Telegram Group & Telegram Channel
ثورة الشَّـام..

يا شعارًا توارثته الأيدي التي لا تعرف الارتعاش، ويا اسمًا تاجر به كلَّ مترديةٍ وغشّاش، وراح يعزف أحلامه وأنغامه علىٰ دماء أهلكِ وجراحهم خلف الحدود، ويواري سوء طويته تحت شعار "أنا ثائر!"

أنتِ التي وُضِعتِ بفعل الجاهلين والمنتفعين علىٰ موائد اللئام، ومخابرات الملوك والحكَّام، أردتِ للعرب الحياة وأرادوا لكِ الهلاك، لا لشيءٍ فقط لأن أنَّات أهلك تحت جحيم الأسد باتت تزعج أسيادهم، وتكدِّر عليهم صفو أيامهم، وتعجل بتهديد عروش ملوكهم!

خذلوكِ "بكُلِّ ما يحمله الخذلان من بيان" وتركوكِ (المسلمين) لقطعان المجوس، وضباع الروس ليوغلوا بجسدكِ الطاهر الجراح، حتىٰ ما يبقىٰ فيه موضع شبرٍ إلَّا وفيه طريد أو شهيد أو أسير!

ليس بالغريب عنهم أبدًا خذلانهم اليوم لأقدس ملحمة ثارت غبارها في قِطاع غـزَّة، فهم قد خذلوا قبلها شامنا ويمننا وعراقنا وشيشاننا.. وباااات للعرب اليوم تاريخٌ زاخرٌ بالخذلان!

وما الكيان الحاليِّ في الشمال السوريِّ المحرر إلَّا امتدادٌ لهذا الخذلان، وغضبٌ خرج من رحم الآلام، فقد أدرك بنوه معنىٰ أن تُصنع نواة تجمع أهل الهمِّ والقضية الواحدة علىٰ الكليات في زمن يُحارب فيه المسلمون علىٰ الوجود واستبدالهم بالدخلاء ومجاهيل النسب من ضباع المجوس العابرة للحدود!

وعلىٰ ما يعتري هذا الاجتماع الجزئي "من نقصٍ وخلل" فهو مقدمة اجتماع كلِّي -بإذن الله- كنَّا وما زلنا نحن جسره وضحاياه نسأل الله القبول.

ومع تحقيق الاستمرار وتقويم المسير، وتسديد الرأي، وتكوين الوعي، وعدم الاكتفاء بالموجود والرضا بالحال وفتح الأبواب أمام كلِّ صادقٍ يريد خيرًا لدينه وأمته وقضيته سيرتقي بعون الله هذا المحرر لذروة الخير والفتح والنصر بإذن الله وما ذلك علىٰ الله بعزيز.

وحدهم المسوِّفون القابعون علىٰ شاشات حواسيبهم يحلمون بمجدٍ لا تجلبه الأحلام؛ وحدهم حينئذٍ سيقفون علىٰ قمم الحسرة يتجرعون الغصص، حيث أنهم كانوا بمواقفهم يهدمون ولا يبنون.. والتاريخ لن يرحم أبدًا، فالدماء الطاهرة تدفع بهذا الكيان لبر الأمان "ما دام أهله يوافقون أمر الله وسننه"، والدعوات الخفيَّة والنوايا الزكيَّة والهمم الفتية تحميه عند كل نازلة حتىٰ يقضي الله أمرًا كان مفعولا.

لذلك يا من تريد خيرًا بجِهَاد أهلك الكرام وثورتهم وتضحياتهم، ويا من خرجت طامعًا في منصبك ومنزلتك عند الله وفي جنته، قِف متأمِّلاً أحوال وأخبار الناس حولك، وكيف هاجت بهم الفتن وماجت، وتركتهم في خانة التمزيق والتفريق، واشكر الله أن اختارك وثبَّتك لتنكأ أعداؤه وتفرح أولياءه.. وهذا الفضل العظيم.

لسنا والله علىٰ عرش التمكين، ولا تحت راية الرشيد، وليست جيوشنا تحارب في وادي لكَّة تقصد باريس، ولا دمشق تنعم بعهد معاوية، ولا القدس بعهد صلاح!

نحن اليوم أمام منعطفٍ خطير، علىٰ أسوار محررنا تتربص بنا دول الاحتلال المتمثلة "بروسيا وإيران" يريدون منفذ ضعفٍ ليعبروا منه إلىٰ أعراضنا وأهلنا الذين تدرعوا بوعد الله ثم بنا!


ومن الداخل ترصد تفرقنا الأجندات والمخابرات، كل منهم يتسابق ليستورد لأهلنا المشاريع المعلبة التي صُنعت خلف أروقة المؤامرات الدوليَّة، والتي فيها من الذل والهوان والعبودية لغير الله ما فيها!

وللأسف استُغِلَّ البعض واستغفل الآخر بقصدٍ أو بجهل، وحملوا معاول الهدم ظنًّا منهم أنهم يتقنون البناء، فما أضيع العلم الذي لا يردع حملته عن اتباع خطوات الشيطان، والتي أظهرها "تفكيك المشروع" الذي كان نتاج تجاربٍ دفع ثمنها هذا الشعب المكلوم!


ولذا أعيذكم بالله أن تكونوا مفاتيح شر، وتهدموا بأيديكم تعب وتضحيات إخوانكم وأسلافكم، فيقول التاريخ عنكم "أضعتم مجدكم بجهلكم"، ورحتم تبكون علىٰ الأطلال مشروعًا لم تقفوا له كما يقف الرجال!

فقفوا لهذا اليوم موقفًا يشكره لكم من بعدكم، ويشملكم دعاء من يخلفكم بحمل الأمانة، فهذا المشروع ليس حكرًا علىٰ أحد لكنَّه أتىٰ بعد أن أخذ دوره الجميع، وملَّ هذا الشعب من التجارب التي لا ينتفع منها إلَّا الأعداء المتربصون وتجار الحروب المنتفعون.

والمشروع يسع الجميع طالما يجمعهم الصدق واليقين، وأبوابه مفتوحة لكلِّ من يحمل في قلبه هم قضيته؛ وحاشا لله أن يُسقِط عبدًا حمل همَّ دينه وأمَّته، ولكن سُنَّة الإستبدال بالمرصاد لكلِّ من يُكِنَّ في جوفه حظًا لنفسه وذاته علىٰ حساب جراح أهلنا وتضحياتهم ومعاناتهم، ومن يهن الله فما له من مكرم.

#الذكرى_الثالثة_عشر
#الثورة_السورية
#حمزة_السيف



tg-me.com/AlfuadAlelmea/22575
Create:
Last Update:

ثورة الشَّـام..

يا شعارًا توارثته الأيدي التي لا تعرف الارتعاش، ويا اسمًا تاجر به كلَّ مترديةٍ وغشّاش، وراح يعزف أحلامه وأنغامه علىٰ دماء أهلكِ وجراحهم خلف الحدود، ويواري سوء طويته تحت شعار "أنا ثائر!"

أنتِ التي وُضِعتِ بفعل الجاهلين والمنتفعين علىٰ موائد اللئام، ومخابرات الملوك والحكَّام، أردتِ للعرب الحياة وأرادوا لكِ الهلاك، لا لشيءٍ فقط لأن أنَّات أهلك تحت جحيم الأسد باتت تزعج أسيادهم، وتكدِّر عليهم صفو أيامهم، وتعجل بتهديد عروش ملوكهم!

خذلوكِ "بكُلِّ ما يحمله الخذلان من بيان" وتركوكِ (المسلمين) لقطعان المجوس، وضباع الروس ليوغلوا بجسدكِ الطاهر الجراح، حتىٰ ما يبقىٰ فيه موضع شبرٍ إلَّا وفيه طريد أو شهيد أو أسير!

ليس بالغريب عنهم أبدًا خذلانهم اليوم لأقدس ملحمة ثارت غبارها في قِطاع غـزَّة، فهم قد خذلوا قبلها شامنا ويمننا وعراقنا وشيشاننا.. وباااات للعرب اليوم تاريخٌ زاخرٌ بالخذلان!

وما الكيان الحاليِّ في الشمال السوريِّ المحرر إلَّا امتدادٌ لهذا الخذلان، وغضبٌ خرج من رحم الآلام، فقد أدرك بنوه معنىٰ أن تُصنع نواة تجمع أهل الهمِّ والقضية الواحدة علىٰ الكليات في زمن يُحارب فيه المسلمون علىٰ الوجود واستبدالهم بالدخلاء ومجاهيل النسب من ضباع المجوس العابرة للحدود!

وعلىٰ ما يعتري هذا الاجتماع الجزئي "من نقصٍ وخلل" فهو مقدمة اجتماع كلِّي -بإذن الله- كنَّا وما زلنا نحن جسره وضحاياه نسأل الله القبول.

ومع تحقيق الاستمرار وتقويم المسير، وتسديد الرأي، وتكوين الوعي، وعدم الاكتفاء بالموجود والرضا بالحال وفتح الأبواب أمام كلِّ صادقٍ يريد خيرًا لدينه وأمته وقضيته سيرتقي بعون الله هذا المحرر لذروة الخير والفتح والنصر بإذن الله وما ذلك علىٰ الله بعزيز.

وحدهم المسوِّفون القابعون علىٰ شاشات حواسيبهم يحلمون بمجدٍ لا تجلبه الأحلام؛ وحدهم حينئذٍ سيقفون علىٰ قمم الحسرة يتجرعون الغصص، حيث أنهم كانوا بمواقفهم يهدمون ولا يبنون.. والتاريخ لن يرحم أبدًا، فالدماء الطاهرة تدفع بهذا الكيان لبر الأمان "ما دام أهله يوافقون أمر الله وسننه"، والدعوات الخفيَّة والنوايا الزكيَّة والهمم الفتية تحميه عند كل نازلة حتىٰ يقضي الله أمرًا كان مفعولا.

لذلك يا من تريد خيرًا بجِهَاد أهلك الكرام وثورتهم وتضحياتهم، ويا من خرجت طامعًا في منصبك ومنزلتك عند الله وفي جنته، قِف متأمِّلاً أحوال وأخبار الناس حولك، وكيف هاجت بهم الفتن وماجت، وتركتهم في خانة التمزيق والتفريق، واشكر الله أن اختارك وثبَّتك لتنكأ أعداؤه وتفرح أولياءه.. وهذا الفضل العظيم.

لسنا والله علىٰ عرش التمكين، ولا تحت راية الرشيد، وليست جيوشنا تحارب في وادي لكَّة تقصد باريس، ولا دمشق تنعم بعهد معاوية، ولا القدس بعهد صلاح!

نحن اليوم أمام منعطفٍ خطير، علىٰ أسوار محررنا تتربص بنا دول الاحتلال المتمثلة "بروسيا وإيران" يريدون منفذ ضعفٍ ليعبروا منه إلىٰ أعراضنا وأهلنا الذين تدرعوا بوعد الله ثم بنا!


ومن الداخل ترصد تفرقنا الأجندات والمخابرات، كل منهم يتسابق ليستورد لأهلنا المشاريع المعلبة التي صُنعت خلف أروقة المؤامرات الدوليَّة، والتي فيها من الذل والهوان والعبودية لغير الله ما فيها!

وللأسف استُغِلَّ البعض واستغفل الآخر بقصدٍ أو بجهل، وحملوا معاول الهدم ظنًّا منهم أنهم يتقنون البناء، فما أضيع العلم الذي لا يردع حملته عن اتباع خطوات الشيطان، والتي أظهرها "تفكيك المشروع" الذي كان نتاج تجاربٍ دفع ثمنها هذا الشعب المكلوم!


ولذا أعيذكم بالله أن تكونوا مفاتيح شر، وتهدموا بأيديكم تعب وتضحيات إخوانكم وأسلافكم، فيقول التاريخ عنكم "أضعتم مجدكم بجهلكم"، ورحتم تبكون علىٰ الأطلال مشروعًا لم تقفوا له كما يقف الرجال!

فقفوا لهذا اليوم موقفًا يشكره لكم من بعدكم، ويشملكم دعاء من يخلفكم بحمل الأمانة، فهذا المشروع ليس حكرًا علىٰ أحد لكنَّه أتىٰ بعد أن أخذ دوره الجميع، وملَّ هذا الشعب من التجارب التي لا ينتفع منها إلَّا الأعداء المتربصون وتجار الحروب المنتفعون.

والمشروع يسع الجميع طالما يجمعهم الصدق واليقين، وأبوابه مفتوحة لكلِّ من يحمل في قلبه هم قضيته؛ وحاشا لله أن يُسقِط عبدًا حمل همَّ دينه وأمَّته، ولكن سُنَّة الإستبدال بالمرصاد لكلِّ من يُكِنَّ في جوفه حظًا لنفسه وذاته علىٰ حساب جراح أهلنا وتضحياتهم ومعاناتهم، ومن يهن الله فما له من مكرم.

#الذكرى_الثالثة_عشر
#الثورة_السورية
#حمزة_السيف

BY حَمْــــزَة..¹³




Share with your friend now:
tg-me.com/AlfuadAlelmea/22575

View MORE
Open in Telegram


حَمْــــزَة ¹³ Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram and Signal Havens for Right-Wing Extremists

Since the violent storming of Capitol Hill and subsequent ban of former U.S. President Donald Trump from Facebook and Twitter, the removal of Parler from Amazon’s servers, and the de-platforming of incendiary right-wing content, messaging services Telegram and Signal have seen a deluge of new users. In January alone, Telegram reported 90 million new accounts. Its founder, Pavel Durov, described this as “the largest digital migration in human history.” Signal reportedly doubled its user base to 40 million people and became the most downloaded app in 70 countries. The two services rely on encryption to protect the privacy of user communication, which has made them popular with protesters seeking to conceal their identities against repressive governments in places like Belarus, Hong Kong, and Iran. But the same encryption technology has also made them a favored communication tool for criminals and terrorist groups, including al Qaeda and the Islamic State.

Telegram is riding high, adding tens of million of users this year. Now the bill is coming due.Telegram is one of the few significant social-media challengers to Facebook Inc., FB -1.90% on a trajectory toward one billion users active each month by the end of 2022, up from roughly 550 million today.

حَمْــــزَة ¹³ from us


Telegram حَمْــــزَة..¹³
FROM USA