◉ فوائد الأمراض!

حدّث ابن القيم عن نفسه في كتابه (شفاء العليل) أنه أحصى ما للأمراض من فوائد وحكم، فزادت على [١٠٠] فائدة، ثم قال: (انتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض، أمر لا يحس به إلا من فيه حياة، فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها).

رزقنا الله وإياكم العافية واليقين.

‏◉ الزينة الباقية!

‏الزينة النافعة الدائمة الباقية هي زينة الإيمان والتقوى، إذا شملت القلب والجوارح، فإن أظهر التزيين بذلك ظاهرًا وقلبه فارغ: عاد ذلك عليه شينًا، كما قال بعضهم: من تزيين للناس بما يعلم الله منه خلافه شانه الله عز وجل.

‏| قاله ابن رجب، كما في مجموع رسائله (١/ ١٨٤).

‏◉ ليس من شرط المتقين ألا يقع منهم ذنب!

{قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي}

(الغيرة) من نجاحات الآخرين
التي تقتضي الحسد المذموم

تؤدي للقرار الخطأ
ويكون معه اعتداء غالباً

فاحذر من هذا الخلق الرَدِيءٌ

(قناة د. أحمد بن محمد الخليل العلمية) (www.tg-me.com/alkhalil_1)

◉ المتين!

من أسماء الله الحسنى (المتين) وقد جاء ذكره مرة واحدة في كتاب الله في قوله تعالى: ﴿إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾.
‏
قال ابن عباس فيما أخرجه ابن جرير الطبري وغيره: (المتين: الشديد) وقال بعضهم: (المتين: المتناهي في القوة والقدرة، فلا تتناقض قوته، ولا تضعف قدرته سبحانه وتعالى).

يكاد يتفق العقلاء أن ركائز أصول النعم تجتمع في الآتي:

‏١. الإيمان
‏٢. الأمان
٣. القناعة
٤. العافية

‏وأن من نعيم الدنيا المعجل توفرها لدى الإنسان، ومن اللطيف اجتماع الحديث عن جل هذه الأمور في «سورة النحل» الذي سماها قتادة وغيره بسورة «النِعم».

‏◉ أدعية كان يحافظ عليها ﷺ ويكررها عليه الصلاة والسلام:

‏١. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. [البخاري]

‏٢. يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. [الترمذي]

‏٣. اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملتُ، ومن شر ما لم أعمل. [مسلم]

‏٤. اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وقهر الرجال. [البخاري]

من لم يؤمن بلقاء ربه تعالى كانت الصلاة وغيرها من العبادات أشق شيء عليه، وفعلها من أشق الأمور على نفسه، والعكس صحيح:

‏﴿واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ۝ الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون﴾.

سلامةُ الصدر من الرياء والحسد والغش والحقد وتطهيرها من ذلك؛ أفضل من التطوع بأعمال الجوارح كما نص عليه ابن رجب وغيره، وإذا سَلِم صدرك من أمراض القلوب فأنت على خير عظيم، وتطهيرها من ذلك عمل فاضل تؤجر عليه، فهنيئاً لمن طهر قلبه وأصلح عمله.

‏◉ حكم تخفيف الصلاة لمن أمَّ في مسجد طريق أو مسجد سوق أو مسجد مشفىٰ ونحوها؟

‏ذكر الإمام ابن رجب في فتح الباري (٢١٧/٦) في شرحه لحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: «إن منكم منفرين، فأيكم مَا صلى بالناس فليتجوز؛ فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة».

‏قال: (في هذا الحديث: أن الإمام مأمور بالتخفيف خشية الإطالة عَلَى من خلفه؛ فإنه لا يخلو بعضهم من عذر كالضعيف والكبير وذي الحاجة، وهذا يدل عَلَى أن الأمر بالتخفيف إنما يتوجه إلى إمام يصلي فِي مسجد يغشاه النَّاس.

‏قال حَنْبل بن إِسْحَاق: قال أبو عَبْدالله –يعني: أحمد-: إذا كَانَ المسجد عَلَى قارعة الطريق أو طريق يسلك فالتخفيف أعجبُ إليَّ..).

‏ونقل هذا النص كذلك ابن القيم في بدائع الفوائد (٩٩٠/٣) ط. عطاءات العلم.

◉ كتاب (الرسالة) في عيون الإمام أحمد!

قال البيهقي في مناقب الشافعي(٢٣٤/١):

(أخبرنا محمد بن عبدالله الحافظ، قال: أخبرني محمد بن محمد المسَافِرِي، قال: حدثنا محمد بن المُنْذِر، قال:سمعت «عبدالملك بن عبدالحميد» يقول: قال لي «أحمد بن حنبل»: لم لا تنظر في كتب الشافعي؟ فقلت له: يا أبا عبدالله، نحن مشاغيل، قال: فكِتاب الرسالة فانظر فيها فإنها من أحسن كتبه).

وصَدَق من قال: "من أراد أن يصطبغ بصبغة فقهية متميزة فليقرأ للشافعي".

كثير العبادة، غزير الإفادة والاستفادة،
رحل إليه الحنابلة من الديار الشامية، والنواحي النجدية والأراضي المقدسة والضواحي البعلية، وتمثلوا بين يديه، وضربت الإبل آباطها إليه، وعقدت عليه الخناصر، وقال من حظي بنظره: هل من مفاخر؟ وكان جوادًا سخيًّا له مكارم دارَّة، وبشاشة سارَّة.

|| السفاريني متحدثًا عن شيخ الحنابلة في مصر (البهوتي) في كتابه خلاصة الأثر (٤٢٦:٤).

ومن اللطائف أن الشيخ منصور البُهوتي توفي سنة (١٠٥١هـ) وكانت ولادته على رأس الألف، فعمره يكون حينئذٍ (٥١) سنة كسنة وفاته رحمه الله ورفعه في الجنة في أعلى غرفاته.

◉ الوقت بين البركة والغبن!

كثيرٌ من الناس يشتكي من انسياب الوقت بين يديه كالسَّراب، لا يترك أثرًا ولا يورث نفعًا، حتى إنه يركض مع الزمن بلا جدوى!

بينما نشاهدُ آخرين قد مُنحوا بركةً في أوقاتهم، فإذا بهم في يوم واحد ينجزون ما لا ينجزه غيرهم في أيام.

فتأملتُ سرَّ هذه الظاهرة العجيبة، حتى وقعتُ على هذا النص النفيس للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين (٥٤٧/٣) حيثُ يقول:

«وإذا أراد اللهُ بالعبد خيرًا أعانَه بالوقت، وجعل وقتَه مساعدًا له.

وإذا أراد به شرًّا جعلَ وقتَه عليه، فكلّما أراد التّأهُّبَ للمسير لم يساعده الوقت.

والأول كلَّما همَّتْ نفسه بالقعود أقامه الوقت وساعده».

فعلمتُ حينها أن المسألة ليست مجرد إدارة للوقت فحسب، بل هي قبل ذلك عونٌ من الله وتوفيق، فمن أُكرم بهذه النعمة فليحمد الله تعالى، ومن حُرمها فليسأل مولاه أن يجعل وقته عونًا له لا عليه، فإنه متى بارك الله للعبد في وقته؛ انقلبت دقائقه إلى كنوز، وساعاته إلى منارات، وأيامه إلى بصمات..

نسأل الله الكريم أن يجعل أوقاتنا معمورةً بذكره، مباركةً بطاعته، وأن يهبنا توفيقًا يعانق أعمارنا، وبركةً تمتد في دقائقنا وساعاتنا.

◉ أدعية القرآن كاملة، وأدعية الصحيحين كاملة، مناسبة لعموم المسلمين في هذا الشهر الفضيل، وكذا لأئمة المساجد للقنوت ونحوه.

👇

◉ لماذا نحافظ على صلاة التراويح؟

مقصود صلاة التراويح قراءة القرآن فيها؛ ليسمع المسلمون كلام الله، فإن شهر رمضان فيه أنزل القرآن، قاله الإمام ابن تيمية.

إضافةً لأجر قيام ليلة، وتعاهد القلب بمواعظ القرآن، والانقطاع عن الدنيا بأعظم القربات والطاعات من صلاة وذكر ودعاء.

فهنيئًا للمحافظين عليها، وتقبل الله منَّا ومنكم.

النظم القرآني المعجز جرى على سنن العرب وأساليبهم، وقد استحضره السلف في فهمهم للآيات كما في أثر الحسن البصري الذي أخرجه الطبري في تفسيره عند قوله تعالى: ﴿فما أصبرهم على النار﴾.
‏قال: (والله ما لهم عليها من صبر، ولكن ما أجرأهم على النار!) وهو من أساليب العرب، ويُفهم منه التعجب الشديد من فعلهم.

◉ في قنوت الوتر:

استحب جمع من فقهاء الشافعية والحنابلة البدء في قنوت الوتر:

• بأثر الحسن بن علي رضي الله عنه: (اللهم اهدني فيمن هديت..إلخ).

• أو أثر عمر رضي الله عنه: (اللهم إنا نستعينك..إلخ).

وتعليل ذلك عندهم:

١. أنها هي الواردة في النصوص.
٢. أنه سبق ذكر الحمد في ذكر الرفع من الركوع.

ثم استحبوا الصلاة على النبي ﷺ فيه لفعل الصحابة رضي الله عنهم.