Information about civil engineering

نحسب مباني ولا نبني حسابات

المقولة عنوان المقال تنسب إلى العالم الجليل الدكتور محمد هلال أستاذ الخرسانة المسلحة , رحمة الله عليه. هي عبارة عظيمة ولكني أشك إن بعض المهندسين يفهمها. بعض المهندسين يبرر الخطأ في الحسابات تحت مظلة هذه المقولة , وكأن العبارة تدعو إلى عدم وجود حسابات دقيقة ومعادلات سليمة يتم عليها التصميم , وده قمة الغباء الهندسي. من يفعل هذا لم يصمم مباني ويحللها ويعمل لها تفاصيل ويقدم نوتة حسابية وأسس التصميم. لأنه لو فعل هذا لعلم إن الحسابات الدقيقة والنموذج الكمبيوتري السليم من أهم الأشياء التي يتم على أساسها التصميم ومراجعته وإعتماده.

أما المقولة عنوان المقال فهي تقول ببساطة إننا كمهندسين ذوي خبرة من يفهم ويدخل النظام الإنشائي للحسابات , فنحن من يحدد إذا كانت العناصر مثبته كلياً أم تسمح بالدوران أم تسمح بالحركة , فنحن الذي نغذي البرامج بالأحمال وخصائص المواد فإذا أخطأنا المدخلات فسينتج عنها حسابات مشوهه غير سليمة , نحن من نشعر بالنتائج المنطقية للحسابات وعندما تشذ عن المألوف نعيد الحسابات للكشف عن الخطأ. من الخبرة والمعرفة بنبقى عارفين تقريباً المبنى أبعاده في حدود كام , والوصلات شكلها أزاي , والنظام الإنشائي وضعه أيه .. كل اللي ناقصنا حسابات "دقيقة" لعمل الأبعاد والتفاصيل النهائية. أما أن تكون المعادلات والحسابات خطأ وتقول إن ده معمول بالخبرة , فده الجهل بعينه.

كان معي مهندس شاطر في البرامج , وكان المطلوب تصميم المبنى بالكود الأمريكي , وكان معنا الكود الأمريكي ولكن بالوحدات الأنجليزية (باوند – إنش). لاحظت إن المهندس عمل تحويل الوحدات خطأ ..ضرب في 100 زيادة. وجرى الموديل وكله تمام بالنسبة له. ذهبت له وقلت له الكمرة الرئيسية بالدور الأرضي عليها عزوم أد أيه؟ جاب النتائج وقال لي: ثلاثة آلاف خمسمائة أربعة وأربعين متر-طن. قلت له معقولة 3544 م.طن يا باشمهندس؟ قال لي كبيرة صحيح , بس والله الحسابات سليمة وجايبه كده. قلتله أنت لو حسبت الكمرة "بسيطة الأرتكاز" مش هتجيب 2% من القيمة دي!! هنا لازم كان يراجع نفسه ولا يبنى حساباته الخاطئة. ده مجرد مثال بسيط لتطبيق المقولة.

للدكتور مجدي الشيخ

www.tg-me.com/us/telegram/com.civil1122/1452

1.9K viewsAug 27, 2024 at 13:55

نحسب مباني ولا نبني حسابات

المقولة عنوان المقال تنسب إلى العالم الجليل الدكتور محمد هلال أستاذ الخرسانة المسلحة , رحمة الله عليه. هي عبارة عظيمة ولكني أشك إن بعض المهندسين يفهمها. بعض المهندسين يبرر الخطأ في الحسابات تحت مظلة هذه المقولة , وكأن العبارة تدعو إلى عدم وجود حسابات دقيقة ومعادلات سليمة يتم عليها التصميم , وده قمة الغباء الهندسي. من يفعل هذا لم يصمم مباني ويحللها ويعمل لها تفاصيل ويقدم نوتة حسابية وأسس التصميم. لأنه لو فعل هذا لعلم إن الحسابات الدقيقة والنموذج الكمبيوتري السليم من أهم الأشياء التي يتم على أساسها التصميم ومراجعته وإعتماده.

أما المقولة عنوان المقال فهي تقول ببساطة إننا كمهندسين ذوي خبرة من يفهم ويدخل النظام الإنشائي للحسابات , فنحن من يحدد إذا كانت العناصر مثبته كلياً أم تسمح بالدوران أم تسمح بالحركة , فنحن الذي نغذي البرامج بالأحمال وخصائص المواد فإذا أخطأنا المدخلات فسينتج عنها حسابات مشوهه غير سليمة , نحن من نشعر بالنتائج المنطقية للحسابات وعندما تشذ عن المألوف نعيد الحسابات للكشف عن الخطأ. من الخبرة والمعرفة بنبقى عارفين تقريباً المبنى أبعاده في حدود كام , والوصلات شكلها أزاي , والنظام الإنشائي وضعه أيه .. كل اللي ناقصنا حسابات "دقيقة" لعمل الأبعاد والتفاصيل النهائية. أما أن تكون المعادلات والحسابات خطأ وتقول إن ده معمول بالخبرة , فده الجهل بعينه.

كان معي مهندس شاطر في البرامج , وكان المطلوب تصميم المبنى بالكود الأمريكي , وكان معنا الكود الأمريكي ولكن بالوحدات الأنجليزية (باوند – إنش). لاحظت إن المهندس عمل تحويل الوحدات خطأ ..ضرب في 100 زيادة. وجرى الموديل وكله تمام بالنسبة له. ذهبت له وقلت له الكمرة الرئيسية بالدور الأرضي عليها عزوم أد أيه؟ جاب النتائج وقال لي: ثلاثة آلاف خمسمائة أربعة وأربعين متر-طن. قلت له معقولة 3544 م.طن يا باشمهندس؟ قال لي كبيرة صحيح , بس والله الحسابات سليمة وجايبه كده. قلتله أنت لو حسبت الكمرة "بسيطة الأرتكاز" مش هتجيب 2% من القيمة دي!! هنا لازم كان يراجع نفسه ولا يبنى حساباته الخاطئة. ده مجرد مثال بسيط لتطبيق المقولة.

للدكتور مجدي الشيخ

BY Information about civil engineering