tg-me.com/https3E/597
Last Update:
◉ المسك الذي يطيبُ به الوداع!
ها هو شهرك يتهيأ للرحيل، وأيامه المباركة توشك أن تُطوى، فمن أحسن فيه فليواصل إحسانه، ومن قصَّر فليجعل ختامه جبرًا لما فات، فإنَّ الأعمال بالخواتيم.
وإنَّ الاستغفار غيث القلوب، وبلسم الأرواح، يمحو الذنوب حتى لا يبقى لها أثر، ويجبر ما تخلَّل العمل من نقص أو زلل، يقول الحسن البصري: (أكثروا من الاستغفار، فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة)، ويقول لقمان الحكيم لابنه: (يا بني، عوِّد لسانك الاستغفار، فإن لله ساعاتٍ لا يُرَد فيها سائل).
وهكذا ينبغي أن يُختَم شهر رمضان بالاستغفار، فهو المسك الذي يطيب به الوداع، وقد كان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى يكتب إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر، فإنَّ الفطر طُهرةٌ للصائم من اللَّغو والرفث، والاستغفار يرقَّع ما تخرَّق من الصيام بالغفلة والتقصير، وكان يقول في كتابه إليه: «قولوا كما قال أبوكم آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقولوا كما قال نوح عليه السلام: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وكما قال موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} وكما قال ذو النون عليه السلام: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}».
فيا من أقبل على الله في هذا الشهر، وذاق حلاوة الطاعة، لا تجعل ختامه إلا بما يليق بجلاله، فالأيام الراحلة تشهد، والساعات الأخيرة تُكتب، فاستودعه عملًا صالحًا يسبقك إلى يوم العرض الأكبر، وودعه بتوبة نصوح، واستغفار يفتح لك به أبواب الرضوان، والعتق من النيران، أعاده اللهُ علينا وعليكم أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، ونحنُ في صحة وعافية، وأمن وإيمان.
وداعًا لشهر كان للقلب أنسَهُ
فيا ليتَهُ دومًا علينا يعوّدُ!
BY قناة د. عبداللطيف التويجري
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/https3E/597