tg-me.com/https3E/635
Last Update:
◉ مراتب النفع بين الخلوة والجلوة!
من المعلوم أن مراتب الأعمال تتفاوت باختلاف أحوال المكلفين، وتنوع مقاصدهم، والعبادات القلبية القاصرة على النفس وما يلازمها من خلوة ومحاسبة ومناجاة؛ قد تكون في بعض الأحوال أرجح من النفع المتعدي إلى الغير، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في سياق نفيس، فقال:
(النفع المتعدي ليس أفضل مطلقًا؛ بل ينبغي للإنسان أن يكون له ساعات يُناجي فيها ربه، ويخلو فيها بنفسه ويحاسبها، ويكون فعله ذلك أفضل من اجتماعه بالناس ونفعهم، ولهذا كان خلوة الإنسان في الليل بربه أفضل من اجتماعه بالناس). [شرح العمدة ٦٥٠/٣]
فالموازنة بين العبادات المتعدية والقاصرة لا تُحسم بالإطلاق فحسب، بل يُرجع فيها إلى حال العبد، وإلى ما هو أولى به في وقته وظرفه وحاله، ومن هنا كانت العزلة في بعض المقامات أعظم أثرًا من المخالطة، والخلوة أرجح من الجلوة بحسب ما يثمره كل منهما من صلاح القلب وتحقق العبودية والاتباع كما قرره الإمام ابن تيمية سابقًا، والموفق من جعل لروحه وردًا في محراب الخفاء، كما جعل لجوارحه أثراً في ميدان العطاء.
BY قناة د. عبداللطيف التويجري
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/https3E/635