Telegram Group Search
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 106 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

أمام الموقد منذ عشر دقائق تقوم بتحضير الفطور قبل أن تذهب لتوقظ كلًا من "مراد" و "لمى".. و لكنها أثناء ذلك كانت مشغولة أيضًا بالتحدث إلى أمها عبر الهاتف ...
-يعني أدهم و سلاف في المالديف دلوقتي !؟؟ .. تساءلت "إيمان" مرةً أخرى مذهولة
جاء تأكيد أمها لمرة لا تُحصى حتى الآن :
-أيوة يابنتي. قلت لك مرات أخوكي حالتها كانت كرب خالص بسبب الإجهاض و المشاكل إللي كانت بينها و بين أدهم. خليها تفك عن نفسها شوية
-و أدهم رضي ؟ مش معقول. مش مصدقة !!
-و مايرضاش ليه بس. طب على فكرة هو من نفسه إللي حجز الرحلة و قالي أحضر لهم الشنط في ليلتها و مشيوا تاني يوم علطول !
ارتفع حاجبيّ "إيمان" أكثر من الدهشة، لقد طرأ تغيير ملحوظ حقًا في سياسة أخيها، أن يقبل بأشياء كان يرفضها بشدة، و لكن دهشتها لم تدوم طويلًا، لأنها تعرف كم يعشق زوجته، بالتأكيد سيفعل كل شيء ليرضيها و يسعدها، فهي بالأخص التي لا يطيق رؤيتها حزينة أو مكروبة كما قالت أمها ...
-ربنا يسعدهم و يعوضهم ! .. رددت "إيمان" بلا مبالاة الآن
دعمت "أمينة" تمنيات إبنتها بحرارةٍ :
-اللهم آمين يا رب. ربنا يهدي سلاف و يبرد قلبها. اليومين إللي فاتوا كانوا كرب بجد علينا. طول ما هي في الحالة دي أنا و أخوكي و العيال مكناش عارفين نعيش اليوم بيومه خالص. ربنا يرجعها مهدية البال و رايقة كده
تنهدت "إيمان" قائلة بفتورٍ :
-آه صحيح.انتي بقى يا ماما قاعدة بالعيال لوحدك ؟ بالتلاتة !؟
-أيوة يا إيمان. و فيها إيه يعني !
-مش تعب عليكي يا ماما. التلاتة مع بعض و بعيد عن الأم و الأب أكيد مش هايسكتوا ..
-ياستي على قلبي زي العسل. أهم حاجة عندي سعادة أدهم و راحته. انتي عارفة طول ما سلاف زعلانة هو كمان زعلان
-انتي هاتقوليلي. طول عمره يهمه زعلها !!
و انجرف عقل "إيمان" لذكرى طرد أخيها لزوجها الراحل "سيف" و هي برفقته، ذلك عندما أخبرته زوجته بتحرّش الأخير بها و محاولته إبتزازها ليقيم معها علاقة فاحشة، لا تنكر قذارة "سيف" في جميع الأحوال، لكن يخيفها تاثير "سلاف" على أخيها، فماذا لو وشت بها عنده ؟
-صباح الخير !
ابتهجت "إيمان" لسماع صوت "مراد" يمر من خلفها، تتبعته بناظريها إذ كان يسير تجاه الثلاجة و آثار النوم تبدو عليه، سارعت بإنهاء مع أمها :
-طيب يا ماما هاقفل معاكي دلوقتي. شوية و أكلمك.. سلام
و أقفلت معها، ثم استدارت نحو زوجها هاتفة :
-تعال هنا. العصير بتاعك جاهز أهو. لسا فريش !
و أشارت لدورق عصير البرتقال الذي قام باعتصاره للتو، أومأ "مراد" لها، لكنه مضى إلى طريقه المحدد كأنه يريد شيئًا بعينه
أمسكت هي بعصير البرتقال و سكبت لنفسها كوبًا، ثم استندت إلى منضدة المطبخ تراقب تحركاته مقابلها، إنه يتطلّع إليها بدوره، يقف أمام الثلاجة، أمسك بزجاجة من الماء، فتحها ثم شرب طويلًا و هو يمتصّها بعينيه من رأسها لأخمص قدميها
كانت تقف حافية، مثله، أنتهى من شرب المياه، أعاد الغطاء إلى الزجاجة و وضعها بالثلاجة ثانيةً، ثم سار ناحيتها مبتسمًا بعذوبةٍ ...
-لو سمحتي يا مُزّة ماتعرفيش ألاقي رف التوابل فين ؟ .. قالها "مراد" و هو يحاصرها الآن بين ذراعيه متكئًا بيديه على طرف المنضدة ذات السطح الرخامي
ضحكت "إيمان" على دعابته و هي ترفع الكوب عن فمها قائلة :
-و انت محتاج التوابل في إيه !؟
-يعني صاحي نفسي هفّاني على أومليت بالخضار و كمان العصير إللي في إيدك ...

-اتفضل !
رمقها بخبثٍ مغمغمًا :
-لا. ده.. مش بيتشرب كده !!
لم يفطن أحدهما للطفلة الصغيرة التي على ما يبدو أنهما قد نسياها مشغولين ببعضهما فقط !!
كانت ترمقهما بغضبٍ شديدة و دموع القهر ملء عينيها، هذا زوج أمها الذي تمقته كثيرًا، كيف يستأثر بأمها و هي تسعد معه إلى هذه الدرجة، بينما تظهر لها النفور و الإباء
تلك هي الحقيقة الواضحة للجميع و ليست لمجرد طفلة
أمها تحبه هو تكرهها هي
تحبه فقط ...
أغار صدر الصغيرة بالحقد، و لم تستطع أن تمسك عليها لسانها و هي تنادي فجأةً بمزيجٍ مختزن من الثورة و العصبية :
-مامـي !!!
انتفض كلاهما في نفس اللحظة، انسحب "مراد" محرجًا و تظاهر بالعبث بأدوات المطبخ، بينما قفزت "إيمان" من على المنضدة، غمرت وجهها حمرة غاضبة، و دفعها الخجل للصراخ على الطفلة بعصبيةٍ :
-إنتي مين قال لك تخرجي من أوضتك على هنا. مش أنا إللي بصحيكي. ما تردي يا بنت !!!
عبست "لمى" بشدة قائلة و هي ترمق أمها بغضبٍ مماثل :
-سمعت صوتك ف صحيت لوحدي !

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 107 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

كانت "إيمان" تستشيط بالفعل، خاصةً و هي تلاحظ محاكاة نظرات طفلتها بنظرات أبيها، انفعلت عليها و هي تشير لها :
-اتفضلي ارجعي على أوضتك. لما أخلص إللي في إيدي هانده لك. يـلا ...
تحرّكت الطفلة بنزقٍ مهرولة إلى غرفتها كما أمرتها أمها، و "إيمان" التي كانت ترتعش من شدة التوتر، لم تستجيب للمسة "مراد" اللطيفة و هو يأتي من خلفها ليقول بصوتٍ صلب :
-إيه إللي عملتيه ده يا إيمان. البنت ماتستاهلش منك العصبية دي كلها. هي عملت إيه يعني ؟ احنا إللي غلطانين. هي بقالها يومين و لسا بننسى إنها معانا في نفس البيت. لازم ناخد بالنا من تصرفاتنا !!
سحبت "إيمان" نفسًا عميقًا لعلها تهدئ نفسها.. ثم رفعت رأسها و واجهته ...
-أنا خايفة يا مراد ! .. تمتمت بيأسٍ لا يخلو من الرعب، و أردفت :
-مش قادرة أشوفها بنتي في كل الأوقات. ساعات لما ببصلها مش بشوف غير سيف. أنا خايفة تكرهني بالشكل ده !
تعاطف معها بشدة، أمسك بكتفيها و جاء أمامها مباشرةً، نظر داخل عينيها و قال بهدوء :
-لازم تتعلمي. لازم تفرقي بينها و بينه. لمى مش سيف. لمى بنتك. بنتك انتي. سيف خلاص ماعادش له وجود. مش ممكن أذى منه يطولك. و لا من غيره أنا مش هاسمح. سمعاني ؟
أومأت له مذعنة، فابتسم بتكلّفٍ و استطرد :
-أوكي. انتي دلوقتي هاتطلعي تصالحي لمى و تاخدي بخاطرها و تنزلوا عشان نفطر سوا. و بعدين احنا مش عايزين أي جو مكهرب في البيت إنهاردة. ماما و بابا و معاهم نازلي هانم جايين يزورونا لأول مرة.. لازم نبان في أحسن صورة قصادهم
ابتسمت له مؤيدة كلامه، و تحفزت أكثر للاستعجال من أجل التحضيرات للعزيمة، ما زال النهار بطوله أمامها، و قد ألقى على عاتقها تحضير سفرة عامرة لتنال اعجاب والديّ زوجها و جدته !
.
.
وقفت تجلي بقيّة الصحون بذهنٍ شارد، رغم إنها ليست مضطرة للقيام بهذا، فهناك مغسلة مخصوصة تقوم بذلك عنها، لكنها كانت بحاجة لعملٍ تلهي نفسها حتى لا تتذكر تفاصيل النهار المؤرقة لعقلها و نفسيتها !
والديّ زوجها، جدته، لقد غادروا قبل ساعةٍ فقط، و لا زالت تستعرض أمام عينيها ما يضايقها حقًا، لا زال السيد "محمود" غير راضيًا عن زواج إبنه منها، ظهر ذلك في طريقته الجافة معه و معها، بالأخص في جملته التي قالها قبل المغادرة مباشرةً : "المرة الجاية نيجي نبارك في حفيدنا. شدي حيلك بس يا.. عروسة!" !!!
شعرت حينها بأن قلبها تفتت لمليون قطعة، بالكاد أمسكت دموعها، حتى خالتها بدت منزعجة كثيرًا من الوضع، إنها خالتها !
كيف تكون هكذا معها !؟
كانت لتتفهم لو أنها تزوجت من غريبٍ، و لكن، أمه.. إنها شقيقة والدتها، إنهما من دمٍ واحد، إنها في مقام أمها، كيف ؟
الوحيدة التي أبدت لها القليل من العطف هي الجدة "نازلي".. إنها امرأة مدهشة
جميلة حتى و هي في هذا العمر، طيّبة، حنونة، لم تجرحها بكلمة أو بنظرة حتى، و قد أثنت على طعامها و شكلها، لا تعلم لولا دعمها هي و "مراد" ماذا كان سيحدث لها بحلول الآن !!؟
-إيمي !
وقع الصحن الزجاجي من يديها في الحوض لحظة إتيان صوته من خلفها، أمسك "مراد" بكتفيها باللحظة التالية و تمتم بلطفٍ يطمئنها :
-إيه يا حبيبي ماتتخضيش. ده أنا ..
سمعها تتنهد بقوةٍ، ثم تطرق برأسها و هي تستند بيديها إلى الحافة الرخامية، كان يعي بالضبط ما يحدث معها، لذلك بقي يلازمها، مد يده مغلقًا صنبور المياه، ثم أدارها في مقابلته، لف ذراعه حول خصرها و بيده الحرة رفع ذقنها ليجعلها تنظر إليه ...
-ممكن أعرف إيه الحالة دي ؟ .. تمتم بصوتٍ خافت و هو يأبى قطع إتصالهما البصري لحظةً واحدة
أحسّت "إيمان" بتردد أنفاسه الدافئة على بشرتها، مع شعورها بيداه تلمسانها، كان هذا الاحتواء أكثر من كافٍ ليشجعها على التحدث إليه.. ففتحت فمها و صارحته بحزنٍ بَيّن :
-زي ما قلت لك يا مراد. جوازي منك لسا مش مقبول بالنسبة لباباك و خالتي. احساسي كان في محله ..
عبس قائلًا بجدية :
-بصرف النظر عن إيه إللي خلّاكي تقولي كده. أيًّا كان السبب. لازم تعرفي حاجة واحدة بس. أنا راجل راشد. مش معنى إن امي و ابويا موجودين إنهم يتحكموا فيا و في حياتي. أنا اختارتك. أنا إللي هاعيش معاكي عمري الجاي كله. زي ما انتي قررتي تبدأي معايا من جديد و سيبتي حياتك إللي فاتت كلها أنا كمان قررت زيك. مايهمكيش من حد. أي حد مش عاجبه دي مشكلته. أنا و انتي لبعض. انا و انتي بس بنتشارك الحياة دي. أمي و أبويا شوية و هايرجعوا مكان ما جم.. فهماني يا إيمان ؟

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 108 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

أومأت له و قد رقت نظرتها الدامعة، راح يمسّد على خدّها هامسًا بحنان :
-أنا دلوقتي مش عايزك تفكري أي حاجة سلبية. إحنا كويسين. أنا و انتي سوا و معانا لمى. بكرة هايبقى أحسن.. عارفة انتي هاتبقي كويسة إمتى يا إيمان ؟
نظرت له بتساؤلٍ و قد ملأها الفضول، ليبتسم و هو يدنو لاثمًا شفتها العلية و يغمغم :
-لما نخاوي لمى ! لما تخافي مني بيبي مش بس هاينسيكي الماضي. ده هاينسيكي اسمك من مسؤوليته هو و أخته !!
نجح أخيرًا بانتزاع تلك الضحكة الملعلة منها، اتسعت ابتسامته و هو يرى نتيجة جهوده تثمر أمامه، أخذ يراقبها بحبورٍ و قد انتبه مجددًا لذلك الرداء المنزلي الذي ترتديه منذ مجيئ والديه و جدته
-بس انتي تعبتي إنهاردة أوي ! .. قالها ماسحًا على رأسها :
-من حقك ترتاحي بعد المجهود ده. يلا تعالي معايا على الأوضة ..
و أمسك بيدها، لكنها قبضت على كفه مستوقفة إيّاه :
-لسا عندي شغل هنا. و هاوضب الغدا بتاع بكرة
أنهى "مراد" النقاش بصرامةٍ :
-سيبي كل حاجة. أنا بكرة هاكلم عم رضا البواب يخلّي مراته تيجي تنظف لك. و لو على على الغدا نطلبه من برا أو نخرج ناكل برا. مش هاتعملي أي حاجة تاني الليلة دي أو بكرة خلاص انتهى !
أذعنت "إيمان" لرغبته مبتسمة، هذا الدلال و الاهتمام اللذان يصبّهما عليها صبًّا منذ زواجهما، إنها حقًا ممتنّة ...

_

الصغيرة التي جافاها النوم بسبب ظلال الأشجار المتراقصة على حائط غرفتها الخاصة، لم تتمكن من الاستلقاء براحةٍ، كانت بحاجة ماسّة إلى أمها، فقفزت من سريرها بلا ترددٍ و ركضت عبر الردهة الطويلة لتصل إلى الغرفة التي تتشاركها أمها مع زوجها الجديد ...
كانت ستدق الباب، لكنها تصنّمت بمكانها و هي تستمع إلى ضحكات الأخيرة، بدت لها سعيدة، من مجرد صوت ضحكها، تمامًا كما كانت في الصباح عندما نزلت من غرفتها و شاهدتها مع "مراد" في المطبخ و كأنه يدغدغها كطفلةٍ
ربطت "لمى" الفعل الذي هي مقدمة عليه بنتيجة فعلتها في الصباح، إذا قامت بازعاجهما الآن ستغضب أمها من جديد و ستصرخ عليها، لذلك لم تفعل، تراجعت "لمى" و الدموع ملء عينيها، جمعت كل مخاوفها و حزنها و انطلقت تجري إلى الأسفل، أضاءت غرفة المعيشة و شغّلت التلفاز على الرسوم المتحرّكة، ثم اندسّت في الأريكة ضامة ساقيها القصيرين إلى صدرها و هي تبكي في هدوءٍ
حتى لمحت بالصدفة هاتف والدتها الخلوي، لم تتردد و هي تمد يديها لتاخذه من فوق الطاولة أمامها، فتحته بسهولةٍ و نقرت على لوحة المفاتيح رقم جدتها، وضعت الهاتف على أذنها و دموعها تجري على خدّيها، لم تنتظر طويلًا حتى برز صوت الجدة ...
-السلام عليكوا. مين !؟
-تيتة راجية ! .. خرج صوت الصغيرة مختنقًا بالبكاء :
-أنا. أنا لمى !
.
.
استيقظت في الصباح يملؤها النشاط و البهجة، على عكس زوجها الذي ما زال يغطّ في نومٍ عميق، يعتمد على الأيام القليلة المتبقيّة من عطلة شهر العسل، يحاول الاستمتاع قدر استطاعته بكل شيء، بالراحة و بزوجته و حتى بـ"لمى".. الصغيرة التي يعتبرها ابنته من الآن فصاعدًا ...
-مراد ! .. همست "إيمان"
-حبيبي. اصحى يا مراد. بقينا الظهر ماينفعش كده !!
أخيرًا بدأ يتململ و هو يغمغم بكسلٍ :
-سبيني شوية بس يا إيمان. نص ساعة كمان
إيمان باستنكار : نص ساعة إيه. بقولك بقينا الظهر. قوم يا مراااد ..
تأفف "مراد" دافنًا وجهه في الوسادة :
-خلاص قمت. قمت يا إيمان !
أومأت له مبتسمة و هي تقوم من السرير متئزرة بروبها القصير :
-برافو. شاطر يا حبيبي.. أنا هاروح أصحي لمى. تكون دخلت انت خلصت الشاور بتاعك عشان أخد بتاعي و ألحق أعلمكوا فطار. يـلاااا يا مراد !
و سحبت الغطاء من فوقه، فشتم و هو ينقلب ليقذفها بالوسادة، قهقهت ضاحكة و هي تفر من أمامه ...
توّجهت إلى غرفة صغيرتها، و قد حرصت على الظهور أمامها بوجهٍ صافٍ و ابتسامة حلوة، لا تعمد إلى مراضاتها اليوم و بذل بعض الجهد حتى تنسى اساءتها إليها البارحة، بعد تشجيعٍ من زوجها و توجيه، بدأت تدرك بالفعل قدر أهمية طفلتها بالنسبة لها، و إنها الكنز الحقيقي لرحلة حياتها، لا يمكن أن يعوضها أحد عنها، صغيرتها، قطعةً منها
أمسكت "إيمان" بمقبض باب الغرفة و أدارته، ثم ولجت على الفور، لتتجمّد بمكانها و قد تلاشت الابتسامة عن وجهها، ذلك عندما رأت سرير الفتاة فارغًا، تقدّمت للداخل باحثة بعينيها في كل مكانٍ، حتى ركعت فوق الأرض تفتش تحت السرير و بداخل البيت العصير الذي أشتراه "مراد" من أجلها ضمن كومة الألعاب المختفلة، لكن لا شيء ! لا جود للصغيرة لقد اختفت ببساطة
- مرااااد !
*
🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 109 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

عادا إلى الوطن أخيرًا، بعد قضاء ثلاثة أيام على جُزر العشق، عادا ليس كما غادرا، كانت ممسكة بيده، تشبك أصابعها في أصابعه و هما يعبران بوابات المطار، و كانت ممتنّة لأن سيارة مخصوصة كانت بانتظارهما، فتولّى السائق أمر القيادة، بينما جلسا في المقعد الخلفي متلاصقين، تضع يدها في ذراعه و لا زالت يدها الأخرى تشتبك في يده، تسند رأسها إلى كتفه راسمة على ثغرها ابتسامةٍ صافية
كانت سعيدة للغاية، تكاد تجزم أن لا أحد على هذه البسيطة يحظى بالسعادة التي تلفّها، لقد تم إنقاذ زواجها، نجح حبيبها بتآجيج العلاقة و إعادة الأمور إلى نِصابها ؛
سرعان ما وصلا إلى البيت، و لم تستطع "سلاف" إلا أن تنسلخ عن زوجها الآن، كانت روحها تسبقها إلى صغارها، فور أن توقفت السيارة أمام البيت نزلت منطلقة إلى الداخل تتبعه نظرات "أدهم" الفرحة، نادى البواب ليعاونه في حمل الحقائب، ثم لحق بزوجته .
-وحشتوني. وحشتوني أوي! .. صاحت "سلاف" و هي تنهال على الثلاثة أحضانًا و تقبيلًا كلها ممتزجة بدموع الشوق
كانت تجثو أمامهم وسط مدخل الشقة، حال الصغار لا يختلف عن حالها، و كأنها بالنسبة لهم الهواء و الحياة، تقاتلوا على البقاء بأحضانها، فأخذتهم ثلاثتهم و قعدت بهم هكذا
جلجلت ضحكة "أدهم" ما إن ولج إلى شقة أمه و رأى هذا المشهد، ألقى التحية على أمه أولًا، ترك الحقائب جانبًا و اقترب ليحتضن أمه و يقبّلها، ثم إلتفت نحو زوجته و أولاده هاتفًا :
-طيب على فكرة أنا كمان بابا. مافيش بوسة و حضن ليا أنا كمان !!؟
و لم يؤتي كلامه أيّ صدى، بقي الصغار بحضن أمهم، فهز "أدهم" رأسه مرددًا بدعابة :
-مخلّف عيال ندلة صحيح. ماشي يا روح أمك منك له. لينا شقة تلمنا !
علا صوت "أمينة" من ورائه بحبورٍ :
-انتوا إنهاردة مش طالعين من عندي. آ اعملوا حسابكوا. الليلة دي بيات معايا. كلكوا !
بعد قليل إنفصلت "سلاف" بصعوبةٍ عن صغارها، ذهبت إلى الغرفة الخاصة بها و بزوجها في شقة عمتها، أرادت أن تبدّل ملابسها، فأبى الصغار أن يتركوها و تبعوها إلى هناك مثل فراخ البطة ...
تضاحكا كلًا من "أدهم" و "أمينة" و علّقت بسرورٍ :
-ربنا ما يحرمكوا من بعض يا حبيبي و يحفظلكوا ولادكوا يا رب
ردد "أدهم" و الراحة تغمره أخيرًا :
-اللهم آمين. مش مصدق إن العيال دول طلعوا متعلّقين بأمهم كده. ده محدش فيهم عبّرني !!
ضحكت "أمينة" قائلة :
-يا حبيبي مش قصدهم. أصل انت مش فاهم. أمهم بتقعد في وشهم طول الليل و النهار. ف متعلّقين بيها. لكن انت أغلب اليوم بتكون في شغلك و مش بتلحق تقعد معاهم غير يوم اجازتك ! .. و أردفت بجديةٍ :
- و هو ده على فكرة سبب المشكلة بينك و بين مراتك. الفترة الأخيرة كنت مهمل في بيتك أوي يا أدهم. كله كان شغل شغل !!
تنهد "أدهم و قال معترفًا :
-أيوة يا أمي معاكي حق. بس أنا خلاص هاضبط أموري من هنا و رايح. الأيام إللي فاتت كانت صعبة علينا كلنا. على سلاف و عليا و على الولاد. و عليكي انتي كمان. مش عارف أوفيكي حقك. انتي تعبتي معانا أوي. و كفاية شيلتي مسؤلية 3 أطفال لوحدك و احنا غايبين ..
عاتبته : عيب يابني. الكلام ده تقوله لواحدة غريبة. أنا أمك يا أدهم. خلّي بالك من كلامك !
ابتسم لها و أمسك برأسها يقربها إليه ليطبع قبلة على جبهتها، ثم قال :
-الله يحفظ لينا. و يقدرني أرد جزء من فضلك عليا ! و استطرد بفضولٍ مرح :
-بس صحيح العيال ماتعبوكيش. دي سلاف نفسها مابتقدرش عليهم مع بعض !
قهقهت "أمينة" و جاوبته باستخفافٍ :
-يابني سلاف دي لسا عيّلة زيهم. دي يدوب داخلة على 25 سنة ماعندهاش خبرة. أنا بقى إللي ربيّتك و ربّيت اخواتك و ولادهم. مش هقدر على ولادك !؟
-سلاف لسا صغيرة أوي فعلًا ! .. تمتم "أدهم" ممعنًا في جملتها :
-لسا صغيرة بالنسبة لي !!
كان يفكر الآن بفارق السن بينهما، كان هاجسه منذ تزوج بها، رغم إنه ليسا كبيرًا إلى هذا الحد، لا يزال ثلاثينيًا، بأواخر الثلاثينات، لكنه دائمًا يخشى أن يأتي الوقت الذي تندم فيه على اختياره و الزواج منه، يخشى أن ينتهي حبّه في قلبها، مهما فعل لا يستطيع أن يقلع عن هذا الخوف !!!
لاحظت "أمينة" على الفور حالة ابنها، و علمت ما يشغل عقله، فأرادت أن تشتته و هي تقول بتفكّه أول ما خطر على بالها :
-نسيت أقولك بقى. اخواتك لما عرفوا انك سافرت المكان إللي قلت عليه ده ماصدقوش نفسهم. بالذات إيمان. عائشة فضلت تقرأ عليكوا بس !
و ضحكت بانطلاقٍ .
عبس "أدهم" مستوضحًا :
-و هما دخلهم إيه مش فاهم ؟

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 110 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

أربكتها لهجته الخشنة، فأوضحت له بمرحٍ حتى تُبدد عبوسه :
-مش قصدهم يدّخلوا يا حبيبي. أخواتك بس استغربوا. دي مش عوايدك حتى مع سلاف قبل كده كنت بتبقى حازم أكتر.. أنا طبعًا ماسكتش و رديت عليهم. لكن هما أصلًا ماطولوش أنا بحكي لك بس !
إتخذ وجهه تعبيرًا صارمًا و هو يقول :
-أنا مايهمنيش من المخلوق. أنا حر. أعمل إللي أنا عايزه طالما مابغضبش ربي. مشكلة أي حد شايف إني مدلع سلاف زيادة. بقولها تاني و مستعد أقولها في وش أي حد. أنا حر. آه مدلعها و هافضل أدلعها لحد ما تبوظ من الدلع. محدش له عندها و لا عندي حاجة !!!
هدأته بلطفٍ : طيب خلاص. إهدى. ماحصلش حاجة.. لو زعلان اوي من كلامهم أنا هاقولهم مايتكلموش عنك خالص. و ماعنتش هاحكي أخبارك ليهم. بس ماتتعصبش كده يابني. مالك بس انت كنت كويس من دقيقتين !
زفر "أدهم" مطوّلًا و قال و هو يفرك وجهه بكفّيه :
-مافيش حاجة يا أمي. أنا بس مرهق من السفر. هادخل أخد دش و هابقى كويس. عن إذنك !
و مضى من أمامها في الحال ...

*

كانت ترتعش ذعرًا من رأسها حتى أخمص قدميها عندما أتى "مراد" خلال لحظات، بدت علائم القلق على وجهه و هو يقترب منها صائحًا :
-في إيه يا إيمان !؟؟
و مد يديه ليساعدها على القيام، بينما تخبره بلهجةٍ يهزّها الخوف :
-لـ لمى. مش لاقية لمى. دخلت الوضة مالاقتهاش !!!
أخذ يهدئها قائلًا :
-طيب إهدي. إهدي. دوّرتي عليها كويس. شوفتيها في بقية الأوض. نزلتي شوفتيها تحت ممكن تكون نزلت زي ما عملت إمبارح أو تلاقيها هنا و لا هنا. إهدي بس و ماتخافيش. هاتروح فين أكيد هنا.. تعالي. تعالي ندوّر عليها !
و أمسكها جيدًا و سارا معًا إلى الخارج، كلاهما يفتشان الغرف و دورة المياه، و عندما لم يجداها، هبطا للأسفل، توّجهت "إيمان" للبحث حول البهو و المطبخ، و ذهب "مراد"باتجاه الشرفة و غرفة المعيشة ...
جمد بين المكانين و هو يحدق مذهولًا بالصغيرة، حيث عثر عليها غافية فوق الأرض الرخامية و قد احتضنت غطاء من الزجاج، بد أنه غطاء صحن الفاكهة، كانت تأسر بداخله فراشةٍ كبيرة، لا يدري كيف حصلت عليها، و لكنها حقًا كانت آسرة، هي و فراشتها المرفرفة ...
-إيمان ! .. هتف "مراد" بصوتٍ عال دون أن يزيح ناظريه عن الصغيرة :
-تعالي لاقيتها ..
جاءت "إيمان" تهرول، و كتمت شهقة ملتاعة ما إن رأتها على هذا الوضع، ارتمت إلى جوارها في الحال و حملتها إلى حضنها باكية :
-لمى. يا حبيبتي. ايه إللي نيّمك هنا. كده يا لمى. تخضّيني عليكي كده !!
بدأت الصغيرة تنتبه، أفاقت من غفوتها متطلعة إلى أمها، تلألأ بؤبيها الرماديين على ضوء الشمس حيث أزاح "مراد" ستائر الشرفة ليضيء لهم العتمة ...
-مامي ! .. غمغمت الصغيرة بصوتٍ ناعس
أنهمر شعر "إيمان" حول وجه ابنتها و هي تقول عاجزة عن التحكم بدموعها الجارية :
-ليه نزلتي من أوضتك يا لمى ؟ ليه نمتي هنا بالشكل ده !؟؟
و رفعت كفّها تجس جبينها لتقيس حرارتها ...
-كويس لما تاخدي برد !!
عبست "لمى" و هي تبرر ببراءةٍ :
-أنا كنت خايفة أنام لوحدي. لما كنا عند تيتة كنت بنام معاكي و لما مشيتي كنت بنام معاها. مش بعرف أنام لوحدي. خفت ف نزلت أقعد شوية هنا لحد ما نور ربنا يطلع. لاقيت الفراشة دي برا ! .. و أشارت إلى الشرفة القريبة :
-فتحت لاقيتها قربت عندي و وقفت على كتفي. ف حطتها هنا ! .. و أشارت الآن إلى الغطاء الزجاجي بجوارها :
-و فضلت قاعدة أتفرج عليها. و بس. انتي جيتي تصحيني دلوقتي !!
أوّهت "إيمان" و هي تنظر إليها بأسى، أنّت تكبح نشيجًا و ضمتها إلى صدرها بقوةٍ مغمغمة :
-أنا آسفة يا لمى. أنا آسفة يا حبيبتي. أنا مش هاسيبك تنامي لوحدك تاني.. مامي بتوعدك !
-من فضلك يا إيمان اسحبي وعدك ده عشان لمى مش هتنام غير في حضني أنا من إنهاردة !
أدارت "لمى" رأسها تنظر نحو "مراد" الذي انضم لهما جاثيًا بالقرب منهما، كان يبتسم مقابل تكشيرة الصغيرة، و مد يده ماسحًا على رأسها بحنان و هو يستطرد :
-دلوقتي نفطر سوا و مامي تجهزك عشان نخرج في الأماكن إللي بتحبيها. و كمان نشتري لعب كتـيييير و كل إللي انتي عايزاه. انتي تؤمري و انا أنفذ يا روحي
ابتسمت "إيمان" و هي تلمس كل هذه المحبة و الاهتمام من حبيبها لإبنتها هي، طفلة ليست ابنته، لا تقرب إليه بصلة، و لكنه يغدق عليها من حبه و حنانه كرمى لأمها ...
-يلا يا قلب مامي ! .. تمتمت "إيمان" و هي تنهض حاملة الصغيرة على حضنها :
-تعالي نطلع ناخد الـPath سوا. و نختار إللي هاتلبسيه !
ابتسمت "لمى" ابتسامة لم تصل إلى عينيها، و قبل أن تخطو بها "إيمان" خطوة، دق هاتفها المُلقى هناك فوق إحدى الأرائك، ذهب "مراد" ليحضره إليها، و لم يمتنع عن النظر إلى هوية المتصل، رفع وجهه نحوها مصرّحًا باقتضابٍ حاد :
-مـايـا !

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 111 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

كان يظن بأنها ستدعم رأيه، بل إنه لم يشك في ثورة غضبها المتوقعة على إثر الطلب الذي تقّلياه منذ قليل، لكنها و لدهشته لم تبدي أيّ رفض، بل رحبّت و سمحت لعمة طفلتها بأن تأتي و تصطحبها لترى جدتها، ربما ستصل بعد دقائق، و الصغيرة بالفعل صارت جاهزة ...
-لمى. زي ما اتفقنا. أي حد يسألك عليا أو على بابي مراد هاتقولي إيه ؟
وقفت الصغيرة بين يديّ أمها مصغية بعناية، و لكن بمكرها الثعلبي الذي ورثته عن أبيها البيولوجي تعلم بأنها سوف تتفوّه بعكس ما أُمرت به :
-هقول ماعرفش. مش بتتكلموا قصادي. و بقعد في أوضتي ألعب !
ابتسمت "إيمان" برضا، مسحت على رأسها بحنانٍ و هي تتأملها، كم هي جميلة طفلتها، الآن هي أكثر شبهًا بـ"مراد".. الآن هي لا ترى "سيف" من خلالها ...
-برافوا يا حبيبتي ! .. تمتمت "إيمان" باستحسان و هي ترتب لها ياقة ثوبها الزهري القصير
رفعت لها الجوارب السميكة و ضبطتها جيدًا، ثم ألبستها معطفها، عندما دوى زامور سيارة أمام المنزل، و جاء "مراد" بوجهٍ متصلّب هاتفًا :
-مايا وصلت !
أدارت "إيمان" رأسها صوبه و ردت :
-خلاص البنت جاهزة. بس معلش انت إللي هاتوصلها لعمتها يا مراد
أومأ "مراد" موافقًا دون يغيّر شيء من تعبيره، إلتفتت "إيمان" إلى صغيرتها ثانيةً و قالت مُنبهة :
-بفكرك تاني يا لولي. الساعة 9 بالضبط تكوني عندي هنا. قولي لمايا الكلام ده. أوكي ؟
لمى بطاعة :أوكي مامي !
صدّرت "إيمان" خدّها في متناول الصغيرة متمتمة :
-بوسة لمامي بقى !
دنت "لمى" من أمها مطوّقة إيّاها بذراعيها، و طبعت قبلة مطوّلة على خدّها، ضحكت "إيمان" و هي تضمها بحرارةٍ و تغدقها بمزيدٍ من العاطفة، ما غمر الصغيرة بمشاعر البنوّة التي افتقدتها بسبب الدخيل الذي هعو زوج أمها، لم تكن تود أن تفارق أحضان أمها الآن، و لكن عمتها تنتظرها بالخارج ...
اضطرت "لمى" لإيداع يدها الصغيرة بكف "مراد" الكبير، و سارت معه دون أن تفه بكلمة إلى الخارج، لم تودعه أو تلقي عليه نظرة و هي تستقل سيارة عمتها، و لكن تلك الأخير شملته بنظرة فاحصة من أسفل نظارة الشمس خاصتها، بقيّ "مراد" محدقًا فيها بقوة مخيفة، لم تجسر على إطالة النظر إلى وجهه
شغّلت محرك السيارة و انطلقت، فعاد "مراد" إلى الداخل بمجرد أن توارت السيارة عن ناظريه، أقفل باب المنزل بعنفٍ و اتجه من جديد صوب غرفة المعيشة حيث تجلس زوجته مسترخية فوق الأريكة الواسعة، تستمتع بضوء النهار المنهمر و نسماته من خلال الشرفة المفتوحة على مصراعيها ...
-ممكن أعرف معناه إيه إللي عملتيه !؟؟ .. صاح "مراد" بغلظةٍ و هو يقف أمام زوجته سادًا عليها مجرى الهواء
تطلعت "إيمان" إليه و لا زالت على استرخائها، ربتت على مكانٍ فارغ بجوارها و دعته برقةٍ :
-تعال يا مراد.. تعالى هنا جنبي !
تضرج وجهه بحمرةٍ الغيظ و هو يهدر بغضب مضاعف :
-أنا فضلت ساكت من الصبح عشان البنت. و أدينا بقينا لوحدنا. لازم تديني سبب واحد للتصرف ده. قوليلي معناه إيه تتواصلي عادي مع الناس دول. الناس إللي دمروا حياتك. سيف و مالك نسيتي عملوا فيكي إيه ؟؟؟
أغمضت عينيها بشدة و كأنه صفعها بكلماته الأخيرة، لكنها ابتلعت مرارتها و استطردت بتضرعٍ :
-مراد.. تعالى جنبي. عشان خاطري.. تعال يا حبيبي !!
لم يحرّك ساكنًا للحظاتٍ، ليتأفف بعصبيةٍ و يمضي ناحيتها بنزقٍ، جلس حيث أرادته إلى جانبها، فأزالت وسادة صغيرة بينهما، و أمالت جسدها تجاهه حتى استقرت رأسها على قدمه، أمسكت بيده و ضمتها إلى صدرها
اعتصرت جفنيها لتنزلق دمعة جانبية و هي تقول بلهجةٍ مرتعشة :
-أنا عارفة إنك متضّايق من إللي عملته. و عندك حق. أنا مانستش إللي حصل فيا من أي حد. و لا عمري هانسى... بس. أنا عملت كده عشان لمى. عمتها قالت لي راجية تعبانة و عايزة تشوفها. قولي دي لو جرالها حاجة. و جت مايا قالت لها في يوم من الأيام إني منعتها عنها. بنتي ردة فعلها هاتبقى إيه معايا يا مراد !؟
ظل صامتًا حتى بعد أن فرغت لدقيقةٍ.. و لعل كلماتها امتصّت شيئًا من غضبه ...
تنهد بعمقٍ، ثم فرك جانب وجهه بقوةٍ قائلًا :
-طبعًا شيء مايزعلنيش أبدًا إهتمامك ببنتك. لكن أنا مش بالع قصة أي علاقة بينك و بينهم. قلت لك محدش فيهم يقدر يقرب لك طول مانا عايش. لا راجية و لا ولادها و هما عارفين أنا أقدر أعمل إيه.. مش عايز خضوعك المفاجئ ده يكون سببه خوفك منهم. ساعتها أزعل منك جدًا !

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 112 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

هزت رأسها و فتحت عيناها تقابل نظراته القوية، تنفست على مراحلٍ متساوية ثم قالت :
-أنا عمري ما أخاف و انت معايا. صدقني. الموضوع زي ما قلت لك. عشان لمى.. بس !
لوى "مراد" شفتيه مقنعًا نفسه بما تقول، و حاول إصراف عقله عن الأفكار السلبية، فغيّر مجرى الحديث :
-طيب. تحبي نعمل إيه دلوقتي. لسا بدري على ساعة رجوع لمى.. عاوزة نخرج و لا نفضل في البيت ؟
ابتسمت له و قالت بحب :
-لأ. خلّينا في البيت.. أنا هقوم أعمل لك غدا حلو. و بعدين نجيب فيلم حلو و نتفرج عليه سوا... الكلام ده مش بيفكرك بحاجة !؟
ابتسم على الفور، فقد ذكرته بلمحات ماضيه معها و الذي لا ينساه أبدًا ...

-انتي فاكرة كل حاجة ! .. تمتم "مراد" و هو يحيط خصرها بذراعه الآن
كانت قد تكوّمت على حضنه تقريبًا، ترفع رأسها ناظرة في عينيه، فتشعر بأنفاسه الدافئة على بشرتها، و تجاوبه مبتسمة :
-عمري ما نسيت. ياااه يا مراد. حبك تعبني أوي.. بجد. تعبت !
لم يكن يرى أمامه في هذه اللحظة إلا صورة الفتاة التي عشقها، أول و آخر عشق بحياته، فتاة في الخامسة عشر، بريئة، جميلة، صعبة المنال، و هو الذئب الذي ساومها بالحب على شرفها، و قد أعماها الحب و جعلها بلا حول و لا قوة أمامه ...
-أنا آسف ! .. ردد بصوتٍ خافت و هو يمسك بذقنها
كان يعنيها حقًا و قد بان الندم في عينيه كالنهار، عيناها اللامعتين جلبت الدموع لعينيه، يفكر في ذكرياتها السوداء، التفاصيل التي حكتها أمامه عند الطبيبة، كل شيء مفجع صار لها كان هو سببًا فيه ...
-أنا سامحتك ! .. قالتها بهمسٍ كأنما قرأت أفكاره
كسرت قلبه أكثر بهذا التصريح، سقطت دمعة من عينه فوق خدّها، فتبعتها دمعة من عينها أيضًا انزلقت لتندمج مع دمعته في خطٍ طويل حتى حافة فكها ...
سحبت نفسًا مرتعشًا و هي تحاول النهوض حتى لا يسهبا في الذكريات المحزنة أكثر، لكنه لف ذراعيه حول كتفيها ممسكًا بها في مكانها،
همس "مراد" :
-أنا لسا مش مصدق إنك بين إيديا !


*

جلست الصغيرة بين أحضان جدتها، تعتريها رجفة خوف من حينٍ لآخر، و هي ترى على مقربة من سرير الجدة، تلك السيدة المسنّة ذات العباءة السوداء، تجلس فوق الأرض، تفترش بعض الأغراض غريبة الشكل
من ضمنهم قطعة من ملابس "إيمان" الداخلية، و ربما تلك عظمة، لا هي عظمة صغيرة، تشبه إلى حد كبير عظام الإنسان !!!
و المنتصف صحن من الخشب، تطحن في أوراق عشبية و تحرّك شفتاها بأشياء غير مسموعة، أمسكت اللباس الداخلي و مزّقته إلى نصفين، وضعته داخل الصحن و سحبت مطرقة صغيرة، ثم إنهالت فوق العظمة تكسيرًا حتى صار فتاتها ناعمًا كالتراب، لملمته و نثرته بالصحن، ثم سكبت سائلٍ ما، و أشعلت كل هذا بالنيران، أمام نظرات "لمى" المذعورة
تشبثت بأحضان جدتها أكثر، و هي لا تزال ترى السيدة تواصل فعلتها، حتى خمد الحريق الصغير، جمدت الدماء بعروق الصغيرة ما إن رفعت تلك السيدة رأسها و نظرت صوبها، و علا صوتها المتحشرج مخاطبًا الجدة :
-دور مايخرّش الماية. مضبوط ضبط المرة دي.. هاتي البت يا راجية
ارتعدت "لمى" عندما سمعت الكلمة الأخيرة، إنها تريدها.. لماذا !؟؟؟
-لا يا تيتة ! .. غمغمت "لمى" بصوتٍ باكي :
-أنا مش عايزة !!
جاء صوت السيدة صارمًا :
-لو ماحصلتش الخطوة دي يبقى انسي كل إللي عملناه من غير فايدة.. لازمًا وصلة بين الماضي و الحاضر. و إلا مش هايتلاقى. حفيدتك بيمشي دم ابنك في جسمها. قطرة واحدة من دمها كفاية !
تجعّد وجه "راجية" بقساوةٍ و هي تنظر بعينيّ رفيقة السوء تلك، المرأة التي استعانت بها على مدار سنين عمرها لقضاء كل الأمور المحرّمة و الشعوذة التي خرّبت بها حياتها و حياة الآخرين.. أحاطت حفيدتها بذراعيها و هي تخاطب الأخيرة في نفس الوقت :
-انتي متأكدة المرة دي.. محدش هايعرف ينقذها. و لا حتى أدهم أخوها !
علت زاوية فم السيدة و هي تجاوبها و الثقة ملء صدرها :
-لو اجتمعت سحرة فرعون نفسه. مش هايعرفوا يفكوا إللي إتعمل. دي سكة مالهاش غير طريق واحد. و إللي بيخرج منها بالموت !!
أحسّت "راجية" بارتعاش الصغيرة أشد بين يديها، فزجرت رفيقتها بتحذيرٍ من نطق كلمات كهذه أمامها، ثم أخذت تهدئها :
-ماتخافيش يا لمى. مش هايحصل حاجة. أنا مش فهتمك ؟
أومأت الصغيرة و لا تزال مختبئة بأحضان جدتها :
-أيوة. و أنا سمعت كلامك و جبت هدوم من عند مامي. بس أنا مش عايزة مامي تموت يا تيتة !
و بدأت تبكي بحرقةٍ،

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 113 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

مسّدت "راجية" على ظهرها و فركت رأسها بلطفٍ و هي تقول كاذبة :
-قلت لك ماتخافيش. مش هاتموت. هي بس هاتتعب شوية لحد ما جوزها يزهق منها. أول ما يطلقها هاترجع كويسة تاني. انتي مش عايزة أمك ترجع ليكي لوحدك ؟
أومأت "لمى" أن نعم، فاستطردت "راجية" مبتسمة بتشفٍ :
-خلاص. يبقى تسمعي كلامي. أنا جدتك أم أبوكي. أبوكي إللي لو كان عايش مكانتش أمك قدرت تعمل فيكي كده. أبوكي الحقيقي مش الراجل إللي راحت جابته ليكي أمك. أبوكي هو إللي بيحبك. هو بس إللي تقوليله بابا.. مش حد تاني يا لمى سمعاني ؟
-سامعة ! .. قالتها الصغيرة تحت تأثير الضغط النفسي الرهيب الذي تتعرّض له
تنهدت "راجية" و هي تدفعها من حضنها آمرة بغلظةٍ :
-مش هاتحسي بحاجة. مجرد شكّة بس. يلا !
أذعنت "لمى" لأمر جدتها في الأخير، إذ لا قِبل لها بصد الأوامر و خاصةً منها هي، مشيت بخطواتٍ مترددة ناحية السيدة المخيفة، ما إن صارت في متناولها حتى قبضت على كف المسكينة، إنكمشت "لمى" مشيحة بوجهها بعيدًا، و لم تشعر إلا بوخزةٍ قاسية على إصبعها السبابة إنتزعت منها صيحة ألم أشبه بعواء ظبيٍ جريح ...
أمسكت السيدة بيد الصغيرة و قطّرت الدماء المنهمرة من إصبعها داخل الصحن في قطرتين كبيرتين، ثم تركتها لما بلغت مرادها
ركضت "لمى" عائدة إلى أحضان جدتها و لم ينقطع بكاؤها، بينما تواسيها "راجية" و هي تنظر إلى النتيجة النهائية التي صنعتها المشعوذة.. في هذه القنينة الصغيرة دمار أرملة إبنها !
.
كانت العودة من عند جدتها هي أمنية ظلّت تدعو بها، و لقد تنفست الصعداء و هدأ خوفها ما إن أخذتها عمتها الشابة و أقلتها إلى منزل زوج أمها، حيث كان "مراد" بانتظارها في نفس المكان الذي ودّعها فيه ...
نزلت "لمى" من سيارة "مايا" محتضنة حقيبتها الصغيرة بكلتا يداها، و لأول مرة تقبل نحو "مراد" بكل هذه اللهفة، ارتمت دون ترددٍ بين ذراعيه إذ فتح أحضانه على مصراعيها في استقبالها، لدهشته ضحك بسعادة و هو يشعر بمحبتها لأول مرة
ضمّها إليه بأبوةٍ خالصة و هو يقول :
-حمدلله على السلامة. وحشتيني يا حبيبتي. وحشتيني أوي يا لمى !
لم ترد عليه الصغيرة، فلم يأبه، و تحرّك بها عائدًا إلى الداخل ما حتى قبل أن تنطلق سيارة "مايا" مغادرة ...
-حبيبة مامي ! .. استقبلتها "إيمان" بابتسامةٍ جذلى
كانت بالمطبخ، تعد المائدة الصغيرة هناك، في أبهى شكلٍ لها ...
-تعالي في حضني يا روحي !
لبّت الصغيرة دعوة أمها في الحال، استدارت حول العازل الخرساني و هرولت إلى أحضان "إيمان" متعلّقة بعنقها، جثت "إيمان" على ركبتها كي تتمكن من احتضان طفلتها، و طبعت القبلات على وجنتيها مغمغمة :
-قوليلي اتبسطي إنهاردة. عملتي إيه هناك ؟
و أبعدتها قليلًا لتنظر إليها، لتجاوب الصغيرة بقليل من الشحوب :
-ماعملتش حاجة. مايا عملت لي نودلز و تيتة جابت لي شوكولاتة. و مالك ماكنش هناك تيتة قالت لي مسافر !
كان "مراد" يتحرّك بارجاء المطبخ حولهما، بصعوبةٍ تمالك نفسه و هو يستمع إلى اسم ذلك الوغد الحقير الذي نال من حبيبته و اغتصبها بورقة زواج، للأسف، هو لم يتجاوز تلك الحادثة حتى الآن، و لكنه يتجاهلها من أجل زوجته
أحسّت "إيمان" بتوتره، فغيّرت الحديث مع ابنتها و أمرتها بالصعود إلى غرفتها و تبديل ملابسها ثم النزول لتناول العشاء، نفذت "لمى" أمر أمها، و عندما تأكدت "إيمان" من انسحابها التام، إلتفتت نحو "مراد" ...
رأته يهتم بصحن الخضروات، يضيف القليل من عصير الليمون عليه و بعض الزعتر، سحبت نفسًا عميقًا، ثم مشت إليه مادة يديها صوبه، عانقت ظهره متمتمة :
-حبيبي !
رد عليها مهمهمًا :
-همم. عايزة حاجة ؟
شعر بهزة رأسها على كتفه، ثم سمعها تقول :
-حسيت إنك اضّايقت فجأة.. لمى قالت حاجة ضايقتك !؟
يترك "مراد" ما بيديه في هذه اللحظة، تسمعه يتنهد بقوةٍ، ثم تمتد يده مبعدة إيّاها قليلًا ليتمكن من الإلتفات إليها، رأت وجهه جامد خالٍ من التعابير و هو يقول ممسكًا بكتفيها :
-لازم تعرفي إني مش حجر. و إن أي سيرة يكون فيها اسم سيف أو مالك بتيجي أوي على رجولتي. و أنا صريح معاكي و عارف إني غلطت في حقك كتير. لكن بردو و مهما حصل. دي حاجة في دمي. مقدرش أنسى إللي عمله فيكي مالك بالذات. لأني كنت معاكي. و مقدرتش أحميكي !!
شعر بارتجفاتها تحت لمساته و هو يسمعها ترد باضطرابٍ واضح :
-انت ليه بس بتفتكر و بتفكرني. احنا مش اتفقنا هاننسى الماضي كله !؟

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 114 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

مراد بجدية : عشان ننسى فعلًا. و أنا عارف إن كل إللي مرينا بيه مايتنسيش. لكن عشان نقدر نعيش في سلام و نكون مبسوطين في حياتنا. ماينفعش نصحي أشباحنا. ماينفعش نحاوط نفسنا بأماكن أو ناس تفتح جرح كبير بنحاول نشفيه. الجرح هايفضل أثره لكن لما نشفيه مش هايوجعنا. انتي مش فاكرة لما رجعنا مش شهر العسل قولتيلي مش عايزة أروح البيت عند خالتي ؟ انتي نفسك عارفة إيه إللي بيئذيكي يا إيمان و اجتنبتيه مرة. ليه عاملة نفسك جاهلة المرة دي. لمى مالهاش مرواح عند الناس دي أساسًا ...
أقرّت بصدق كلامه و هي تومئ له قائلة بهدوء :
-انت صح. انت صح و الله يا حبيبي.. خلاص. أنا مش هاوديها تاني عندهم. هاعمل إللي تقول عليه من هنا و رايح !
قطب "مراد" متأثرًا و رفع كفيّه يحيط بوجهها ...
-أنا عايز أساعدك تتعافي. بس ! .. تمتم برفقٍ و قد بان الصدق في نبرته و نظرة عينيه
ابتسمت له :
-عارفة. و أنا بحبك مهما حصل. بحبك يا مراد !
ظهرت الصغيرة عند أعتاب المطبخ، لتجدهما يضعان اللمسات الأخيرة على المائدة، كانت تخفي في جيب بيجامتها ما سبق و اتفقت مع جدتها على دسّه بأيّ غذاء تتناوله أمها
تنفست الصغيرة بعمقٍ متحسسة موضع القنينة الصغيرة بجيبها، ثم مضت نحو أمها و زوجها، رحّب "مراد" بها من جديد و حملها على ذراعه كالريشة، أخذ يداعبها قليلًا و يراقصها بحركاتٍ عفوية بينما تتردد أصداء ضحكات "إيمان" من حولهما ...
__

بحلول نهاية الأمسية، أعلنت "إيمان" عن كفاية الصغيرة الليلة من مشاهدة الرسوم المتحرّكة، أطفأت التلفاز، و قد كانت "لمى" مستسلمة لأحضان "مراد" الذي جلس يضمّها بأبوّة، لم يتوقف عقلها عن التفكير بإمكانية فعل ما طلبته منها جدتها
و لكن فكرة واحدة سيطرت عليها ...
لن تضع هذا الشيء لأمها، بل لـ"مراد".. لا يمكن أن تؤذي والدتها
لا يمكن ...
-أنا هاحضر اللبن عشان لولي يا إيمان ! .. هتف "مراد" مستوقفًا زوجته التي أرادت العروج تجاه المطبخ
وقف حاملًا الصغيرة بين ذراعيه و أردف بابتسامة :
-أطلعي انتي ريّحي عشان تعبتي جدًا إنهاردة. أنا هاخد لمى لأوضتها و مش هاسيبها غير لما تشرب اللبن بتاعها و تنام
ابتسمت له "إيمان" و شكرته بإيماءة، و بالفعل أذعنت لكلمته و صعدت للأعلى، ليأخذ "مراد" الطفلة و يجلسها فوق سطح رخام المطبخ، يضع قِدر الحليب فوق الموقد و يتركه قليلًا ليدفأ، ثم يتجه نحو الثلاجة، رأته يصب أمامها كأسًا من العصير، و تذكرت بأن أمها تصنع ذلك العصير الطازج من أجله يوميًا، فبدون تفكيرٍ استغلّت إلتفاته عنها ليُعيد دورق العصير إلى الثلاجة، استلّت من جيبها تلك القنينة و على الفور انتزعت غطائها و سكبت محتواها كلّه بالكأس، قلّبته باصبعها بسرعة، ثم اخفت القنينة بجيبها ثانيةً في لحظة إلتفاف "مراد" ناحيتها مرةً أخرى ...
تلاقت أعينهم، فابتسم لها، ثم مضى يصبّ لها الحليب بكأسها، أنزلها على الأرض أولًا، ثم حمل الكأسين على صينية صغيرة و طلب منها أن تتقدّمه، أخذها إلى غرفتها و وضعها بالفراش، حرص على أن يراها تُنهي كاس الحليب خاصتها أمامه، و قد كان صبورًا و مراعيًا جدًا، لم يمل و قد قضى معها أكثر من ثلث ساعة حتى رآها تغفو أخيرًا، أو أن هذا ما أرادته أن يظنّه !
طبع قبلة رقيقة على جبينها، تأكد من غلق الستائر جيدًا لكي لا تُخيفها ظلال الأشجار بالخارج كما فعلت من قبل، أشعل لها ضوء خافت، ثم ألقى عليها النظرة الأخيرة، و غادر مغلقًا الباب من خلفه
لتفتح الطفلة عيناها الآن.. و قد علمت إنها لن تنام الليلة ...

*

أقبل عليها حاملًا الصينية البيضاوية، جلس بجوارها على طرف السرير، وضع الصينية فوق طاولة محاذية، ثم حمل الكأس و فتح كفّه الآخر مقدمًا لها دوائها :
-يلا يا حبيبتي. معاد الدوا بتاعك. قبل النوم علطول زي ما الدكتورة قالت. و كمان هاتشربي العصير ده وراه.. يلا
-انت مدلعني أوي على فكرة ! .. قالتها "إيمان" مبتسمة بغنجٍ
رد لها الإبتسامة و مد يده ليدس حبة الدواء بين شفتيها، و دفع بكأس العصير نحو فمها مباشرةً، ثم قال :
-أنا دلوقتي عندي بنتين. الكبيرة إيمان و الصغيرة لمى. طبعًا مدلعك و هادلعك طول ما أنا عايش
ازدردت "إيمان" حبة الدواء بجرعة من العصير، ظل يراقبها مستمتعًا، حتى أنهت الكأس، أعادته له فارغًا، فوضعه فوق الصينية و عاود النظر إليها ثانيةً

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 115 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

تلاشت ابتسامته فجأة و هو يرى وجهها يمتقع بغرابةٍ الآن ...
-في إيه ؟ .. تساءل "مراد" باهتمامٍ :
-مالك يا إيمان !؟
تقلّصت ملامحها أكثر و هي تحاول كبح شعور بالغثيان ...
-مش عارفة ! .. جاوبته لاهثة :
-حسيت بدوخة فجأة. و في مرارة شديدة على لساني !
أجفل "مراد" متمتمًا :
-ما يمكن الدوا له آثار جانبية. ماتنسيش إنه بيتحكم في الأعصاب و ..
لم يكمل جملته، فقدت "إيمان" وعيها على الفور و كادت تسقط من فوق الفراش لولا ذراعه التي لحقت بها، شحب وجهه على الأخير و هو يصرخ بأسمها :
-إيمـــــــــــان !!!

*

حالة من الوجوم التام إنتابت "لمى".. منذ اخترقت أذنيها صرخة الرعب لزوج أمها، أدركت حينها إنها قد فقدتها هي، ركوضها إلى غرفتها كانت التأكيد على ظنّها، هناك حيث وجدت أمها ملقاة بأحضان "مراد" و الأخير يحاول إفاقتها بشتّى الطرق، و لأول مرة تختبر "لمى" الصدمة عندما رأت كأس العصير الفارغ، و عرفت بأنها و بيدها قد قتلت أمها !
كابد "مراد" المشقّة و هو يعتني بكلًا من الأم و إبنتها، و بجهدٍ يُحسب إليه استطاع نقل زوجته إلى المشفى في زمنٍ قياسي دون أن يغفل عن الطفلة طرفة عينٍ، و لم يشأ إخبار خالته أو "أدهم" بل أراد أن يتولّى الامر كليًا، متأملًا في شفاء زوجته العاجل ...
أبقى الصغيرة أمامه بينما يهرع نحو الطبيب الذي خرج لتوّه من غرفة الفحص :
-دكتور. أرجوك طمنّي. مراتي مالها حصلها إيه بالضبط !؟؟
انتزع الطبيب نظّارته و هو يخبره عابسًا بشدة :
-بصراحة يافندم أنا لأول مرة في تاريخي الطبّي أقف عاجز قدام حالة. مش أنا بس. زمايلي إللي كانوا جوا معايا و لا حد فيهم قدر يفهم حاجة !!
برزت عينيّ "مراد" بخوفٍ كبير و هو يسأله :
-قصدك إيه ؟ إيمان هاتموت ؟
نفى الطبيب في الحال :
-لالالا مش كده خالص. مافيش أي مؤشر بيقول إن حالتها خطيرة
مراد بعصبيةٍ : أومال إيه طيب. فهمني مالها إيه إللي حصلها فجأة كده !!؟
الطبيب حائرًا : ما هي دي المشكلة. أنا مش فاهم إيه إللي حصلها. حالتها طبيعية جدًا. مافيش مشاكل خالص عندها. كله طبيعي.. رغم كده فاقدة الوعي. مش بتستجيب لأي محاولة تفوقها. مش بتفوق. يعني من الآخر دخلت في غيبوبة. و بدون أي أسباب !
رفع "مراد" حاجبيه مرددًا باستنكار :
-يعني إيه بدون أسباب. هو في حاجة اسمها كده. طيب إيه العمل بردو مش فاهم ؟
تنهد الطبيب بعمقٍ و قال :
-و الله يافندم العمل دلوقتي عمل ربنا. يمكن السبب نفسي. هانكلم الدكتورة إللي حضرتك قلت إنها مسؤولة عن علاجها النفسي. هاتيجي تشوفها هي كمان و هاتفضل تحت الملاحظة عندنا. و ربنا معانا
-طيب أنا عاوز أشوفها ! .. تمتم "مراد" باقتضابٍ
تأهب الطبيب للرحيل و هو يقول بهدوءٍ :
-أكيد. دلوقتي تتنقل لغرفة خاصة و تقدر تشوفها هناك. عن أذنك !
و تركه متوجهًا إلى صالة الطوارئ لإستئناف مناوبته ...
يسحب "مراد" نفسًا عميقًا و هو لا يزال بمكانه، يحدق بغرفة الفحص المغلقة، خلفها حيث تخضع زوجته لجهود الأطباء الحثيثة لإنعاش وعيها.. ترى ماذا أصابها ؟
ماذا جرى لك يا "إيمان" !؟
انتبه "مراد" لوجود "لمى" الآن، استدار ماضيًا صوبها فوجدها تبكي، و ما كانت تبكي طوال الطريق إلى هنا، الحقيقة إنها تنهار أمام عينيه من البكاء ...
جلس فوق المقعد المعدني بجوارها، و اجتذبها بلطفٍ، حملها ليجلسها فوق قدمه، مسح على رأسها بحنو و قبّلها على خدّها متمتمًا :
-ماتخافيش يا لولي. مامي هاتصحى. هاتبقى كويسة يا حبيبتي. ماتخافيش ...
تعالت نهنهات الصغيرة و هي تبكي بحرقةٍ و ترد عليه بصعوبةٍ :
-لا. مامي مش هاتصحى. مامي هاتموت !!
فزع "مراد" من كلمتها و قال مؤنبًا في الحال :
-ماتقوليش كده يا لمى. اوعي تقولي على مامتك كده. إيمان هاتخف. مافيهاش حاجة و انتي سمعتي الدكتور صح ؟
تطلعت إليه من خلال دموعها و قالت بأسى :
-أنا كنت عارفة إنها مش هاتصحى. لما شربت العصير كنت عارفة إنها مش هاتصحى تاني !
عبس بشدة متسائلًا :
-عصير إيه !؟؟
مضت تفصح له و لا تزال تبكي و لم تخفَ نبرة الحقد في صوتها :
-العصير إللي كنت هاتشربه انت. تيتة راجية قالت لي لازم مامي تشربه. لكن أنا حطيت لك انت الدوا.. بس انت شربته لمامي. انت إللي شربته ليها بإيدك. انت إللي لازم تموت مش مامي !
*
🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 116 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

الغضب
و الغضب وحده الذي حرّكه بعد سماع تصريحات الصغيرة، ربما حرى به أن يشعر بالصدمة، و لكن ما روته عليه كان كارثي، عقله لم يستوعب هذا الكم من الشر
لا يتصوّر أن تستخدم الجدة حفيدتها في عملية قتلٍ !!!
أو أيًّا كان.. تلك المجرمة أم المجرمين السفلة
إن كان "أدهم" قد عفى عنها من قبل فهو لن يعفو، لن يعفو أبدًا، سيكون لها عقابًا من نوعٍ خاص، و لن يرحم عجزها ...
قبل أن يرحل أضطر "مراد" للإتصال بخالته و إخبارها بإيجاز عمّا حدث، طلب منها أن تأتي لتعتني بـ"لمى" ريثما يقضي حاجةً و يعود، لم تتسنّى له فرصة الشرح أكثر عندما جاءت، ترك الكرة بملعبها مشيرًا إلى "لمى" لتعرف منها كل شيء، طلب منها فقط عنوان السيدة "راجية، ثم غادر المشفى متجهًا إلى هناك و الشياطين في إثره
للمرة الثالثة لهذه الليلة يرى وجه "مايا".. الآن كانت مذعورة حين فتحت له باب الشقة و رأت الإجرام التام على سحنته الغاضبة ...
-الست الوالدة فيــن ؟ .. هتف "مراد" بشرٍ مستطير و هو يزيح "مايا من طريقه بعنفٍ ليدخل
أطلقت "مايا" آهة متألمة و هي تتبعه للداخل صائحة :
-انت يا مجنون. حصلت تتهجم علينا في بيتنا. تعال هنا. لو ماطلعتش برا حالًا هاطلب لك البوليس !!!
كان يقتحم الغرف بالفعل أثناء سماعه تهديداتها، في نفس اللحظة التي عثر فيها على غرفة "راجية".. تعلّقت أنظاره عليها، حيث رآها تجلس في سريرها المحتل صدر الغرفة، تطالعه بتشفٍ و تحدٍ سافر، تلك الابتسامة الشيطانية تنبلج على محيّاها، تخبره بأنها كانت تنتظر قدومه بالفعل ...
-أطلبي البوليس يا آنسة مايا ! .. غمغم "مراد" من بين أسنانه و لم يحيد عن "راجية" لحظةٍ واحدة
مشى ناحيتها ببطءٍ و هو يردف بوعيد :
-أطلبيه بسرعة. عشان ياخدنا كلنا و هناك أحرر محضر في والدتك المصونة أتهمها فيه بقتل إيمان. مراتي. بنت أخوها. و مش كده و بس. كمان في تهمة استغلال طفلة في جريمة بشعة زي دي.. أطلبيه يا آنسة مايا !
انتفضت "مايا" مع نطقه بالكلمة الأخيرة بكل هذا العنف، و لا تعلم لماذا خرس لسانها، فقط بقيت عند أعتاب الغرفة تراقب ما يحدث و الصدمة تبدو جلية على ملامحها و تصلّب جسدها، و كأنها لم تعرف بجريرة أمها إلا الآن، و كأنها لا تصدق عودة أمها لتلك الظلمات و المستنقعات القذرة ...
-إديني سبب واحد يمنعني عن آذيتك. دلوقتي حالًا ! .. همس "مراد" و هو يحني جزعه ليكون وجهه بمستوى وجهها
حدقت "راجية" بعينيه الحمراوين و قالت بشماتة :
-أعمل إللي تعمله. أنا من بعد سيف ابني و مافيش حاجة تفرق لي. و أكتر حاجة تبسطني إني أموت و أنا واخدة بتاره. إيمان مش هاتشوف ساعة واحدة هنا من بعدي أنا و ابني. و عذابها ابتدا من الليلة دي لآخر يوم في عمرها ...
كوّر "مراد" قبضته و رفعها عاجزًا عن تفريغ غضبه على امرأة مسنّة مثلها، كبح نفسه بصعوبةٍ و هو يشد على فكيّه، هدأ أعصابه بأعجوبة و تريث لحظاتٍ، ثم قال و شبح ابتسامة ماكرة تلوح على شفتيه :
-لسا عندك بنت و دكر. صحيح هو فين.. مش سافر دبي بردو ؟ أنا حبايبي كلهم هناك عنده !
اختفى أيّ مظهر من مظاهر العبث على وجهها عندما قال ذلك، و كأنها لم تفكر جيدًا قبل أن تقدم على ما فعلت، لم تفكر بابنها و ابنتها الباقيان، لم تفكر بأنهما لا يزالا على قيد الحياة ...
يشهر "مراد" هاتفه أمام عينيها و هو يهمس بوحشيةٍ :
-أنا أقدر أدمره. أنهيه بمكالمة واحدة.. إيه رأيك ؟
قطبت بشدة و قد نجح بدب الخوف في قلبها، لترد بفحيحٍ نزق و كأنها الأفعى بنفسها تواجهه :
-أنا مافيش في إيدي حاجة أعملها لك أو أعملها لها !!
صاح بها بعنفٍ :
-أيًّا إن كان إللي حصل. قوليلي مين إللي عمله. لو مش عايزة تتحسّري إللي باقي من عمرك على ابنك و بنتك هاتقوليلي مين إللي عمل كده في إيمان. مين و ألاقيه فيــن ؟
عادت تكشر عن ابتسامةٍ مستخفّة من جديد و هي تقول :
-هقولك.. بس افتكر. مش هاتقدر تعمل حاجة !

*

لم يكن الأمر يشبه الروايات و الأفلام التي عادةً ما يراها، بيت تلك المشعوذة التي أخذ عنوانها من العمّة المجرمة، كان مجرد بيتًا عاديًا، شقة بسيطة في حي متواضع، تقطن بالطابق الأرضي امرأة عجوز، يعطف عليها الجميع، و قد دلّه على بيتها عشرات من الجيران
أوصله فتى صغير إلى بابها، الباب الذي يُغلق أبدًا كما سمع، ليراها تجلس فوق أريكة ملاصقة لشباكٍ يطل على الحارة الصاخبة، روائح الرطوبة و العفن تحيط به، لكنه يركز على هدفٍ وحيد، ما دفعه للإتيان إلى هنا ...
-خطوة عزيزة يا بيه. اتفضل خش. نخدمك بإيه ؟

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 117 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

ينظر "مراد" إلى المرأة بإباءٍ يتخلله القرف، المقرفة بعباءتها السوداء التي تحمل قذراة مخفية، وجهها المسوّد و ابتسامتها السمجة، أسنانها الصدئة و خصيلات شعرها الرمادية تتدلّى من وشاح رأسها المهلهل، ما يجبره على البقاء هو أمر يتعلّق بحياته، زوجته التي لا يمكنه المضي بدونها ...
-انتي عارفة أنا مين ! .. قالها "مراد" و لا زال يقف بمكانه
تومئ الأخيرة و ترد :
-و كنت مستنياك. أخبارك إللي وصلتني. عرفت إن راجل زيك دماغه ناشفة. مش بيسلم بسهولة.. زي ما قالت لك راجية. مش هاتقدر تعمل حاجة !!
الكلمة ذاتها أفقدته عقله هذه المرة، فكاد يتهجّم عليها، و لم يفعل، إذ جمده ظهور مفاجئ لذلك الكلب الأجرب، لا يعرف من أين جاء، و لكنه وقف بوجهه يحيل بينه و بين سيدته، ضحكت المرأة العجوز و هي تمد يدها تربت على رأس كلبها الذي يزمجر بهياجٍ في مواجهة "مراد" ...
تطلعت إليه ثانيةً و قالت بتشدّق :
-انت شكلك بتحبها فعلًا.. و مستعد تعمل أي حاجة عشانها
مراد بغضبٍ أعمى :
-عايزة كام. قوليلي عملتي فيها إيه و إزاي تقوم منها و أنا هادفع لك إللي تطلبيه. إنطقي !!!
قهقهت بتسلية أغاظته أكثر، ثم قالت بجدية :
-انت لسا مافهمتش. أنا مش عايزة فلوس. أنا أصلًا مابحبش الفلوس. و إلا ماكنتش تلاقيني هنا في مكان زي ده !
-قوليلي عايزة إيــه ؟؟؟ .. هدر بصوتٍ مصم
فلم تهتز لها شعرة، صمتت لهينيةٍ.. و قالت :
-مش عايزة حاجة. بس ممكن أعمل معاك إتفاق !
حثها من فوره :
-قولي !!
قامت ببطءٍ من مكانها، و إتجهت نحو دولابٍ صغير بالزاوية، أحضرت نفس القنينة التي أشارت إليها "لمى" في حديثها، ثم مضت صوبه مادة يدها إليه و هي تقول :
-ده نفس إللي شربت منه مراتك. هاتاخد رشفة واحدة. هايصيبك إللي صايبها دلوقتي. هاتقدر تكون معاها في نفس المكان إللي إتحبست فيه. و لو قدرت تخرجها تبقى أنقذتها.. بس خد بالك. انت كمان هاتتحبس. انت كمان هاتواجه أكبر خوف في حياتك. لو دخلت مش هاتخرج بالساهل. و ممكن ماتخرجش خالص. و هو ده الاتفاق. لو نجحت هاتطلعوا انت الإتنين و هاتنقذها و تنقذ نفسك. لو فشلت هاكسب أنا. و انتوا الإتنين هاتكونوا ملكي في العالم ده... لو موافق. خده !
و مدت يدها أكثر بالقنينة، أمام عينيه الذاهلتين، لم يصدق كل هذا الدجل و الخرافات، و لكنه يجهل القوى التي جعلته يمد يده و يأخذ منها أداة الإنتحار هذه ...

*

رأسها ثقيلًا، بالكاد رفعته من فوق الوسادة، كانت جزعة و تشعر بالهلع، آخر ما تتذكره هو وجه "مراد" المذعور و صراخه بأسمها
أمسكت رأسها بكلتا يداها و هي تباعد بين جفنيها هاتفة :
-مـرااااد !
و لكن ما من إجابة
فقط الفراغ من حولها، و.. مهلًا ...
هذا ليس بيتها
ليس بيت "مراد".. أين هي ؟
أفزعتها الصدمة الآن عندما استقرّت عيناها على الجدار المواجه لها، حيث إطار لصورة زفاف، زفافها هي و "سيف" !!!!
إنها شقة الزوجية القديمة إذن ...
كيف أتت إلى هنا !؟؟
-صحي النوم يا كسلانة !
جمدت أطرافها تمامًا لدى وصول ذلك الصوت الذي تعرفه جيدًا إلى أذنيها، لم تصدق، و لا تريد أن تصدق، و لكنها لم تمنع نظراتها من الإلتفات ناحيته، و قد كان أفظع شيء حدث لها على الإطلاق
رؤيته من جديد
"سيف"
بشحمه و لحمه يقف أمامها عند باب غرفة النوم، انتابتها حالة من النكران المصدوم عنيفةٍ جدًا و هي تنظر إليه جاحظة العينين ...
-سيف ! .. نطقت بصوتٍ مخنوق
غزت الرعشات جسمها كله و هي بالكاد تستطيع الوقوف أمامه، و لا زالت تنكر بفزعٍ مطلق :
-لا. لا مستحيل.. انت مت. انت مـت !!!
انتفض فكّ "سيف" و هو يحدق فيها بتلك النظرة الثاقبة و ابتسامته التي تثير رعبها، ثم قال :
-دي أكيد أمنيتك.. مفكرة إن ممكن تخلصي مني بالسهولة دي ده لسا حسابنا ماخلصش يا روحي !

شيء واحد تأكدت منه و كان وقعه عليها مؤلمًا مُميتًا بقدر ما كان كارثيًا، و هو أن كل مما مضى، عودة "مراد".. زواجها من "مالك".. ثم خطبتها لـ"مراد" بعد طلاقها و زواجها منه مباشرةً بعد إنتهاء العدّة.. زفاف الأحلام.. شهر العسل.. كل الحب و الغراميات التي تاقت لعيشها برفقته... مكانت محض أوهام
حلم و انتهى !
كانت ستفقد عقلها فعلًا لهذه الحقيقة الملموسة، ها هي تقف أمام زوجها الحقيقي، تقف أمام "سيف" الذي حسبته ميتًا، إنه حيٌ يرزق أمامها، تعسًا لها و لحظها !
-أكيد بتنامي و تقومي تحلمي باليوم ده !

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 118 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

شحب جسمها تمامًا و هي تسمعه يقول ذلك بنبرةٍ جمدت الدماء بعروقها، و تراجعت للخلف غريزيًا حين بدأ بالإقتراب منها كالنمر المفترس و هو يقول بصوتٍ كالفحيح :
-بتحلمي باليوم إللي تخلصي مني فيه. مش كده ؟ بس أنا مش هاسيبك إلا لما أخلص عليكي خالص يا إيمان.. عارفة إن البيت فاضي علينا إنهاردة. و مالاقتش أحسن من دي فرصة عشان أوفي بوعدي ليكي. فاكرة لما قلت لك إنك أرخص حتى من إني أعزم أقل راجل في شلّتي عليكي ؟
في الواقع نعم !
إنها تذكر ذلك جيدًا، لقد قال لها ذلك على سبيل الإهانة و المذلّة التي يكيلها لها منذ صارت زوجة له، و قد كانت تفزع من مجرد التهديد بهذا و لا يمكنها أن تستوعب إنه قد يفعل بها ذلك ...
حملقت فيه و هي لا تعي نواياه الخبيثة، و لكن ترعبها نظراته الشيطانية و تضربها في الصميم، بينما يستطرد مبتسمًا بقذارة :
-أنا فكرت و لاقيت إنك تستاهلي. بجد. أصلي مش هالاقي هدية قيّمة زيك أقدمها لرجالة مهمين في شغلي و حياتي عمومًا.. انتي إنهاردة نجمة الحفلة. عاوزك تشرّفيني !
عبست بعدم فهمٍ، فاستدار ليفتح باب الغرفة، و ليظهر على الفور مجموعة من الرجال ذوى أجسام ضخمة، لم ترى في ضخامتهم طوال حياتها، وجوههم مسوّدة، تكوينهم الجسماني عجيب، مرعب، الصدمة جعلتها لا تولي تركيزها كله في أشكالهم، بل في الكارثة الجديدة المحيقة بها ...
-اتفضلوا يا رجالة ! .. هتف "سيف" داعيًا رفقته للدخول
فتوافد داخل الغرفة عدد ثمانية أفراد تقريبًا، بالكاد صحت "إيمان" من صدمتها و تحرّكت متقافزة بالمساحة الآمنة التي تفصلها عن أولئك الذئاب، تحاول إيجاد شيء تستر به نفسها، جسمها الذي يغطيه قميصها الرقيق، رأسها العاري
لكن لا شيء، لا شيء إطلاقًا، فتلقائيًا رسخت بمكانها و هي تصرخ مستغيثة بزوجها :
-سيــــف. إيه إللي بتعمله.. طلّعهم برا. طلّعهم يا سيف !!!
ندت عنه ابتسامة إبليسية و هو يقول بلهجة متضخمة لا تشبه البتّة صوته المألوف :
-دول مش طالعين من هنا. إلا لما تسلميهم نفسك. زي ما عملتي قبل ما تتجوزيني مع ابن خالتك.. هاياخدوكي بالذوق أو حتى بالعافية !
و بهذا المرسوم المفجع الذي تردد صداه في جنبات الغرفة، سار إليها الرجال تباعًا، و قد فشلت بالهرب منهم مع أول خطوة فكرت أن تتخذها بعيدًا عنهم، دفعها أحدهم صوب الفراش بعنفٍ أنتزع من صرخةٍ مدوية، لكن ذلك لم يردع الذئاب عنها، تكالبوا عليها جميعهم في مشهدٍ لحيوانات ٍ بريّة تنقض على غزالة
أمام زوجها تجري عملية اغتصابها، تتعرّى تمامًا و تغتصب بالفعل و هي تصرخ و تبكي و تناديه حتى كادت أحبالها الصوتية تتمزّق :
-سيــــــــــــــف.. سيـــــــــــــــــف ...
و لكن عبثًا
دون أيّ جدوى
كان عليها أن تعاني هذه المرة من أبشع واقعة خشتها على الإطلاق
و ما من منقذ لها ...

*

حاملًا في يده عمل السوء، حساء الشر، عاد "مراد" إلى المشفى ليجد "أدهم" قد انضم لخالته، الإثنان بداخل الغرفة الخاصة التي نقلت لها زوجته، زوجته الراقدة فوق السرير الطبّي، غائبة عن الوعي، تبدو و كأنها نائمة، لا حول لها و لا قوة
و لكن من إنكماش جفناها، يستطيع تخمين سجايا العذاب التي تعيشها داخل رأسها، ما أعظم معاناتها، تلك الفتاة و الصبيّة و المرأة الناضجة، كم تعذّبتِ بحياتك يا "إيمان" ...
-مراد ! .. هتفت "أمينة" من حيث تقف عند رأس ابنتها
إلتفت "أدهم" نحو ابن خالته و زوج أخته، كانت حالته مزرية كما يرى، أشعث الرأس، ذقنه نامية، الهالات السوداء تحيط بعينيه، كان ضائعًا ...
-كنت فين يا باشا ؟
بدت لهجة "أدهم" هجومية بالرغم من ملاحظته حالة "مراد".. بينما الأخير لم يكن يملك أيّ طاقة تخوّله الخوض في مجادلات... أقبل صوب سرير زوجته.. ألقى نظرة مطوّلة عليها و هاله ما رآه في ملامح وجهها !
كأنما تنازع وحوش، كأن الفزع يفتك بها فتكًا، و كما لو أنه كان بحاجة لدفعة تحسم له قراره... أفاق مرةً أخرى على صوت "أدهم" الغاضب :
-انت ليه بتتصرف من دماغك. و إيه إللي وداك عند عمتي ؟ أمي عرفت كل حاجة من لمى. ليه ماستنتش لما أجي و نتصرف سوا. بص لي هنا و قولي عملت إيه !؟؟
لم يقاومه "مراد" و هو يقبض على ذراعه ليديره تجاهه، صدم "أدهم" الآن لمرآى تعبير الأخير، كان باردٌ كالموتى، بشرته شاحبة، و كانه بالفعل مقبلٌ على فخٍ مُميت ...
-إيمان لوحدها يا أدهم ! .. نطق "مراد" أخيرًا بصوتٍ لا حياة فيه :
-إيمان بعد ده كله. ماتستاهلش تتساب لوحدها.. لازم أكون معاها !

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
❤️📝 روايات وقصص مميزة 📝❤️
🌺🍃🌸 📖 رواية 🖋 ... أوصيك بقلبي عشقا الكاتبة المتألقة : مريم غريب ( واعظ ، عبر ، سحر ، خيانة ، حب  ، أسرار ،  نهاية سعيدة ) تابعونا ... @storykaligi 📖
🔮🍃🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮
🔮 119 ..

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ أوصيك بقلبي عشقا }

📖🖌 @storykaligi 🔮🍃

عبس "أدهم" متسائلًا بدهشة :
-انت بتقول إيه !؟
نظر له بقوةٍ و كرر بهدوء كأنه يوصيه :
-أنا لازم أكون مع إيمان.. و انت. انت كمان مش هاتسيبها. اوعى تسيبها يا أدهم
تمتم "أدهم" مجفلًا :
-طيب اهدى. اهدى يا مراد. انت أعصابك آ ...
قاطعه "مراد" بحزمٍ :
-أنا خارج أعمل تليفون. ماتتحركش من جنبها. سامعني ؟ هاتعمل كل إللي في وسعك لحد ما تخرجها من إللي هي فيه
و أشاح عنه ملقيًا نظرة أخيرة عليها، كأنه يودعها، ثم منح خالته و ابنها ابتسامة باهتة ما هي إلا اعتذارٍ صامت عن كل خطأ اقترفه بحقهما، عن الخيانة و طعن شرف العائلة كلها ...
لم يفهم كلاهما طبيعة نظراته على وجه الدقة، بينما يخرج أمامهما بمنتهى الهدوء، قالت "أمينة" بلهجة قلقة :
-و بعدين يا أدهم. قولي هانتصرف إزاي. أختك بتضيع مننا !!
يكز "أدهم" على أسنانه و لا زال يحدق في إثر "مراد".. إستدار محدقًا في أمه و هو يقول بغلظةٍ :
-مافيش فايدة. عمتي راجية هي زي ما هي. الشر بيجري في جسمها بدل الدم !
أمينة بنفاذ صبرٍ :
-أنا مش في عمتك دلوقتي. ياكش تولع. أنا في بنتي. هانسيب أختك كده يا أدهم ؟؟
فتح فاهه مجددًا ليرد عليها، لكنه لم يكاد يفعل، إذ اقتحمت الممرضة الغرفة فجأة صائحة :
-دكتور أدهم. الأستاذ إللي لسا خارج من عندكوا لاقيناه واقع برا. مش عارفين ماله و لا عارفين نفوّقه !!!

*
المشهد يتبدّل من حوله، لقد كان منذ لحظات برواق المشفى بعد أن خرج م غرفة زوجته ليحتسي من تلك القنينة، بمجرد أن رفعها عن فمه، وجد نفسه هنا !
في مكانٍ يعرفه جيدًا، شقة فاخرة، نوافذها توضح بأن البناء عبارة عن ناطحة سحاب، العلو الشاهق، البخار المائي المحيط بالمساحة المربعة.. إن لم يكن في مخطئ و هو حتمًا لا.. فهو الآن قد انتقل بطريقةٍ ما إلى شقة الزوجية التي شاركته العيش بها "هالة البحيري".. طليقته
إذن.. هل هذا بالفعل أكبر مخاوفه !؟
أن يلتقي بها من جديد !!
-مراد !
و ذاك الذي لم يحسب له حسابًا
لا يمكن أن تكون الدجالة على حق
من أين عرفت ؟ أنّى لها أن تعرف أن لقاء كهذا كفيلٌ بزعزعة تماسكه !؟؟؟
اللعنة !
إنه حتى لم يرها بعد، إنما فقط سمع صوتها منبعثٌ من ورائه، تلك التي كان يعشقها يومًا ما، الفتاة التي أختارها و تزوجها و خطط لقضاء حياته معها.. "هالة".. إنه معه الآن.. معه ...
-حبيبي ! .. همس حميمي بأنفاس ساخنة ملاصق لأذنه
ليكتشف بأنها صارت تحتضنه من الخلف، الآن، تضمه بذراعيها، تناجيه بصوتها الأنثوي أرق من النسمات :
-وحشتني أوي. ياااااه. وحشتني يا مراد. أنا مش مصدقة.. انت رجعت لي تاني يا حبيبي. انا و انت بقينا مع بعض. مراد.. حبيبي مراد !
صوتها وحده، يعبث بعقله كمفعول الخمر ينسيه واقعه و الهدف الذي خاض من أجله تلك المغامرة الخطيرة، لوهلةٍ صدق بأنه معها بالفعل، و كأن هذا كله ليس وهمًا، ارتفعت يداه ممسكًا بذراعيها المحيطان بجزعه، رفعهما عنه ليتمكن من الاستدارة إليها، و علقت أنفاسه بصدره لحظة وقع بصره عليها !!!
تبًا لهذا
تبًا
إنها هي، يُقسم إنها هي، هي نفسها "هالة" و كما يحب أن يراها تمامًا، جميلة، فاتنة، مبتسمة، تبادله العشق بأشدّ مِمّ يبادلها و قد تجلّى هذا في نظراتها الوالهة به و هي ترنو إليه هكذا بطريقة لم يعهدها من قبل ...
-أخيرًا رجعت لي يا حبيبي ! .. همست له "هالة" باغواءٍ دومًا ما فلح معه
شملها "مراد" بنظراتٍ مبهورة، حائرًا بين مشاعره، قبل عام تقريبًا كان يتوق للعودة لها، كاد يفقد عقله عندما طلّقها و صارت محرمةً عليه، و ها هي الآن بين يديه، تبدي له حبها، فهل يرفض !؟
هذه الزوبعة المتفاقمة بعينيه قرأها الكائن الذي يواجهه، لتبزغ ابتسامةٍ ماكرة على شفتيّ "هالة" المزعومة، تقرّب وجهها إلى وجهه متمتمة برقةٍ متناهية :
-أنا مش هاسيبك من إنهاردة. أنا ما صدقت ترجع لي. هانفضل مع بعض للأبد.. بحبك يا مراد ...
و شبّت قليلًا لتقبّله على فمه، فمبجرد أن مسّت شفاهها شفته السفلى ارتفعت يده و قبض على عنقها بقوةٍ، برزت عينيّ "هالة" بصدمة و هي تقول بصعوبةٍ لضغطه على أوردتها و حنجرتها :
-مراد. انت بتعمل إيه. شيل إيدك. انت بتخنقني !!
اخشوشن صوت "مراد" و هو يرمقها بوحشيةٍ :
-إنتي مش هالة !!!
و فجأة تلاشى ذعر الأخيرة.. لتحل ذات الابتسامة الشيطانية مكانه و هي تنظر إليه بخبثٍ الآن و تقول :
-كان أحسن لك تتعامل معايا عادي. كده بوّظت اللعبة. شوف ممكن تستحمل تقضي معايا أيامك الجاية إزاي !

🔮📚 @storykaligi 🔮📚🖋
🍃🔮
🔮🍃🔮
🍃🔮🍃🔮
🔮🍃🔮🍃🔮
2024/04/28 04:00:56
Back to Top
HTML Embed Code: