Telegram Group Search
من أعظم المصائب الحقيقة التي تواجهنا هي أن يموت الخوف من الله ونحن على نعيش في كون الله، أن تموت فطرتنا ووجلنا من الله ونحن على قيد الحياة، أن تموت مشاعرنا الإيمانية ونحن نتقلب في نعم الله ..


{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥)}.
من الآيات التي تؤثر في النفس وتجعلها تُفكر في مدى أثرها في الحياة قوله تعالى: {فما بكت عليهم السماءُ واﻷرض وما كانوا منظرين}

جاء عن الضحاك أنه قال: «تبكي على المؤمن الصالح معالمُه من الأرض، ومقرُّ عمله من السماء».

كم يهز هذا الأثر تقصيرنا وأحوالنا!
◉ إذا هُدم المسجد وبني من جديد هل يذهب أجر الباني الأول؟

إذا هُدم المسجد القديم وبني من جديد، فإن أجر الباني الأول كامل ولا ينقطع بتجديد المسجد، كما قررته اللجنة الدائمة، وهذا يزيل الإشكال عن كثير من المتبرعين الذي يتردد بالإذن بإعادة بناء المسجد من جديد من غيره خشية ذهاب الأجر.
من أبرز أسباب رجوع المرء إلى الذنب بعد التوبة: عودته لنفس البيئة التي تساعده على ارتكاب الذنب، مثل الصحبة التي يخالطهم، أو الموقع الذي يزوره.
‏كان من مواعظ إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى قوله: (من أراد التوبة فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة من كان يخالطه، وإلا لم ينل ما يريد).
‏◉ إياكم والسَّفَلة!

‏نصح الأبناء بجوامع الكلم كان من منهج السلف رحمهم الله تعالى، لأنه أدعى للحفظ والتأثير، وأعجبني في ذلك "وصية جامعة" من أنس بن مالك رضي الله عنه لبنيه حيث قال لهم: (يا بَنِيَّ! إياكم والسَّفَلة! قالوا: وما السَّفَلة؟ قال: (الذي لا يخاف الله عز وجل).

‏وصَدق رضي الله عنه، فإنهم إذا اقتربوا ممن يخاف الله تعالى أفلحوا.
استكثروا من الأصدقاء المؤمنين الصالحين فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}، قاله الإمام الحسن البصري.
زار ابنُ الجوزي محمدَ الحراني الأزجي يومًا، فأطال الجلوس عنده، ثم قال ابن الجوزي له: قد ثقَّلتُ عليك، فأجابه الأزجي:

‏ لئن سميتَ إبرامًا وثقلا
‏زيارات بهن رفعتَ قدري

‏فما أبرمتَ إلا حبل ودي
‏وما أثقلتَ إلا ظهر شكري

‏ما أجمل مجالس العلماء ولطافتهم وحسن رودهم، ومعرفة كل واحد منهما لقدر الآخر.
‏◉ أكثر من ثلاثة ملايين حسنة!

‏نقل عن ابن عباس أن عدد حروف القرآن: (٣٢٣,٦٧١) حرفًا، وهناك عدة أقوال أخرى عن عمر ومجاهد وعطاء.

وأكبر فائدة تستفيدها أيها المسلم من هذه الأقوال: أنك إذا ختمتَ القرآن يُرجى أن تكون حصلت على أكثر من: "ثلاثة ملايين حسنة"؛ بناءً على حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي ﷺ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الٓم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ».

‏فهنيئًا لأهل القرآن، وهنيئًا لمن داوم على ختم القرآن!
ليس شرطًا أن يكون الاستدلال بالنصوص الشرعية لدى بعضهم علامة اتباع وتعظيم، فأحيانًا يكون توظيفًا مغلوطًا لفحوى النص ودلالاته الصحيحة؛ لاعتقادات مسبقة وتصورات قديمة، ثم وظفت النصوص بعد ذلك لأجل هذه الاعتقادات المسبقة.
◉ القناعة!

رضاك عن نفسك وعدم تطلعك لأموال غيرك ودنياه، راحة وسكينة ونجاة أيضًا.

في قوله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} قال الحسن البصري: (تتمنى مال فلان ومال فلان، وما يُدريك لعل هلاكه في ذلك المال؟!).
من أجمل النداءات التي تُطمئن القلب وتُسعد الروح: النداءات الربانية العظيمة:

"يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبُك عَنَان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك ولا أُبالي".

تأملها: (غفرتُ لك ولا أُبالي).

ذنوب كثيرة تبلغ عنان السماء ثم تُغفر بسبب الاستغفار والتوبة.

حقًا.. ما أوسع رحمة الله!
◉ مع ابن تيمية ووالدته!

مِنْ أعظم ما يُقرأ في صفحاتِ الإمام ابن تيمية برُّه بوالدته، فلم يكنِ الاشتغال بأمر الناس شاغلًا له عنها، فعندما حبستْه الظروفُ عنِ المقامِ إليها، كتبَ لها رسالةً ينسابُ من رحيقِها البرُّ والتلطف؛ رسمها بقلبه قبل قلمه:

«مِنْ أَحْمَد بْنِ تَيْمِيَّة إلَى الْوَالِدَةِ السَّعِيدَةِ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَيْهَا بِنِعَمِهِ وَأَسْبَغَ عَلَيْهَا جَزِيلَ كَرَمِهِ وَجَعَلَهَا مِنْ خِيَارِ إمَائِهِ وَخَدَمِهِ. سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَإِنَّا نَحْمَدُ إلَيْكُمْ اللَّهَ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ..

تَعْلَمُونَ أَنَّ مُقَامَنَا السَّاعَةَ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ إنَّمَا هُوَ لِأُمُورِ ضَرُورِيَّةٍ مَتَى أَهْمَلْنَاهَا فَسَدَ عَلَيْنَا أَمْرُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا. وَلَسْنَا وَاَللَّهِ مُخْتَارِينَ لِلْبُعْدِ عَنْكُمْ وَلَوْ حَمَلَتْنَا الطُّيُورُ لَسِرْنَا إلَيْكُمْ وَلَكِنَّ الْغَائِبَ عُذْرُهُ مَعَهُ وَأَنْتُمْ لَوْ اطَّلَعْتُمْ عَلَى بَاطِنِ الْأُمُورِ فَإِنَّكُمْ - وَلِلَّهِ الْحَمْدُ - مَا تَخْتَارُونَ السَّاعَةَ إلَّا ذَلِكَ وَلَمْ نَعْزِمْ عَلَى الْمُقَامِ وَالِاسْتِيطَانِ شَهْرًا وَاحِدًا بَلْ كُلَّ يَوْمٍ نَسْتَخِيرُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ وَادْعُوا لَنَا بِالْخِيَرَةِ فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يَخِيرَ لَنَا وَلَكُمْ وَلِلْمُسْلِمِينَ مَا فِيهِ الْخِيَرَةُ فِي خَيْرٍ وَعَافِيَةٍ.

وَمَعَ هَذَا فَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ مِنْ أَبْوَابِ الْخَيْرِ وَالرَّحْمَةِ وَالْهِدَايَةِ وَالْبَرَكَةِ مَا لَمْ يَكُنْ يَخْطُرُ بِالْبَالِ وَلَا يَدُورُ فِي الْخَيَالِ وَنَحْنُ فِي كُلِّ وَقْتٍ مَهْمُومُونَ بِالسَّفَرِ مُسْتَخِيرُونَ اللَّهَ تعالى.

فَلَا يَظُنُّ الظَّانُّ أَنَا نُؤْثِرُ عَلَى قُرْبِكُمْ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا قَطُّ. بَلْ وَلَا نُؤْثِرُ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ مَا يَكُونُ قُرْبُكُمْ أَرْجَحَ مِنْهُ. وَلَكِنْ ثَمَّ أُمُورٌ كِبَارٌ نَخَافُ الضَّرَرَ الْخَاصَّ وَالْعَامَّ مِنْ إهْمَالِهَا. وَالشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ. وَالْمَطْلُوبُ كَثْرَةُ الدُّعَاءِ بِالْخِيَرَةِ..».

|| مجموع الفتاوى (٤٨/٢٨).
بعض الأشخاص غالبًا ما يَلبس النظارة السوداء في نظرته للأشياء؛ فيكبِّر الصغائر، ويُضخم الأمور، ولا يتفهم الرأي، ولا يعذر الناس، فيتعب نفسه ويتعب من حوله، ولو أحسن الظن لأراح واستراح، وأكثر العافية في التغافل.
ما حكم من يدعو على غيره عدوانًا وظلمًا؟

‏ج/ سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن رجل سُرق له مبلغ، فظن في أحد أولاده أنه هو أخذه، ثم صار يدعو عليه وهجره وهو بريء ولم يكن أخذ شيئًا، فهل يؤجر الولد بدعاء والده عليه؟

فأجاب: نعم إذا كان الولد مظلومًا فإنَّ الله يكفر عنه بما يظلمه ويؤجره على صبره، ويأثم من يدعو على غيره عدوانًا.

‏|| مجموع الفتاوى (٣٠٣:٣١).
◉ لكل نعمة حاسد!

النعم التي يفتح الله بها على العبد من المهم أن يشكرها العبد ولا يتحدث بها لأحد أبدًا إلا لمصلحة راجحة؛ لأنَّ لكل نعمة حاسد في الغالب.

وفي مثل هذا يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في نصٍّ ثمين جدًّا :

«ليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليه السلام: ﴿لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا﴾ الآية. وكم من صاحب قلب وجمعية وحال مع الله تعالى قد تحدث بها وأخبر بها؛ فسلبه إياها الأغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السِّر مع الله تعالى ولا يطلع عليه أحد، والقوم أعظم شيئًا كتمانًا لأحوالهم مع الله عزوجل، وما وهب الله من محبته والأنس به..».

|| مجموع الفتاوى (١٨:١٥).
الهدايا التي تُقَدَّم إلى الأطفال حديثي الولادة هل هي للأم أم الطفل؟

قد يُقال: إذا كانت هذه الهدايا مما يختص عادة بالمولود كملابسه ونحوها فهي مختصة به، وأمَّا إن كانت نقودًا ونحوها فهي للأم كما هو المشهور عُرفًا، وإن أعطيت باسم المولود.

وللشيخ العلامة ابن عثيمين قولاً مغايرًا وهو أن الهدايا التي تُهدى للمولود من أول ما يولد هي ملك له، والأم ليس لها ولاية على ولدها مع وجود أبيه، وعلى هذا فلا يحل لها أن تتصرف فيها إلا بإذن أبيه، أما إذا أذن فلا بأس، وسواء كان المولود بنتًا أو ابنًا، فالحق في المال للأب لا للأم، انتهى من سلسلة اللقاء المفتوح.
◉ ذكرى للعابدين!

من التعازي الجميلة لأهل البلاء ما قاله الإمام ابن كثير في قصة أيوب عليه السلام عند قوله تعالى: ﴿وذكرى للعابدين﴾ قال: (أي: وجعلناه في ذلك قدوة لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا، وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء، وله الحكمة البالغة في ذلك).
من الأهمية بمكان سؤال الله الثبات في اليوم والليلة كيف ورسولنا ﷺ كان يكثر من قول: «يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلبي على دينك» خاصة حين تشاهد الحق ظاهرًا وتجد بعض الناس يتنكب له ويتنصل عنه.
هنا تُدرك أن المسألة مسألة هداية وتوفيق وقبول، نسأل الله الثبات والقبول.
◉ ﴿ثم يتوبون من قريب..﴾!

الإصرار على المعاصي يجعل منها صفة راسخة في النفس، ومن ثم يصعب الإقلاع منها وإصلاحها، وقد قيل في مثل من يؤخر التوبة: كرجل حاول قلع شجرة فوجدها قوية، فقال أؤخرها سنة ثم أعود، فكلما بقيت ازدادت رسوخًا، وكلما طال عمره ازداد ضعفه.
2025/06/16 14:09:29
Back to Top
HTML Embed Code: