Last Update:
◉ حكم تخفيف الأنوار لتحصيل الخشوع في الصلاة؟
روى الخلال في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص(٨١) عن محمد بن إبراهيم عن قوم يجتمعون فيقرأ لهم القارئ قراءة حزينة، وربما أطفأوا السُّرُج، فقال [قال لي أحمد]: إن كان يقرأ قراءة أبي موسى فلا بأس”.
فتأمل كيف علَّق الإمام أحمد الأمر بخشوع القراءة وعدم تكلفها، ولم ير بأسًا في إطفاء السُّرج.
وقد ذكر أبو نُعيم في حلية الأولياء (١٠٤/٩) قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ، قال: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ الشَّافِعِي يَقُولُ: قَالَتْ أُمِّي: «رُبَّمَا قدمنا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ الْمِصْبَاحَ إِلَى بَيْنَ يَدَيِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ يَسْتَلْقِي، وَيَتَفَكَّرُ ثُمَّ ينَادِي: يَا جَارِيَةُ هَلُمِّي الْمِصْبَاحَ! فَتُقَدِّمُهُ وَيكْتَبُ مَا يَكْتُبُ ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعِيهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ: «مَا أَرَادَ بِرَدِّ الْمِصْبَاحِ» قال: (الظُّلْمَةُ أَجْلَى لِلْقَلْبِ!).
فانظر كيف جعل الإمام الشافعي للظلمة أثرًا في صفاء الفكر وجلاء القلب، فكيف إذا كان ذلك في مقام الصلاة والمناجاة؟! وتخفيف الضوء ليس غايةً في ذاته، لكنه وسيلة تعين على جمع القلب وإبعاده عن شواغل الحس، ليكون الحضور أتم والخشوع أعمق.
وتخفيف الإضاءة أثناء الصلاة إن كان ذلك أدعى لسكينة النفوس وحضور القلوب فلا حرج فيه، حيثُ يكون المسلم أحوج ما يكون إلى لحظة صفاء يتخفف فيها من شواغل الحس والضوضاء، وذلك يكون في المكان الذي للإنسان فيه ولاية أو انفراد، في مصلحة تقدر، وأحوال تعتبر.
فاللهم اجعل لنا نورًا في قلوبنا، وخشوعًا يورثنا حلاوة المناجاة، ومغفرةً تكتبُ لنا بها القبول والرضوان.
BY قناة د. عبداللطيف التويجري
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/https3E/596