tg-me.com/https0hEO2N2jC8BhYmZi/1253
Last Update:
•• [القياس المُعتَبَر في العقيدة] ••
اعلم -أرشدك الله- أنه ليس في مباحث الاعتقاد قياس إلا أن يكون أحد اثنين: قياس تمثيل، أو قياس أولوية.
• فأما «قياس التَمثِيل»: فهو إلحاق النظير بالنظير بجامع العِلّة الواحدة في الحُكْم، وهذا وإن سَمّيناه قياساً فهو في حقيقة الأمر: حُكْمٌ بمُقتَضى النَّص العام.
☜ مثاله قول الدارمي رحمه الله في رَدِّه: «الزنادقة والجهمية أمرُهما واحد، ويرجعان إلى معنى واحد ومُرادٍ واحد، وليسَ قومٌ أشبه بقومٍ منهم -بعضهم ببعض- وإنما يُشَبَّه كل صنف وجنس بجنسهم وصنفهم، فقد كان ينزلُ بعض القرآنِ خاصاً في شيء فيكون عامّاً في مِثلِه وما أشبَهَه، فلم يَظهَر جهم وأصحاب جهم في زمن أصحاب رسول الله ﷺ وكبار التابعين فيُروى عنهم فيها أثر منصوص مُسَمّى، ولو كانوا بين أظهرهم مُظهرين آراءَهم لقُتِلُوا كما قَتَل علي رضي الله عنه الزنادقةَ التي ظهرت في عَصرِه» ①
...
• وأما «قياس الأَولَى»: فهو أن تكون دلالة المسكوت عنه أولى به في الحكم، وهذا دلالته دلالة نص، وهو ظاهر جدا، ومعناه المُطلَق في حق الله ﷻ، قال: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى﴾ [النحل: ٦٠]
☜ مثاله سؤال أبي رزين العقيلي رضي الله عنه النبي ﷺ في حديث الرؤية: «يا رسول الله، كيف ونحن مِلءُ الأرض وهو عز وجل شَخصٌ واحد؛ ينظُر إلينا وننظُر إليه؟!» فأجابه: «أُنبِئُك بمَثل ذلك في آلاءِ الله عز وجل: الشمس والقمر آيةٌ منه صغيرة، تَرونَهما ساعةً واحدة ويَريانِكُم، ولا تُضامون في رُؤيَتِهما، ولعَمر إلهِك لهو أقدر على أن يَراكُم وتَرونَه منهما أو مِن أن تَرونَهما ويَريانِكم ولا تُضامون في رُؤيَتِهما» ②
← وجه القياس: التبَس على أبي رزين رضي الله عنه رؤية الناس كلهم الله ﷻ في وقت واحد ومكان واحد مِن غير مشقة تكون بازدحام، فقاس له النبي ﷺ على ما يراه ويَعقِلُه، يقول: «إن كنتم ترون الشمس والقمر فوقكم في الدنيا مِن غير مشقة ولا ازدحام فمِن الأولى أنكم تقدرون على رؤية الله ﷻ يومئذ؛ لأنه أكبر وأعلى»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. الرد على الجهمية: (صـ١٨٣).
⑵. السنة لعبد الله: (صـ٥٢٤ ر١٠٩٧).
BY قَنَاةُ حَازِمٍ الْفَلَسْطِينِيِّ
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/https0hEO2N2jC8BhYmZi/1253