Telegram Group & Telegram Channel
69- تفاحة القلب! (٢)

أيها السادة..
سألبسُ اليوم شيئاً ما لبستُه من قبل!
ثوب غَزَلٍ عفيف.. وفيه خيوطٌ من ثوب النصح والوعظ!
لا تضحكوا إن لم أُحسِن الوصف، أو رأيتم الثوب لا يليق بي، أو أني لبستُه -خطأً- بالمقلوب!
فالبادئ يتعلم! والقصير يطول! والمقلوب يُقلَب!

أيَا سيدة القلب!
الخطاب لكِ، وكل من يقرأ هنا سينظر بصمتٍ فقط، وسيغُضون أبصارهم عنكِ.. فإياكِ أن تخجلي!

لا أدري متى ستقرئين هذا المقال؛ ربما اليوم! وربما لاحقاً، وربما حين نعقد قِراننا.. حين أجدكِ وأخبركِ أني قد كتبتُ إليكِ من قبل!

أعلم أنكِ في مكانٍ ما في هذا العالم، ربا تتناولين الغداء، أو تقرئين كتاباً، أو تغسلين الأطباق، أو تغُطين في نومٍ عميق!

لن أقطع عليكِ طعامكِ، ولا قراءتكِ، ولن أتسلل إلى المطبخ لأزعجك! ولكني سأوقظكِ من قيلولتكِ!
لتُنصِتين إليَّ بأذنيك وقلبكِ! ثم تُصلين العصر.

قبل كل شيء، أعتذرُ إليكِ في أني سأضع الكسرة تحت كل كاف خطاب أخاطبكِ بها.. لا تغضبي، فلستُ أتعمد كسركِ، ولكنها اللغة تخفضُ حروفاً وقلوباً وترفعُ آخرين!

ثم سأطلب منكِ شيئاً.. وإن كان ليس لي من أمركِ شيء، ولكنه لطفٌ منكِ إن فعلتيه.

أطلب منكِ الإعداد.. الإعداد للقادم.
لا تنشغلي بطِلاء وجهكِ بالمُستحضَرات، ولا تملئي هاتفكِ بصور الإنستغرام ومقاطع الفيديو.. ما هذا أريد، ولا هكذا تُبنَى البيوت!

املئي عقلكِ بما ينفعنا نحن الاثنان وأولادنا، فلن نبقى مهزومين ننجرف خلف كل تيار! ويلاطمنا كل موج!
لن نكترث لزخارف القول إن تزيَّن بها الباطل، ولن نلهث خلف سراب ماءٍ ما دام عندنا عين ماءٍ عذبةٍ نقية!

بل ستنضَجين وسأنضَج أنا، سنبدأ منذ الآن بغرس المعرفة؛ سنقرأ كثيراً، ونخوض التجارب، وننظر للحياة من منظور الطيور المُحلقة، بل أعلى قليلاً، لنرى المخبوء خلف الستار، ونرى ما يُحاكُ ضدنا، فنحذر ونُحَذِّر، ونلبس الدروع؛ لئلا تتناولنا سهام القوم!

لن أسمح لهم أن يفسدوكِ عليَّ، ولا أطفالنا، ولن نسمح لغُزاة الفكر أو بعض التقاليد التافهة أن تتحكم فينا.
سنخلع الربقة عن رقابنا، ولن يُقيدنا شيءٌ سوى الدين والفضيلة.

واملئي قلبكِ الكبير بالأمل والسلام، واغمريه بالصفح والعفو، وفرغيه من المُلهيات التافهة، وجهزي فيه مكاناً لي.. لا، ليس أي مكان! فلستُ أرضى ببقية الحب! ولا ذيول المجالِس!

أريد عرش القلب أو لا شيء دونه!
لا أريد حباً لأجل بقاء البيت والأولاد فقط! أو حباً تتظاهرين به أمام النساء!

أفسحي مكاني، وهيئِي العرش، فأنا قادمٌ عمَّا قريب.
ثم ستُفسِحين أنتِ وسأفسِح أنا للكائنات الصغيرة التي سنُنجِبها، لا بأس أن تعطيهم جميعهم حُجرة واحدة من قلبكِ.. واحدة فقط!

المهم أن نعد العُدَّة؛ فنحن في خضم حربٍ كبرى!
كل شيءٍ يدعونا للرذيلة والتمرد؛ الهواتف والمواقع وبعض الكتب وأكثر الروايات وأكثر قنوات التلفاز، بل حتى المحافِل والمجالِس!

لن ننعزل عن العالم لنعِش بسلام، ولن نهرب من الواقع؛ ولكنَّا سنبني عالماً خاصاً بنا محروساً بقلعة الشريعة، وسِمته الفضيلة، وحُراسه الأخلاق، وحديقته الأدب!
ثم سنخرج من عالمنا إلى عالمهم، لننشر غرسنا هناك.

لا عليكِ..
لا تخافي ولا تحزني..
سنشُد عضدينا ببعض، وستكون ظهورنا متكئة إلى بعضها، وستكونين عيني التي أرى بها، وسأكون كفكِ التي تحمِين بها عينيكِ من عواصف الدنيا.

لا بأس لكِ ببعض التفاهة والطفولة، في حياتنا المليئة بالإنجاز والتعلم.. ولكن لا تبالغي!
لا بأس بالطرافة والدعابة.. بل أنا سيد هذه الأمور، وسترين!
ولكنَّا لن نجعل حياتنا حياة مهزلة، تملؤها الغفلة والتفاهة! حياةً بهيمية تدور في نطاق الطعام والنوم والعمل والضحك!

بل حياة إنجازٍ وعطاء؛ تموت أجسادنا ولا تموت أفكارنا، التي سيحمل رايتها أبناؤنا من بعدنا، ليبقى ذِكرنا حسناً عند مَلَأ الأرض ومَلَأ السماء.

أيَا تفاحة القلب!
ستتعبين وسأتعب، وخاصةً في شبابنا، ولكن الأمر يستحق!
ما حياتنا؟ ستون أو سبعون عاماً؟ ما قيمتها؟!
نحن نعد العُدَّة لدار الخلود! الخلود للأبد!
نعدها للرحيل؛ فنحن في ضيافة، وسنذهب إلى دارنا قريباً.. فلنُحسِن المقام هنا ليحسُن لنا المقام هناك.

هل تقلقين أن أجد حوريات الجنة فأنساكِ؟!
أوَ لَم تعلمي أن نبينا ﷺ قد أخبر أن الزوجة في الآخرة أجمل من حوريات الجنة؟!
وأن النساء منزوعٌ عنهن الغَيرة من غيرهن من النساء والحوريات؟
ألم تقرئي هذا؟ لا عليكِ.. في فترة العُدَّة ستقرئين كل شيء عن الزواج في الأرض وفي الجنة.

أيَا سيدة القلب!
لا يغرنكِ الغَزَل الباهت، والتواصل الساذج، وقصص العاشقين والعاشقات! وأي عشقٍ هذا قبل اللقاء؟!

ترفَّعِي عنهم، واحفظي عَفاف قلبكِ، ونور عينيكِ، وكوني على العهد، فأنا قادم.. قادمٌ عمَّا قريب.

دمتِ بخير.

🖋️ محمد بن هيكل الأكحلي - ٢٨ شوال ١٤٤٥.

قناة بذرة وفكرة:
www.tg-me.com/ua/telegram/com.bethrahwafekrah



tg-me.com/bethrahwafekrah/481
Create:
Last Update:

69- تفاحة القلب! (٢)

أيها السادة..
سألبسُ اليوم شيئاً ما لبستُه من قبل!
ثوب غَزَلٍ عفيف.. وفيه خيوطٌ من ثوب النصح والوعظ!
لا تضحكوا إن لم أُحسِن الوصف، أو رأيتم الثوب لا يليق بي، أو أني لبستُه -خطأً- بالمقلوب!
فالبادئ يتعلم! والقصير يطول! والمقلوب يُقلَب!

أيَا سيدة القلب!
الخطاب لكِ، وكل من يقرأ هنا سينظر بصمتٍ فقط، وسيغُضون أبصارهم عنكِ.. فإياكِ أن تخجلي!

لا أدري متى ستقرئين هذا المقال؛ ربما اليوم! وربما لاحقاً، وربما حين نعقد قِراننا.. حين أجدكِ وأخبركِ أني قد كتبتُ إليكِ من قبل!

أعلم أنكِ في مكانٍ ما في هذا العالم، ربا تتناولين الغداء، أو تقرئين كتاباً، أو تغسلين الأطباق، أو تغُطين في نومٍ عميق!

لن أقطع عليكِ طعامكِ، ولا قراءتكِ، ولن أتسلل إلى المطبخ لأزعجك! ولكني سأوقظكِ من قيلولتكِ!
لتُنصِتين إليَّ بأذنيك وقلبكِ! ثم تُصلين العصر.

قبل كل شيء، أعتذرُ إليكِ في أني سأضع الكسرة تحت كل كاف خطاب أخاطبكِ بها.. لا تغضبي، فلستُ أتعمد كسركِ، ولكنها اللغة تخفضُ حروفاً وقلوباً وترفعُ آخرين!

ثم سأطلب منكِ شيئاً.. وإن كان ليس لي من أمركِ شيء، ولكنه لطفٌ منكِ إن فعلتيه.

أطلب منكِ الإعداد.. الإعداد للقادم.
لا تنشغلي بطِلاء وجهكِ بالمُستحضَرات، ولا تملئي هاتفكِ بصور الإنستغرام ومقاطع الفيديو.. ما هذا أريد، ولا هكذا تُبنَى البيوت!

املئي عقلكِ بما ينفعنا نحن الاثنان وأولادنا، فلن نبقى مهزومين ننجرف خلف كل تيار! ويلاطمنا كل موج!
لن نكترث لزخارف القول إن تزيَّن بها الباطل، ولن نلهث خلف سراب ماءٍ ما دام عندنا عين ماءٍ عذبةٍ نقية!

بل ستنضَجين وسأنضَج أنا، سنبدأ منذ الآن بغرس المعرفة؛ سنقرأ كثيراً، ونخوض التجارب، وننظر للحياة من منظور الطيور المُحلقة، بل أعلى قليلاً، لنرى المخبوء خلف الستار، ونرى ما يُحاكُ ضدنا، فنحذر ونُحَذِّر، ونلبس الدروع؛ لئلا تتناولنا سهام القوم!

لن أسمح لهم أن يفسدوكِ عليَّ، ولا أطفالنا، ولن نسمح لغُزاة الفكر أو بعض التقاليد التافهة أن تتحكم فينا.
سنخلع الربقة عن رقابنا، ولن يُقيدنا شيءٌ سوى الدين والفضيلة.

واملئي قلبكِ الكبير بالأمل والسلام، واغمريه بالصفح والعفو، وفرغيه من المُلهيات التافهة، وجهزي فيه مكاناً لي.. لا، ليس أي مكان! فلستُ أرضى ببقية الحب! ولا ذيول المجالِس!

أريد عرش القلب أو لا شيء دونه!
لا أريد حباً لأجل بقاء البيت والأولاد فقط! أو حباً تتظاهرين به أمام النساء!

أفسحي مكاني، وهيئِي العرش، فأنا قادمٌ عمَّا قريب.
ثم ستُفسِحين أنتِ وسأفسِح أنا للكائنات الصغيرة التي سنُنجِبها، لا بأس أن تعطيهم جميعهم حُجرة واحدة من قلبكِ.. واحدة فقط!

المهم أن نعد العُدَّة؛ فنحن في خضم حربٍ كبرى!
كل شيءٍ يدعونا للرذيلة والتمرد؛ الهواتف والمواقع وبعض الكتب وأكثر الروايات وأكثر قنوات التلفاز، بل حتى المحافِل والمجالِس!

لن ننعزل عن العالم لنعِش بسلام، ولن نهرب من الواقع؛ ولكنَّا سنبني عالماً خاصاً بنا محروساً بقلعة الشريعة، وسِمته الفضيلة، وحُراسه الأخلاق، وحديقته الأدب!
ثم سنخرج من عالمنا إلى عالمهم، لننشر غرسنا هناك.

لا عليكِ..
لا تخافي ولا تحزني..
سنشُد عضدينا ببعض، وستكون ظهورنا متكئة إلى بعضها، وستكونين عيني التي أرى بها، وسأكون كفكِ التي تحمِين بها عينيكِ من عواصف الدنيا.

لا بأس لكِ ببعض التفاهة والطفولة، في حياتنا المليئة بالإنجاز والتعلم.. ولكن لا تبالغي!
لا بأس بالطرافة والدعابة.. بل أنا سيد هذه الأمور، وسترين!
ولكنَّا لن نجعل حياتنا حياة مهزلة، تملؤها الغفلة والتفاهة! حياةً بهيمية تدور في نطاق الطعام والنوم والعمل والضحك!

بل حياة إنجازٍ وعطاء؛ تموت أجسادنا ولا تموت أفكارنا، التي سيحمل رايتها أبناؤنا من بعدنا، ليبقى ذِكرنا حسناً عند مَلَأ الأرض ومَلَأ السماء.

أيَا تفاحة القلب!
ستتعبين وسأتعب، وخاصةً في شبابنا، ولكن الأمر يستحق!
ما حياتنا؟ ستون أو سبعون عاماً؟ ما قيمتها؟!
نحن نعد العُدَّة لدار الخلود! الخلود للأبد!
نعدها للرحيل؛ فنحن في ضيافة، وسنذهب إلى دارنا قريباً.. فلنُحسِن المقام هنا ليحسُن لنا المقام هناك.

هل تقلقين أن أجد حوريات الجنة فأنساكِ؟!
أوَ لَم تعلمي أن نبينا ﷺ قد أخبر أن الزوجة في الآخرة أجمل من حوريات الجنة؟!
وأن النساء منزوعٌ عنهن الغَيرة من غيرهن من النساء والحوريات؟
ألم تقرئي هذا؟ لا عليكِ.. في فترة العُدَّة ستقرئين كل شيء عن الزواج في الأرض وفي الجنة.

أيَا سيدة القلب!
لا يغرنكِ الغَزَل الباهت، والتواصل الساذج، وقصص العاشقين والعاشقات! وأي عشقٍ هذا قبل اللقاء؟!

ترفَّعِي عنهم، واحفظي عَفاف قلبكِ، ونور عينيكِ، وكوني على العهد، فأنا قادم.. قادمٌ عمَّا قريب.

دمتِ بخير.

🖋️ محمد بن هيكل الأكحلي - ٢٨ شوال ١٤٤٥.

قناة بذرة وفكرة:
www.tg-me.com/ua/telegram/com.bethrahwafekrah

BY بذرة وفكرة


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/bethrahwafekrah/481

View MORE
Open in Telegram


telegram Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Launched in 2013, Telegram allows users to broadcast messages to a following via “channels”, or create public and private groups that are simple for others to access. Users can also send and receive large data files, including text and zip files, directly via the app.The platform said it has more than 500m active users, and topped 1bn downloads in August, according to data from SensorTower.

Dump Scam in Leaked Telegram Chat

A leaked Telegram discussion by 50 so-called crypto influencers has exposed the extraordinary steps they take in order to profit on the back off unsuspecting defi investors. According to a leaked screenshot of the chat, an elaborate plan to defraud defi investors using the worthless “$Few” tokens had been hatched. $Few tokens would be airdropped to some of the influencers who in turn promoted these to unsuspecting followers on Twitter.

telegram from ua


Telegram بذرة وفكرة
FROM USA